في مواجهة بين البشر والكوكب الوحيد الصالح للعيش، يبدو أن الأرض بدأت بعملية “تطهير” وإصلاح تلقائي
- تأثيرات التغير المناخي والاحتباس الحراري وتداعياته
- إعترافات بـ “الفشل” من كبار العلماء
- الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر، واتفاقية باريس في تراجع مستمر
- المسؤولون الحقيقيون عن التغير المناخي والانبعاثات المتزايدة
يشير واقع الحال إلى تزايد الكوارث الطبيعية وموجات الحر والفيضانات والأعاصير في الآونة الأخيرة، وهو ما تسبب في وقوع مئات القتلى مؤخرا في مناطق متفرقة من العالم.
سبق ذلك صرخات من العلماء والنشطاء البيئيين، والتي ربما كانت بمثابة موسيقى خلفية للعديد من القيادات وذوي النفوذ، رغم قدرتهم، بحسب غالبية النشطاء، على إحداث تغيير مهم وعاجل للممارسات الصناعية المسؤولة بشكل مباشر عن التغيرات السريعة في المناخ.
وبحسب بدوي رُهبان الخبير في الكوارث الطبيعية، العوامل التي نشهدها “لا سابق لها في العصر الحديث”
في هذا التقرير نستعرض مجموعة من تأثيرات التغير المناخي الملموسة حول العالم:
جبال الألب
أظهر جرد البحيرات الجليدية السويسرية أن ما يقرب من 1200 بحيرة جديدة قد تشكلت في المناطق الجليدية سابقًا في جبال الألب السويسرية منذ نهاية العصر الجليدي الصغير حوالي عام 1850
ووفقاً لوكالة فرانس برس أظهرت دراسة تغير المناخ غيّر بشكل كبير المناظر الطبيعية لجبال سويسرا بوتيرة أسرع من المتوقع حيث أدى ذوبان الأنهار الجليدية إلى خلق أكثر من 1000 بحيرة جديدة عبر الجبال.
الولايات المتحدة
تستعد ولاية كاليفورنيا لصواعق جافّة يمكن أن تؤدّي إلى مزيد من الحرائق المدمّرة واندلعت 8 حرائق في الساعات الماضية، ليرتفع عدد الحرائق الكبيرة التي ما تزال مندلعة في الولايات المتحدة إلى 80 حريقا أبرزها حريق “بوتليغ فاير” في أوريغون والذي التهم، وحدهُ، أكثر من 1200 كيلومتر مربّع.
غرب أوروبا
ارتفع نهر “ماس” إلى مستويات لم تشهدها القارة الأوروبية منذ أكثر من قرن، ما تسبب بنزوح أكثر من 10 آلاف شخص خارج جنوب هولندا.
وفي ألمانيا، تسببت الأمطار الغزيرة على أجزاء كبيرة من الدولة بفيضانات وألحقت أضراراً جسيمة فضلا عن سقوط أكثر من 150 قتيلا.
ما هي تداعيات تغير المناخ؟
بحسب وكالة فرانس برس هناك ما بين 8 و80 مليون شخص، أكثر عرضة لخطر المجاعة بحلول عام 2050 بسبب التغير المناخي، حيث انخفضت المحاصيل الزراعية بنسبة تتراوح بين 4 و10 في المئة على الصعيد العالمي خلال الثلاثين سنة الفائتة.
وتراجعت كميات صيد الأسماك في المناطق الاستوائية بمعدل يتراوح بين 40 و70 في المئة، في ظل ارتفاع انبعاثات الغازات الدفيئة وهناك 2.25 مليار شخص معرضون لخطر الإصابة بحمى الضنك في آسيا وإفريقيا وأوروبا، في ظل الظروف الحالية.
العلماء يعترفون “لقد فشلنا“
بحسب تقرير نشرته بي بي سي مؤخرا، اعترف كبار علماء المناخ بأنهم فشلوا في توقع شدة الفيضانات الألمانية وقبة الحرارة في أمريكا الشمالية.
ورغم تحذيراتهم على مدى عقود من أن ارتفاع درجة حرارة المناخ قد يؤدي إلى هطول أمطار أسوأ والمزيد من موجات الحر الضارة، اعترف العديد منهم بأن أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم ليست قوية بما يكفي لتحديد مدى خطورة تلك الحالات المتطرفة بدقة.
وناشد العديد منهم الحكومات أن تنفق مبالغ طائلة على كمبيوتر مناخي خارق مشترك.
الطاقة المستدامة
يُنظر إلى توفير الطاقة المستدامة على نطاق واسع على أنه أحد أكبر التحديات التي تواجه البشرية في القرن الحادي والعشرين، سواء من حيث تلبية احتياجات الحاضر أو من حيث آثاره على الأجيال المقبلة.
وحسب اتفاقية باريس في 2015 الهدف هو احتواء نسبة الاحتباس الحراري لأقل من درجتين والوصول الى تثبيت تركيزات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي عند مستوي يسمح للنظام البيئي بان يتكيف بصورة طبيعية مع تغير المناخ وبالتالي حماية الانسان من خطر يصل الي النقص في الغذاء والماء، والسماح بالمضي قدمًا في ايجاد وخلق سبل للتنمية الاقتصادية على النحو المستدام.
الـ 1% مسؤولون بشكل كبير عن تداعيات التغير المناخي
تداعيات التغير المناخي بسبب الغازات الدفيئة المنبعثة بسبب المصانع والطائرات والعديد من الاستخدامات اليومية للبشر هي مصيبة بحد ذاتها، لكن أصابع الاتهام توجه بشكل كبير إلى فئة محددة من البشر.
في دراسة أجرتها جامعة “ليدز” عام 2020 ونشرتها البي بي سي، يقع اللوم على الأغنياء في المقام الأول في أزمة المناخ العالمية، ويستهلك أغنى 10٪ من الناس حوالي 20 ضعفًا من الطاقة بشكل عام مقارنة بأدنى 10٪ ، أينما كانوا.
وفي مقال نشره روجر هرابين، المحلل البيئي في البي بي سي، قال إن أغنياء العالم الذين ينتمون لفئة الـ1٪ ينتجون ضعف انبعاثات الكربون مجتمعة لأفقر 50٪ وفقا للأمم المتحدة.
يحاول العديد من “نشطاء البيئة” بإلقاء اللوم على الشخص العادي ونشر فكرة أن التغيرات الجذرية في طرق الحياة للعديد قد تكون سبب في انهاء الاحتباس الحراري والتغير المناخي، مثل استخدام بدائل المنتجات الحيوانية والمشي للعمل أو استخدام وسائل النقل العامة وغيرها.
لكن قد يتضح أن أفضل طريقة لخفض الانبعاثات بشكل أسرع هي من خلال التحسينات التكنولوجية وليس من خلال الإجراءات التي قد يتبين أنها لا تحظى “بشعبية” امام الانسان العادي، حيث هناك حاجة إلى المزيد من الإجراءات الصارمة لأن الانبعاثات تستمر في الارتفاع.
الأمم المتحدة تطلق حملة “اعملوا الآن“
مع تزايد الكوارث الطبيعية التي تشهدها مناطق مختلفة من العالم، مثل فيضانات ألمانيا وحرائق الغابات في كندا والولايات المتحدة أطلقت الأمم المتحدة حملة “اعملوا الآن” لزيادة التوعية والحدث على إجراءات فورية.
The difference between 1.5°C & 3°C global warming means vastly different scenarios for our future.
The length of droughts, the spread of diseases & more hinge on these few degrees.
Limiting temperature rise is still possible if we #ActNow. https://t.co/X0Shwfcd3n via @UNFCCC pic.twitter.com/ryr6q42w7L
— United Nations (@UN) July 15, 2021
من أبرز أهداف الحملة خفض انبعاثات الغازات الدفيئة إلى صفر بحلول عام 2050.
وتطالب الأمم المتحدة الحكومات والشركات الكبيرة باتخاذ إجراءات وتغييرات كبيرة في هذا الشأن، مع توضيح أن الانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون غير ممكن دون مشاركة المواطنين، وخاصة في الاقتصادات المتقدمة.
الأمم المتحدة: نافذة العمل لحماية الكوكب تضيق بسرعة
دق تقرير أممي جديد ناقوس الخطر بعد أن أظهر أن المستويات الحالية للطموح المناخي بعيدة كل البعد عن وضع العالم على مسار يلبي أهداف اتفاق باريس أو “كوب 21” وهو أول اتفاق عالمي بشأن المناخ الذي صدق عليه كل من الوفود 195 الحاضرة في 12 ديسمبر 2015.
وفي حين أن معظم الدول الممثلة رفعت سقف طموحها الفردي لتقليل انبعاث غازات الاحتباس الحراري، إلا أن التأثير المشترك يضعها على طريق خفض الانبعاثات بنسبة 1% فقط مع حلول عام 2030 مقارنة بمستويات 2010.