الفقر يضرب كوريا الشمالية: الناس يتألمون والسلطات غائبة
- مواطنون في كوريا الشمالية انفجروا غضباً بشكل علني بسبب الأوضاع الصعبة
- القيود المرتبطة بفيروس “كورونا” ضيّقت أعمال الناس وجعلت من أعمال التجارة شبه معدومة
نشرت إذاعة “آسيا الحرة” تقريراً جديداً سلطت الضوء فيه على معاناة الناس في كوريا الشمالية وسط الوضع الاقتصادي المتردي وسوء الأحوال المعيشية.
وقالت الإذاعة إن السلطات الكورية حولت أشخاصاً من تجار المواد الغذائية إلى مراكز للأمراض العقلية وذلك بعدما انفجروا غضباً بشكل علني بسبب الأوضاع الصعبة التي يعيشونها.
وساهمت القيود المرتبطة بفيروس “كورونا” بالتضييق على أعمال الناس كما أنها جعلت من أعمال التجارة شبه معدومة. ومع بداية تفشي وباء “كورونا” في يناير/كانون الثاني 2020، اتفقت الصين وكوريا الشمالية على إغلاق الحدود المشتركة وتعليق جميع أنواع التجارة، وهي خطوة كانت كارثية على الاقتصاد الكوري الشمالية فضلاً عن وضع البلد من الناحية الغذائية.
ومع هذا، فقد أدى غياب الواردات الصينية في كوريا الشمالية إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية في وقت كانت فيه العديد من العائلات غير قادرة على جني الأموال. والآن، فإنّ الناس يُدفعون إلى حافة الهاوية وينتقدون السلطات علناً بسبب الظروف المعيشية الصعبة للغاية.
وفي الأسبوع الماضي، نزلت امرأة في الأربعينيات من عمرها إلى الشارع وهي تبكي بصوت عالٍ. بدأت تصرخ قائلة: “أقتلوني”.
وقال أحد سكان مقاطعة سونغتشون في مقاطعة بيونغان الجنوبية، شمال العاصمة بيونغ يانغ: “لقد قام رجال إنفاذ القانون بجر السيدة بعيداً”.
وأضاف المصدر ، الذي طلب عدم الكشف عن هويته: “لقد احتجزوها في غرفة انتظار في قسم الشرطة بعد أن هزت بعنف ربطة العنق الخاصة بضابط الأمن. وفي اليوم التالي، تم تشخيص حالتها بالفصام وتم نقلها إلى المستشفى رقم 49 في يانغدوك”.
وكانت السيدة هي المُعيل الوحيد لعائلة كبيرة نسبياً وفقدت مصدر رزقها بسبب الوباء، ويتابع المصدر: “كانت تعيش مع والديها المسنين ولديها 3 أطفال. كانت السيدة تبيع الذرة من المناطق الريفية في السوق لكسب عيش الأسرة. وعندما بات السفر لمسافات قصيرة صعباً بسبب القيود الطارئة المرتبطة بكورونا، انهار عمل السيدة تماماً”.
وأردف: “بعد صعوبات شديدة، ازدادت السيدة استياءاً من السلطات، فخرجت إلى الشارع وتسببت في مشهد بالبكاء والصراخ والتنديد بالسلطات”.
ويشهد الكوريون الشماليون المزيد والمزيد من هذه الأنواع من الحوادث مع تدهور الأوضاع الاقتصادية.
وقال أحد سكان مقاطعة يانغدوك في مقاطعة بيونغان الجنوبية لإذاعة آسيا الحرة: “هذا العام وحده، في مقاطعة سونغتشون، تم نقل حوالي 10 أشخاص إلى مستشفى يانغدوك للطب النفسي”.
وأردف: “هناك أشخاص لا يستطيعون السيطرة على غضبهم لأنهم لم يتمكنوا من تحمل المصاعب في حياتهم الناجمة عن أزمة فيروس كورونا. لقد فعلوا أشياء مثل الصراخ على الطريق في منتصف الليل أو التعبير عن غضبهم أو استيائهم من السلطات بلغة قاسية”.
وأوضح المصدر نفسه أنه “مع استمرار الفقر والجوع خلال الوباء، فإن هذه الأنواع من الحوادث ستحدث في كثير من الأحيان”، وأضاف: “الاستياء من قادة كوريا الشمالية سائد لدرجة أن الناس يدفعون إلى الجنون. لكن السلطات لا تهتم بالأسباب الجذرية للمشكلة وتحبس هؤلاء الأشخاص على أنهم مرضى انفصام الشخصية “.
بدوره، قال مصدر آخر، متحدثاً من مقاطعة ريونغتشون بإقليم بيونغان الشمالي أن حادثة مماثلة وقعت هناك الأسبوع الماضي.
وذكر هذا المصدر أن رجلاً في الأربعينيات من عمره كان يكسب رزقه من بيع المأكولات البحرية من تشونغجين في سوق سينويجو، وقد واجه مشكلة لانتهاكه سياسة الحجر الصحي.
وصادرت السلطات جميع المأكولات البحرية الخاصة بالرجل ، ودُمرت أعماله بالكامل. ولشدة غضبه، قام المواطن بإضرام النار في غرفة التخزين في منزله ما تسبب باضطراب كبير في الحي الذي يقطن فيه.
وحاول عناصر الأمن منعه من الإنتقاد بغضب، إلا أنه فجر استياءه ضد السلطات وألقى بكل أنواع الكلمات المسيئة ضد رجال الأمن.
وإثر ذلك، جرى نقل ذاك الرجل إلى مركز احتجاز بتهمة الحرق العمد في منطقة سكنية، وبمجرد وصوله استمر في الصراخ بلا انقطاع. ولذلك صنفته دائرة الشرطة على أنه مريض عقلياً ووضعته في مستشفى للأمراض النفسية.