عملية”الدكتاتور الأخير” في بيلاروسيا تعكر سماء أوروبا
قرر الاتحاد الأوروبي إغلاق مجاله الجوي أمام الطائرات التابعة لشركات الطيران في بيلاروسيا، ردا على تحويل مسار طائرة إلى مينسك لاعتقال صحفي معارض.
وفي اجتماع انعقد في بروكسل، اتفق زعماء الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على منع شركات طيران الاتحاد الأوروبي من التحليق في المجال الجوي لبيلاروسيا، كما تعهدوا بفرض عقوبات اقتصادية جديدة على بيلاروسيا
وكان رومان بروتاسيفيتش، 26 سنة، على متن طائرة متجهة من اليونان إلى ليتوانيا عندما أُجبرت الطائرة على تغيير مسارها بحجة الاشتباه في وجود قنبلة على متنها.
وكانت الرحلة متوجهة إلى ليتوانيا، ولكن بيلاروسيا أجبرت الطائرة على الهبوط بحجة الاشتباه في وجود قنبلة على متنها في عملية اختطاف وقرصنة واضحة
واعتقلت السلطات في بيلاروسيا الصحفي رومان بروتاسيفيتش بعد هبوط الطائرة، وكان الصحفي، البالغ من العمر 26 عاما، على متن رحلة تابعة لشركة “ريان أير” الأيرلندية قادمة من العاصمة اليونانية أثينا. وكانت الطائرة على وشك الهبوط في فيلنيوس، عاصمة ليتوانيا، لكنها كانت لاتزال في المجال الجوي لبيلاروسيا حين أُجبرت على الهبوط في عاصمة البلاد، مينسك.
لويس ميغيل بوينو المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط لـ”أخبار الآن”
“ما حدث هو عملية قرصنة من قبل بيلاروسيا والأمر يستحق رد فعل قوي وطالبنا المنظمة الدولية للطيران المدني باجراء تحقيق عاجل
ندين اعتقال الصحفيين وهناك المزيد من العقوبات في الطريق والعقوبات تضمنت عقوبات اقتصادية ووقف تحليق الطيران الأوروبي في المجال الجوي البيلاروسي
بالاضافة إلى وقف تبادل الرحلات من وإلى بيلاروسيا
بيتر ستانو: ما فعلته بيلاروسيا يمكن وصفه بـ”إرهاب الدولة”ولن يقبله الاتحاد الأوروبي
حول حادث اختطاف بيلاروسيا للطائرة التي كانت في طريقها من أثينا إلى ليتوانيا، ولكن بيلاروسيا أرسلت طائرة حربية لإجبارها على الهبوط، بحجة وجود تهديد بقنبلة. يعلق بيتر ستانو المتحدث باسم الاتحاد الأوروبى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية لـ “أخبار الآن” فيقول ” إن الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء السبعة والعشرون كانوا واضحين للغاية في أن ما حدث مع رحلة ريان إير هو نتيجة لتصرفات غير مسبوقة وغير مقبولة على الإطلاق من قبل السلطات البيلاروسية، وقد وصف الكثيرون هذه الحادثة بأنها “إرهاب دولة”، وعرّضت عددًا من الأشخاص للخطر، سواء المدنيين على متن هذه الرحلة وكذلك طاقم الطائرة. كانت تلك رحلة بين عاصمتين من دول الاتحاد الأوروبي، ولم يكن هناك سبب لإجبار هذه الطائرة على الهبوط. كل ذلك يجعل هذا التصرف غير مقبول تمامًا، وكان رد فعل الاتحاد الأوروبي بأقوى العبارات الممكنة، وسوف يتم تقديم تدابير محددة للغاية ردًا على هذا الحادث.”
وردا على سؤال حول السبب الذي قاد بيلاروسيا بأن تضرب عرض الحائط بكل القيم الأوروبية للديمقراطية وحقوق الإنسان وتقدم على فعل عمل يوصف بالإجرامي قال ستانو “بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي، لن ندخل في تفاصيل تكهُّن ما الذي دفع إلى هذا التصرف وماذا كان السبب وراءه. بالنسبة لنا هي حقيقة واحدة فقط وهي أن ما حدث غير مقبول على الإطلاق. اضطرت إحدى رحلات الاتحاد الأوروبي، والتي كانت تطير من إحدى عواصم الاتحاد الأوروبي إلى عاصمة أخرى ضمن الاتحاد الأوروبي أيضاً، إلى الهبوط في مينسك في بيلاروسيا، وهذا مخالف تمامًا لأي قاعدة دولية ومخالف للقانون الدولي، وقد تم اعتباره بأنه عمل “إرهاب دولة”. وهذا هو السبب في أن الاتحاد الأوروبي واضح للغاية في مطالبته بإجراء تحقيق مستقل في هذا الحادث من قبل هيئة الطيران المدني الدولي، حتى تتضح كل الظروف، ويمكننا منع وقوع مثل هذه الحوادث غير المقبولة.”
المزيد من العقوبات في انتظار كيانات وشخصيات في بيلاروسيا
يؤكد بيتر ستانو أنه مازال هناك المزيد من العقوبات من الاتحاد الأوروبي لبيلاروسيا ويضيف”لقد فرض الاتحاد الأوروبي بالفعل ثلاث جولات من العقوبات منذ الصيف الماضي على بيلاروسيا، عندما تلاعب نظام لوكاشينكا بالانتخابات، الآن سنقوم بمعاقبة المزيد من الأشخاص، حيث قرر قادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الليلة الماضية أننا سنقوم بفرض عقوبات على المزيد من الأشخاص والكيانات في أقرب وقت ممكن كرد مباشر على هذا الإجبار غير المقبول لرحلة الاتحاد الأوروبي للهبوط في مينسك. وستكون هناك أيضًا المزيد من العقوبات المفروضة، بصرف النظر عن معاقبة الأشخاص والكيانات، حيث ستكون هناك أيضًا عقوبات اقتصادية مفروضة على بيلاروسيا، وأعني الشركات المملوكة للدولة، للتأكد من معاقبة أولئك الذين يقفون وراء هذا الحادث والمرتبطين بالنظام، يجب أن تتم معاقبتهم ويجب أن يدفعوا ثم هذا الحادث.
وحول إمكانية تكرار هذا العمل وخطورة اختطاف الطائرات كوسيلة لتحقيق أهداف سياسية لبعض الدول أو المجموعات المسلحة الإرهابية قال ستانو “نأمل ونتوقع أن النظام البيلاروسي لن يكرر هذا السلوك غير المقبول، لأنه كما ذكرت، شبه العديد من الأعضاء هذا العمل بأنه أحد أعمال “إرهاب الدولة”، وهذا غير مقبول على الإطلاق.
بيتر ستانو “أعتقد أن المخاوف والاستجابة الأوروبية القوية والحاسمة قد أظهرت أننا لن نتسامح مع هذا، وأي شخص سينخرط في مثل هذه المغامرات سيدفع ثمنًا باهظًا مقابل ذلك. وأنا اعتقد ان مخاوف وردة الفعل الاوروبية بينت انه لن نتساهل بذلك، ومن سيقوم بتلك المغامرات سيدفع الثمن غاليا”
وأكد المتحدث باسم الاتحاد الأوروبى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي أن الاتحاد قد بدأ بالفعل بالعمل على موضوع فرض العقوبات على المتسبب بهذه الحادثة وحث جميع شركات طيران الاتحاد الاوروبي لوقف التعامل مع الطيران البيلاروسي، وطلب من شركات الطيران عدم التحليق فوق بيلاروسيا، ،في المقابل منع الطيران البيلاروسي من دخول دول الاتحاد الاوروبي أو الاستفادة من الخدمات التي يقدمها.
ما حدث مع الصحفي المعارض بعيد كل البعد عن تحضر أوروبا في القرن 21
أشار بيتر ستانو إلى أن الأمر المهم في هذا الحادث هو أن تكون هناك رحلة لطائرة أوروبية متجهة من عاصمة أوروبية ووجهتها عاصمة أوروبية أخرى، ويتم اجبارها للهبوط اضطراريا في بيلاروسيا من أجل إلقاء القبض على أحد الصحفيين المعارضين، هذا أمر غير مقبول على الإطلاق، وهو بعيد كل البعد عن تحضر أوروبا في القرن ال٢١ ، لذا فنحن نرفض مثل هذه التصرفات بشكل قاطع، وسيتحملون المسؤولية كاملة امام الاتحاد الاوروبي بلا شك.
من الواضح أن دوافع هذا العمل سياسية، وأوضح ستانو أنه ليس هناك سبب لاعتقالهم هذا الصحفي في الجو واجباره على الإدلاء ببعض الاعترافات على التلفاز. لم يكن من المفترض أن يؤخذ من الطائرة بالقوة، ولم يكن من المفترض أن تهبط الطائرة اضطراريا. نؤكد على رفضنا لذلك وندعو السلطات البيلاروسية إلى أن تطلق سراح هذا الصحفي، لأن ما تقوم به هو انتهاك صارخ للقانون الدولي.
والدة الصحفي المعتقل: رومان في المستشفى بحالة حرجة يعاني من أزمة قلبية
شاهد عيان: رومان كان يتظاهر بالهدوء بينما جسده يرتجف بالكامل
يحكي أحد ركاب الطائرة بصحبة رومان الواقعة لأحد الصحفيين من أصدقاء رومان فيقول ” “لقد أخرجونا من الطائرة ، وشمت الكلاب أمتعتنا. أخذوا ذلك الرجل (رومان) جانبًا ، وألقوا متعلقاته على المدرج. سألناه عما يحدث. هو أخبرني من هو وأضاف: “سوف يعدمونني هنا”
كان يبدو هادئا في البداية لكنه كان يرتجف بشدة و كان يقف بجواره ضابط طوال الوقت ، وسرعان ما جاء الجنود واقتادوه “
أما صوفية صديقة رومان التي ظن أن جنسيتها الروسية سوف تحميها من الاعتقال فترك لها جهاز الكمبيوتر وموبايل الخاص به بمجرد هبوط الطائرة ، فإن مصيرها غير معلوم حتى الآن ولم تخرج الحكومة الروسية بأي بيان للمطالبة بمعلومات عنها أو إدانة ما حدث لها ، فالرئيس لوكاشينكو حليف روسيا الذي يلقب بآخر دكتاتور في أوروبا حيث يتربع على عرش بيلاروسيا منذ 27 عاما بدعم من الحكومة الروسية .