تشير معطيات الساحة السياسية الإسرائيلية توجه السياسيين اليميني “نفتالي بينيت” والمذيع التلفزيوني “يائير لبيد” نحو تشكيل ائتلاف “التغيير” الحكومي الذي من شأنه الإطاحة بنتنياهو، وذلك مع اقتراب الموعد النهائي لمفاوضات تشكيل الحكومة المقبلة الأربعاء.
وأخفق نتنياهو بعيد انتخابات آذار/مارس في تشكيل ائتلاف حكومي قبل أن يعهد الرئيس الإسرائيلي “رؤوفين ريفلين” في أيار/مايو الجاري المهمة إلى الزعيم الوسطي يائير لبيد المهمة.
وتأتي مساعي تشكيل الحكومة الإسرائيلية في الوقت الذي تعقَد في كل من القاهرة وإسرائيل والأراضي الفلسطينية محادثات حول آليات التهدئة مع قطاع غزة وإعادة إعماره بعد تصعيد بين الجانبين استمر 11 يوما تسبب بإيقاف محادثات الائتلاف الحكومي قبل أن تستأنف الجهود الأحد.
وفي حال نجح لبيد وبينيت الذي سبق أن شغل حقيبة وزارية في عهد نتنياهو، في تشكيل ائتلاف “التغيير” فسوف يؤدي ذلك إلى الإطاحة برئيس الوزراء الذي يواجه محاكمة بتهم تتعلق بالفساد، ويشغل المنصب منذ العام 2009 دون انقطاع.
ومن المتوقع أن يعتمد ائتلاف لبيد-بينيت على التناوب، إذ سيشغل الزعيم اليميني المتشدد رئاسة الوزراء قبل أن يترك المنصب للبيد.
وسيتشكل الائتلاف الحكومي أيضا من وزير الدفاع وزعيم حزب أزرق أبيض الوسطي بيني غانتس الذي واجه نتنياهو في ثلاث انتخابات سابقة غير حاسمة، بالإضافة إلى زعيم حزب الأمل الجديد جدعون ساعر.
وسينضم إلى الائتلاف الحكومي كل من حزب “إسرائيل بيتنا” بزعامة أفيغدور ليبرمان وحزبي العمل وميرتس.
لكن يبقى الائتلاف المتوقع بحاجة إلى دعم أحزاب يمينية متشددة تدعم الاستيطان إلى جانب دعم النواب العرب في الكنيست، وهي أمور تصعّب تشكيل الائتلاف.
“موقف يائس”
في الانتخابات الأخيرة التي أجريت للمرة الرابعة خلال نحو عامين، حصل حزب الليكود بزعامة نتنياهو على ثلاثين مقعدا، لكن رفض شركاؤه اليمينيون المتشددون الجلوس مع الأحزاب العربية والحصول على دعمها ما تسبب في إخفاق رئيس الوزراء.
وجاء لبيد وحزبه الوسطي في المرتبة الثانية ومُنح المذيع التلفزيوني أربعة أسابيع لتشكيل الحكومة وهي مهلة عطلها التصعيد مع قطاع غزة والذي بدأ في العاشر من الشهر الجاري قبل أن ينتقل إلى الضفة الغربية والمدن العربية والمختلطة داخل إسرائيل.
وقال المحلل السياسي غايل تليشر من الجامعة العبرية لوكالة فرانس برس إن إسرائيل “أقرب من أي وقت مضى” من “تحالف التغيير”، معتبراً أن “نتنياهو في وضع يائس”.
وفق تليشر، فإن نتنياهو كان قد عرض على بينيت وحليفه السابق المنشق جدعون ساعر اتفاق تناوب خاص.
معيقات إضافية
يواجه تحالف “التغيير” الذي يتزعمه لبيد معيقات إضافية، إذ يعترض بعض أعضاء الكنيست اليمنيين على الشراكة مع نظرائهم العرب والذي يمثلون الأقلية العربية داخل إسرائيل والبالغ تعدادها نحو 20 في المئة.
وشهدت المدن العربية والمختلطة في إسرائيل تصاعد التوتر بين السكان من العرب الإسرائيليين واليهود.
وقال العضو في حزب يمينا عميخاي شيكلي للإذاعة العامة الإسرائيلية إنه سيصوت “قطعا” ضد الائتلاف الجديد.
وترفض الأحزاب العربية في الكنيست الانضمام إلى حكومة يرأسها نفتالي بينيت الذي يدعم توسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.
ونوّه نواب من القائمة العربية المشتركة التي تحتل ستة مقاعد في البرلمان إلى أنهم سيؤيدون حكومة بزعامة لبيد لكنهم لن يدعمون تلك التي سيترأسها بينيت.
وقال زعيم حزب التجمع الإسلامي المحافظ منصور عباس الذي حصل حزبه على اربعة مقاعد، إنه قد لا ينضم إلى الائتلاف لكنه سيدعمه على الأرجح بهدف تحسين أوضاع المجتمع العربي داخل إسرائيل.
ومن غير المرجح أن يعمل أي تحالف حكومي جديد في إسرائيل على إيقاف مشاريع الاستيطان التي تسارعت تحت قيادة نتنياهو سواء في الضفة الغربية أو القدس الشرقية المحتلتين.