بايدن يندد باعتراض بيلاروسيا طائرة مدنية ويؤيد فرض عقوبات
ندد الرئيس الأمريكي جو بايدن، الاثنين، باعتراض طائرة مدنية أوروبية كانت تقل معارضا لنظام الرئيس البيلارويسي الكسندر لوكاشنكو، واصفا الخطوة ب”الفاضحة” ومطالبا بالافراج الفوري عن المعارض.
وقال الرئيس الديمقراطي في بيان إن “الولايات المتحدة تدين بشدة تغيير مسار الطائرة واعتقال” المدون المعارض رومان بروتاسيفيتش.
وأضاف بايدن “هذا الحدث الفاضح وشريط الفيديو الذي يبدو أن بروتاسيفيتش صوره تحت الإكراه هما هجومان مخجلان بحق المعارضة السياسية وحرية الصحافة”، معربا عن تأييده للعقوبات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي بحق بيلاروس ومطالبا بالإفراج عن المعارض.
وتابع “أضم صوتي إلى الدعوات الكثيرة لإجراء تحقيق دولي لتحديد الوقائع. أرحب بالأنباء عن أن الاتحاد الأوروبي دعا إلى عقوبات اقتصادية موجهة وإجراءات أخرى، وقد طلبتُ من فريقي التفكير في الخيارات المناسبة لمحاسبة المسؤولين، بالتنسيق الوثيق مع الاتحاد الأوروبي وحلفاء وشركاء آخرين ومنظمات دولية”.
من جهته تحدث مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إلى سفيتلانا تيخانوفسكايا، المعارضة البيلاروسية في المنفى في ليتوانيا، معبرا لها عن “دعم الولايات المتحدة القوي” للمطالبات بتوفير “الديموقراطية وحقوق الإنسان والحريات الأساسية” للشعب، حسب ما جاء في بيان.
بسبب “السلوك المشين”..الاتحاد الأوروبي يغلق مجاله الجوي أمام الطائرات البيلاروسية
قرّر الاتحاد الأوروبي، مساء الإثنين، إغلاق مجاله الجوي أمامالطائرات البيلاروسية، كما دعا شركات الطيران الأوروبية إلى تجنّب المجال الجوي البيلاروسي، وسط دعوات إلى فرض عقوبات جديدة على نظام الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو المتّهم بتحويل مسار طائرة مدنية أوروبية كانت تقل معارضا، وذلك من أجل توقيفه.
وبحسب مقررات للقمة نشرها متحدث باسم الاتحاد الأوروبي، طالب قادة دول الاتحاد المجتمعون في بروكسل بـ”الإفراج فورا” عن المعارض رومان بروتاسيفيتش وصديقته صوفيا سابيغا اللذين أُجبرت طائرة كانا يستقلانها على الهبوط اثر إنذار بوجود قنبلة تبين لاحقا أنه كاذب.
وكانت لندن وكييف قررتا حظر تحليق طائراتهما في المجال الجوي للجمهورية السوفياتية السابقة.
كما قرّرت شركات الطيران لوفتهانزا والخطوط الاسكندينافية و”إير بلطيق” تعليق عملياتها في المجال الجوي البيلاروسي.
وبدأت قمة دول الاتحاد الأوروبي التي يفترض أن تستمر حتى الثلاثاء في بروكسل، قبيل الساعة 20,00 (18,00 ت غ)، وستبحث في الشؤون الخارجية، خصوصا العلاقات المضطربة مع روسيا الداعمة للسلطات البيلاروسية.
والمعارض بروتاسيفيتش (26 عاما) هو رئيس التحرير السابق لمحطة نيكستا المعارضة التي اضطلعت بدور رئيس في تنظيم الحركة الاحتجاجية التاريخية ضد لوكاشنكو في 2020.
واعتقل الأحد في مينسك مع سابيغا بعد إجبار طائرة كانا يستقلانها على الهبوط اثر إنذار كاذب بوجود قنبلة.
وأفاد بروتاسيفيتش الإثنين بأنه يتعاون مع المحققين، وفق شريط فيديو بثه التلفزيون العام. وقال في تسجيل بدا فيه جالسا خلف طاولة قبالة الكاميرا “فريق (التحقيق) يتعامل معي في شكل مناسب تماما ومع احترام القانون. اواصل تعاوني مع المحققين وأنا أدلي باعترافاتي في ما يتعلق بتدبير اضطرابات كبيرة”.
عقوبة الإعدام..و”السلوك المشين”
وطالب كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة بإطلاق سراح المعارض فورا، علما بأنه يواجه “عقوبة الإعدام” في حال إدانته، وبأن بيلاروسيا هي الدولة الوحيدة في أوروبا التي تُواصل تطبيق هذه العقوبة.
وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية اورسولا فون دير لاين توعّدت بـ”رد قوي جدا” من الاتحاد الأوروبي على هذا “السلوك المشين”، فيما أيد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إجراء “تحقيق مستقل” في المسألة.
إنذار كاذب بوجود قنبلة
ويبحث القادة الأوروبيون حزمة عقوبات أعدت في أيار(مايو)، اضافة إلى تدابير ذات تداعيات اقتصادية.
واعتبر الغربيون أن ادعاء تلقي إنذار بوجود قنبلة لتحويل مسار طائرة “راين إير”، هو ذريعة، منددين بمناورة تهدف إلى توقيف الصحافي المعارض بروتاسيفيتش لدى نزوله من الطائرة.
وأعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل قبل القمة أن الأسباب التي استخدمتها سلطات بيلاروسيا “تفتقر إلى الصدقية”.
وبررت بيلاروسيا اعتراض الطائرة بتلقيها إنذارا بوجود قنبلة تبيّن لاحقا أنه كاذب. وتم في هذا السياق اعتقال المعارض المدرج منذ تشرين الثاني(نوفمبر) على لائحة الأشخاص “الضالعين في أنشطة إرهابية” في بيلاروسيا.
ونددت المعارضة المقيمة في المنفى سفيتلانا تيخانوفسكايا مرة جديدة الاثنين بتوقيف الصحافي.
وقالت خلال مؤتمر صحافي في فيلنيوس “حصل نموذج عن إرهاب الدولة. الآن سيكون جميع الركاب الذين يعبرون في طائرات تابعة لشركات مدنية فوق بيلاروس في خطر”.
وأضافت “النظام حول بلدنا إلى ما يشبه كوريا الشمالية في وسط أوروبا”.
“تحقيق دولي”
ويعقد حلف شمال الأطلسي الذي طالب بـ”تحقيق دولي” في الواقعة، الثلاثاء اجتماعا لسفراء دوله الأعضاء لبحث الأوضاع، ووصف أمنيه العام ينس ستولتنبرغ ما حصل بأنه “حادثة خطرة”.
من جهتها أعلنت المنظمة الدولية للطيران المدني عقد اجتماع طارئ لمجلسها الإداري الخميس لبحث الحادث.
واعتبرت أن الهبوط القسري “يمكن أن يشكل انتهاكا لاتفاقية شيكاغو للطيران المدني” التي ترعى سيادة المجال الجوي للدول.
ما علاقة حماس بالقضية؟
من جهته، أوضح مسؤول في وزارة النقل البيلاروسية أن مطار مينسك تلقى تهديدا عبر رسالة إلكترونية منسوبة إلى حماس جاء فيها “نحن، جنود حماس، نطالب بأن توقف إسرائيل إطلاق النار على قطاع غزة. نطالب بأن يكف الاتحاد الأوروبي عن دعمه إسرائيل (…) إذا لم تتم تلبية مطالبنا فإن قنبلة ستنفجر (على متن طائرة راين اير) فوق فيلنيوس”.
واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن مينسك تصرفت بصورة “منطقية” مؤكدا استعدادها للتعامل بـ”شفافية تامة” مع هذه المسألة.
وقالت مينسك بهذا الصدد إنها أبلغت منظمة الطيران المدني الدولي، الهيئة التابعة للأمم المتحدة، والاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) بـ”استعدادها للتعاون في تحقيق غير منحاز”.
وندد رئيس شركة راين إير مايكل أوليري بعمل “قرصنة”، مؤكدا أن عناصر من أجهزة الاستخبارات البيلاروسية ربما كانوا على متن الطائرة.
ويبدي نظام لوكاشنكو الحاكم منذ 1994 نزعة سلطوية متزايدة منذ قمع حركة احتجاج شعبية غير مسبوقة العام الماضي، نزل فيها عشرات الآلاف إلى الشوارع.
وتراجعت الحركة تدريجا أمام قمع شديد، وباتت جميع وجوهها في السجن أو في المنفى القسري، فيما يقضي ناشطون وصحافيون عقوبات شديدة بالسجن.
ويبحث قادة الاتحاد الأوروبي أيضا مسألة تصاعد التوتر مع روسيا بعد عقوبات فرضتها موسكو على مسؤولين أوروبيين ردا على تدابير اتّخذتها بروكسل في آذار(مارس) إثر توقيف المعارض أليكسي نافالني.
وسيكلّف القادة الأوروبيون وزير خارجية التكتل جوزيب بوريل إعداد تقرير حول الاستراتيجية الواجب اتّباعها حيال روسيا.
وستخصص اجتماعات اليوم الثاني من القمة لبحث الجائحة وشؤون المناخ.