أكاذيب وتضليل.. الصين تسعى لتلميع صورتها باستمرار
قبل أيام، أصدر مكتب الاعلام بمجلس الدولة الصيني، كتاباً أبيض “حول التحرير السلمي للتبت وإنجازاتها خلال الـ7 عقود الماضية”، وفق ما ذكرت وسائل إعلام صينية.
ويحمل الكتاب الأبيض عنوان “التبت منذ 1951: التحرير والتنمية والازدهار”، وهو يأتي في سياق الحملات الدعائية التي تمارسها بكين لحرف الأنظار عن سياساتها التي ضربت التبت.
ويشير موقع “asiatimes” في تقرير جديد إلى أنّه منذ ولادة الحزب الشيوعي الصيني، كانت الدعاية واحدة من أقوى أدواته، وكانت جزءاً لا يتجزأ من وسائل السيطرة على الرأي العام.
الدعاية.. للتبرير والنفي
وفي الواقع، فإن السلطات الصينية تسعى من خلال الدعاية إلى اعلاء شأنها في صفوف الجماهير وتكريس نفسها على أنها المخلّص والمرجع الأساس للمواطنين. ولهذا، فإن الدعاية تعتبرُ أساسية ومركزية لعمل نظام الحكم الصّيني، ويتم استخدام التكنولوجيا وتطويعها لخدمتها.
كذلك، فإنّ الحزب الشيوعي الصيني يستخدم الدعاية لتبرير، نفي، أو تلميع صورة التجاوزات والانتهاكات التي يرتكبها في الكثير من المناطق مثل التبت، شينجيانغ، جنوب منغوليا، وهونغ كونغ.
وعندما تم غزو التبت من قبل الصّين في العام 1951، جرى الترويج لتلك العملية على أنها تحرير للمنطقة مما تعتبره بكين “الهيمنة الغربية الإمبريالية”، وذلك من قبل ما كان يعرف آنذاك بالجيش الأحمر. ومنذ ذلك الحين، أتقن الحزب الشيوعي الصّيني فن التعبير الملطف.
ومن خلال الكلمات المغلفة، تمكن الحزب الشيوعي الصيني من استرضاء السلطات التبتية بشأن ما يسمى بمهمات تحديث التبت حتى يتمكن التبتيون من الوقوف على أقدامهم والحكم بأنفسهم.
وكتب الأكاديمي التبتي الراحل داوا نوربو: “ما قاله الفريق الصّيني لساكيا لاما والسلطات المحلية في عام 1953 على سبيل شرح تدخلهم كان جوهر السياسة الصينية الرسمية في التبت خلال السنوات القليلة المقبلة”.
ويبدو أن التسوية بين الصّين والتبت كانت تبدو وكأنها اتفاقية متبادلة بين الحكومتين. وبشكل ملطف، كانت تسمى اتفاقية النقاط الـ17 عندما تم توقيعها في الواقع من دون الموافقة الطوعية من حكومة التبت أو دعم الشعب هناك.
وفي وقت لاحق، بسبب الانتقادات الدولية المتزايدة بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في التبت، منذ التسعينيات فصاعداً، شن الحزب الشيوعي الصّيني هجوماً دعائياً، ومنذ ذلك الحين كان يُصدر كتباً بيضاء عن التبت.
وكان العام الماضي بمثابة فترة ضاغطة على وزارة الخارجية الصينية ووسائل الإعلام التابعة للحزب الشيوعي الصّيني وجنود الإنترنت الذين يرعاهم الحزب الشيوعي الصيني، وذلك في سبيل مواجهة الروايات الرئيسية التي كانت ضد مصالح الحزب.
ووسط جائحة “كورونا”، أصبح “تويتر” أحد المنصات لدعاية دفاعية وهجومية، وكانت اللغة المستخدمة من قبل المسؤولين في وزارة الخارجية وسلوكهم على الإنترنت عدوانية بطبيعتها لدرجة أنها أُطلق عليها اسم “دبلوماسية الذئب المحارب”.
وفي الآونة الأخيرة ، قررت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هوا تشون ينغ أن تنشر على حسابها على “تويتر” مقالاً في صحيفة واشنطن بوست بقلم كاري وو، أستاذ علم الاجتماع بجامعة يورك في كندا. وفي الواقع، فإنّ السبب البسيط وراء ذلك هو أن المقال أشاد بإنجازات الحزب الشيوعي الصيني في السيطرة على الوباء بناءً على دراسة استقصائية لحوالى 20 ألف مستجيب أظهروا إعجابهم بأداء الحزب. وفعلياً، قد يتساءل المرء كيف يمكن لـ20 ألف مستجيب في الصين أن يقرروا حكم بلد يبلغ تعداد سكانه 1.4 مليار نسمة.
وستكون السنوات القادمة حافلة بشكل كبير بالأساليب الدعائية، خصوصاً أن الصين تعيش التصعيد ضد الولايات المتحدة والغرب، وهي تسعى إلى تكريس كل الوسائل لتلميع صورتها والترويج لسياستها والسعي لنفي كل الانتقادات التي تطالها ولو كان ذلك بأسلوب عدواني.
شاهد أيضاً: في كوريا الشمالية.. أطفال وأيتام يعملون في مناجم الفحم والبناء