العملات المشفرة.. أداة لتمويل الإرهابيين في سوريا
نشر موقع “wired” الالكتروني تقريراً يسلط الضوء على الإرهابيين في منطقة إدلب السورية، الذين يتاجرون ويعملون في مجال العملات المشفرة.
وتحدث التقرير عن مجموعة من الرجال كانوا يجلسون داخل متجرٍ صغير في أحد شوارع إدلب، وهناك كانوا يستخدمون جهاز كمبيوتر محمول يتابعون من خلاله ارتفاع سعر البيتكوين. ورغم الدمار الذي يحيط بالمنطقة، فإن عيون هؤلاء الأشخاص ظلت تراقب تطورات أسعار العملة المشفرة.
ويعدّ هؤلاء الرجال جزءاً من مجتمع صغير للعملات المشفرة في إدلب، وهي منطقة في سوريا تديرها هيئة تحرير الشام التابعة لتنظيم “القاعدة” الإرهابي. ومع هذا، فإن المتجر الذي كانوا يتواجدون ضمنه يحمل لافتة كُتبت عليها عبارة “تحويل البيتكوين – BitcoinTransfer”. وفعلياً، فإن هذا المتجر هو واحد من العديد من المتاجر الأخرى في المنطقة التي تشتري وتبيع العملات المشفرة مقابل النقود.
ويعتبرُ هذا المتجر في قلب شبكة توفر الأموال للجماعات الإرهابية. ووسط ذلك، فإن المقاتلين أصبحوا أكثر وعياً من الناحية الأمنية خلال تعاملاتهم بالعملات المشفرة، وباتوا يعتمدون تكتيكات جديدة في عملياتهم المرتبطة بتلك العملات. وفي الحقيقة، فإن هؤلاء تحولوا بعيداً عن عملة “بيتكوين” الخاضعة للرقابة الشديدة إلى نطاق أوسع من العملات المشفرة، فضلاً عن استخدام الشبكات الافتراضية الخاصة لتجاوز المراقبة والعقوبات. ومع هذا، فإن المقاتلين الإرهابيين يدخلون أيضاً في التداول، ويعلّمون الناس كيفية الانخراط به.
مجموعة إرهابية تؤيد العملات المشفرة.. من هي؟
وتتخذ هيئة تحرير الشام موقفاً مؤيداً للعملات المشفرة بشكل علني. ففي العام 2019، أطلقت الهيئة على عملة “بيتكوين” اسم “عملة اقتصاد المستقبل”، وأصدرت مقطع فيديو مدته 26 دقيقة لرجل دين في الهيئة يناقش توافق تلك العملة مع أحكام الشريعة الإسلامية. وفي الواقع، فإن هيئة تحرير الشام ليست أول جماعة إرهابية تتبنى العملة المشفرة، وهي التكنولوجيا التي استخدمها المسلحون في جميع أنحاء سوريا لمدة 7 سنوات على الأقل.
وفي إدلب بورصة أخرى للعملات المشفرة تسمى “BitcoinExchange Agent”، وهي نشطة على “تيلغرام” منذ يناير/كانون الثاني 2020. وتقبل هذه البورصة مجموعة من العملات المشفرة، خصوصاً تلك التي توفر خصوصية أكبر مثل “مونيرو” و “زدكاش”. وفعلياً، فإن هذه العملات تخفي نشاط المستخدم، ويكاد يكون من المستحيل تتبعها. ومثل هذه الميزات يمكن أن تجعل عملات الخصوصية جذابة للإرهابيين.
ولدى وكالة “BitcoinExchange” قناة على “تيلغرام” باللغة الانكليزية، ويبدو أنها تلبي احتياجات الأشخاص في الخارج الراغبين في إرسال الأموال إلى سوريا. وفعلياً، فإن هذه البورصات تنشر تفاصيل حول كيفية ارسال العملة المشفرة بشكل مجهول وطريقة الالتفاف حول عمليات التحقق من هوية العميل.
وقد يشير استخدام اللغة الإنكليزية في القنوات إلى أن البورصات تحاول جمع الأموال من المتعاطفين الذين يعيشون في الخارج، وهي عملية تُعرف باسم “الجهاد المالي”. وبشكل أساسي، يتم تشجيع أنصار المقاتلين على التبرع بالمال من أجل الحرب إذا لم يتمكنوا من المشاركة فيها جسدياً.
وتعتبر العملة المشفرة مناسبة تماماً لذلك، لأنه يمكن لأي شخص استخدامها لإرسال الأموال من دون موافقة الحكومات. يقول أمير تاكي، المطور الرئيسي لـ Dark Wallet: “الغرض الأساسي من العملات المشفرة هو القدرة على نقل كميات كبيرة من الأموال دون رقابة. الإرهابيون هم في الأساس مجموعات سياسية غير خاضعة لعقوبات حكومية، لذا فإن العملة المشفرة مثالية لهم”.
ويشير موقع “wired” إلى أنّ تبني المدنيين للعملات المشفرة ما زال منخفضاً، كما أنه لم يُلحظ أي اهتمام من سكان إدلب بالعملات الرقمية. ومع ذلك، فإنّ الشباب وخصوصاً الفقراء جداً، ينضمون الآن إلى مجموعات العملات المشفرة على “تيلغرام” على أمل جني الأموال من التداول. وفي الواقع، هناك قرابة 10 متاجر تشتري وتبيع العملات الرقمية في إدلب، والعدد آخذ في الازدياد.
إيطاليا.. دار سك العملة تخصص عملة جديدة بقيمة 2 يورو
عملة جديدة في إيطاليا تصور طبيباً يحمل سجلاً طبياً وطبيبا – أو ممرضة – مع سماعة طبية. أعلاه كلمة “grazie” التي تعني “شكراً لك”.