من يكون ريتشارد برانسون؟ وكيف بنى امبراطوريته؟
ستجد اسمه يتصدر المواقع الإخبارية، نشرات الأخبار، ومواقع التواصل الاجتماعي، ريتشارد برانسون الملياردير الذي سافر إلى الفضاء بسفينته الخاصة.
لكن من هو ريتشارد برانسون؟ وكيف وصل إلى ثروته الكبيرة؟ ما الذي جعله يتجه لسياحة الفضاء بل ومنافسة إيلون ماسك وجيف بيزوس؟
ريتشارد برانسون رجل أعمال وفاعل خير إنجليزي، يمتلك مجموعة “فيرجن” الشهيرة، بدأها بـVirgin Records، والمجموعة حاليا لديها 400 شركة مختلفة تحت مظلة شركته الرئيسية.
برانسون مر بالعديد من لحظات النجاح والعثرات، لكنه تعلم جيدا أن يتعايش مع الحالتين بروح لا تعرف الهزيمة. إذ أنه دوما كان مبادرا فيما يخص إدارة الأعمال وكسب المال، والدليل مسارعته لرحلته الفضائية ومشاركته بها حينما علم بعزم جيف بيزوس على السفر إلى الفضاء من تكساس يوم 20 يوليو المقبل.
ريتشارد #برانسون يكتب تاريخا جديدا في عالم سياحة #الفضاء بسفره عبر مركبته الخاصة
للمزيد: https://t.co/VqcjTC32yR pic.twitter.com/7kTI4bHF4G
— Akhbar Al Aan أخبار الآن (@akhbar) July 11, 2021
بداية برانسون
ولد برانسون في بلاكهيث في لندن عام 1950، والدته كانت راقصة باليه سابقة ووالده كان محاميا، وفقا لسيرته الذاتية، كان يعاني خلال دراسته في المدرسة، إذ أنه كان يعاني من عسر القراءة، ما تسبب في مسيرة تعليمية ضعيفة، وفي يومه الأخيرة في المدرسة، تحدث معه رئيس المدرسة روبرت درايسون وقال: “سينتهي بك المطاف إما في السجن أو مليونير”. بعد أن ترك المدرسة في سن الـ16.
بعد ترك المدرسة وكان ذلك في الستينيات لم يكن مألوفا أن يحدث حينها على الصعيد الاجتماعي، وأنشأ مجلة ثقافية للطلاب الشباب، وصدر أول عدد عام 1966 وباع ما يقرب من 50 ألف نسخة وحصد 8 آلاف دولار.
من فكرة إلى أخرى، إقامته في منطقة لندن، جعلته يحب المشهد الموسيقي في بريطانيا، ما دفعه لإنشاء شركة “فيرجن”، وقتها كانت شركة طلب عبر البريد، التي ساهمت في تمويل مجلته.
مع مرور الوقت الشركة لم تمول المجلة فقط، بل أرباحها مكنته من فتح متجر بيع تسجيلات موسيقية في شارع أوكسفورد في لندن.
أول فنان تعاقد معه لتسجيل أغانيه كان مايك أولدفيلد عام 1973 وكانت أغنية Tubuler Bells والتي تصدرت في المملكة المتحدة لمدة وصلت إلى 247 أسبوع.
النجاح الخارق التي حصدته تلك الأغنية مع أول مطرب يتعاون مع شركة Virgin Records، أظهرت أن برانسون لديه قدرة على اكتشاف المواهب ومساندتها.
وفقا لسيرته الذاتية، هذا النجاح قاده للمزيد من العقود حول إنتاج المزيد من الأغاني، لكن هذه المرة مع مطربين مشاهير مثل Rolling Stoes وCulture Club وغيرها.
تلك الفرق جعلت شركة فيرجن تصبح من أكبر شركات تسجيل الأغاني في العالم. وأشارت تقارير إلى أن ثروته وصلت إلى 5 ملايين جنيه إسترليني في عام 1979 فقط، إلى أن أصبحت شركته دولية.
أول محاولات برانسون للدخول إلى عالم الطيران كانت رحلة ملغية إلى بورتو ريكو، حينها قرر أن يستأجر طائرته الخاصة بقية الرحلة، وعرض أن ينقل كذلك الركاب الذين لم ينجحوا في السفر مقابل رسوم بسيطة للغاية لتغطية التكلفة.
حافظت شركة فيرجن ريكوردز على نجاحها لفترة طويلة حتى عانت ماديا من أزمات خلال عام 1992، إذ عانت الشركة من الاستمرار في القمة.
قبل الانتكاسة كان برانسون قد أنشأ شركتي Voyager Group وVirgin Atlantic، وفي عام 1993، كان يحاول جعل شركته للطيران في القمة ليضطر لاتخاذ قرار وفقا لوصفه “جعله ينتحب”.
في فترة التسعينيات، حدث توتر كبير بين شركته للطيران Virgin Atlantic والخطوط الجوية البريطانية، بعد سلسلة من النزاعات بين الطرفين، إذ أن الخطوط الجوية البريطانية اعتبرت شركته بمثابة منافس ناشيء.
فيما بعد اتهمت شركة “فيرجن”، الخطوط الجوية البريطانية بسرقة ركابها واختراق أجهزة الكمبيوتر لديها، وتسريب قصص للصحافة التي تسببت في تصوير الشركة بشكل سلبي، فيما سُمي إعلاميا بـ”حملة الحيل القذرة”.
الخطوط الجوية البريطانية قامت بتسوية القصة ومنحت 500 ألف جنيه إسترليني إلى برانسون و110 ألف جنيه إسترليني أخرى إلى شركته للطيران واضطرت لدفع رسوم قانونية وصلت إلى 3 ملايين جنيه إسترليني.
برانسون قام بتوزيع التعويض الذي حصل عليه بين موظفيه وقال لهم: “اعتبروها مكافأة البكالوريوس”.
برانسون باع شركة Virgin Records إلى شركة THORN EMI بمبلغ 500 مليون جنيه إسترليني. وقال وقتها إنه “بكى كثيرا وكان ينتحب” فور التوقيع على العقود.
ثم في 1996 أنشأ شركة Virgin Radio، وبعد 3 أعوام كان قادرا على إنشاء V2 وهي شركة التسجيل الثانية له على الإطلاق ووقع مع فنانين مثل توم جونز وبودر فينغر، في محاولة منه للدخول إلى عالم أعمال الموسيقى مرة أخرى، ومنها نسبة 5% مملوكة لنفسه فقط.
عملية بيع شركة تسجيلاته الأولى ساهمت في نمو عمله في مجال الطيران، إذ أنه نجح في شراء خطوط Short-haul البلجيكية للطيران وأعاد تسميتها إلى Virgin Express.
وفي 1997، دخل برانسون إلى عالم السكك الحديدية، التقارير الصحفية حينها، وصفت الخطوة بأنها “الأكثر مخاطرة في مسيرته”.
Big day ahead. Great to start the morning with a friend. Feeling good, feeling excited, feeling ready.
Watch #Unity22 launch and livestream TODAY at 7:30 am PT | 10:30 am ET | 3:30 pm BST.@virgingalactic @elonmusk https://t.co/1313b4RAKI pic.twitter.com/FRQqrQEbH8
— Richard Branson (@richardbranson) July 11, 2021
إلى الفضاء
في سبتمبر 2004 أعلن برانسون توقيعه لعقد مهم من أجل شركته لـ”السياحة فضائية”، والتي أسماها Virgin Galactic أو “فيرجن غالاكتيك”.
العقد كان ينص على حصوله على رخصة التكنولوجيا خلف إنتاج SpaceshipOne والتي مولها بول ألين المؤسس المشارك لشركة “مايكروسوفت” وصممها مهندس الطيران برت روتان، من أجل إرسال الركاب الذين سيدفعون أجوروا لزيارة الفضاء دون المداري.
“اهتمامي بالحياة يأتي من وضع تحديات ضخمة، تبدو غير قابلة للتحقق بل ومحاولة تخطيها، من وجهة نظر رغبتي في أن أعيش حياة كاملة، شعرت أنه وجب علي المحاولة”. – ريتشارد برانسون.
في عام 2014 كان الاختبار الأول للطيران، لكن المركبة تدمرت كليا، اضطر برانسون للانتظار 4 أعوام أخرى لكي يحقق المحاولة الأولى الناجحة، عن طريق SpaceShipTwo أو SS2، والتي نجحت عام 2018 في أول اختبار لها في نظام إعادة الدخول إلى الغلاف الجوي.
حينها قالت شركة Virgin أن تصبح SS2 قادرة على استيعاب 6 ركاب وطيارين، كما أن حجم السفينة سيوفر تجربة انعدام الجاذبية خارج المقعد ونوافذ كبيرة لرؤية المنظر كاملا بالنسبة للسياح.
أكثر من 700 شخص قاموا بشراء تذاكر مبدئية، فيما نشر برانسون بيانا قال فيه إنه من غير المرجح أن يزور الفضاء في الأشهر الـ6 المقبلة وأنه محبط للغاية من هذا الأمر.
انتظر برانسون كثيرا حتى رحلته الأولى إلى الفضاء على متن مركبته الخاصة، وذلك خلال شهر يوليو الجاري، حينما سافر إلى الفضاء مع طاقم مكون 5 أفراد، في مركبة تسمى VSS Unity، ما جعله أول مليونير أوجد شركة فضاء يسافر إلى الفضاء.
تقارير صحفية أبرزها كان وكالة AP، قالت إن سفره السريع وتعجيل الموعد، جاء بسبب تصريحات جيف بيزوس ورغبته في السفر إلى الفضاء يوم 20 يوليو المقبل.
مشاريع لم يكتب لها النجاح
مثلما حقق برانسون ثروة خيالية وحصد ثمار نجاح العديد من المشاريع، كان له عدد من المشاريع التي لم يكتب لها النجاح مثل Virgin Cola وVirgin Cars وVirgin Publishing وغيرها.
لكنه قال عن لحظات السقوط: “أعتقد أن سر العودة بعد السقوط ليس فقط عدم الخوف من الإخفاقات، لكن استخدامها كأدوات تحفيزية وتعليمية، لا عيب في ارتكاب الأخطاء ما دامت لا أرتكب نفس الأخطاء مرارا وتكرارا”.