“صعود وسقوط أسامة بن لادن”.. كتاب جديد يكشف أسرار زعيم “القاعدة”
- الكتاب الجديد يكشف حقائق مثيرة عن حياة أسامة بن لادن
- زعيم “القاعدة” كان يطمح للحصول على ملاذ له في اليمن
- بن لادن نصح أبناءه في رسالة بعدم العمل مع تنظيم القاعدة
يسلط كتابٌ جديد يصدر، اليوم الثلاثاء، الضوء على تفاصيل جديدة مرتبطة بزعيم تنظيم “القاعدة” السابق أسامة بن لادن، الذي قتلته القوات الأمريكية في باكستان عام 2011.
ويحمل الكتاب عنوان “صعود وسقوط أسامة بن لادن”، وقد سعى مؤلفه بيتر بيرغن إلى تقديم سردٍ عن شخصية بن لادن مستعيناً بالكثير من المواقف والتفاصيل المرتبطة بحياته، فضلاً عن تقديم حقائق جديدة تتعلق بكيفية اكتشاف الولايات المتحدة لمكان اختباء الزعيم الإرهابي.
ويقول بيرغن في الكتاب إنّ أسامة بن لادن هو واحد من بين 55 طفلاً أنجبتهم زوجات والده الذي لم يراه سوى مراتٍ قليلة فقط في حياته، وفق ما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
ويكشف الكتاب أنه عندما كان بن لادن في سن المراهقة، تم إرساله إلى المدرسة الصيفية في أكسفورد، وهناك أصبح لفتاتين إسبانيتين، كما أنه ذهب للتجديف على نهر التايمز.
وفي سن الـ16، كان بن لادن شديد التدين، وبعد عام تزوج من ابنة عمه البالغة من العمر 15 عاماً، ثم تزوج بعد 4 نساء، ولديه نحو 24 طفلاً.
ويوضح الكتاب أن أسامة بن لادن طلب فصل بناته في سن الـ3 سنوات عن الذكور، وأصرّ على مغادرة الإناث الغرفة عند ظهور الرجال حتى على القنوات الفضائية.
ومع ذلك، كانت 2 من زوجاته الأكبر سناً قد حصلتا على تعليمٍ عالي المستوى، وكانتا تحملان درجة الدكتوراه في قواعد القرآن وعلم نفس الطفل.
وفعلياً، فقد ساعدت السيدتان بن لادن في كتابة تصريحاته العامة ورعاية صورته.
وفي العام 1993، انفصل بن لادن عن زوجته الثانية وذلك بعد 10 سنوات من الزواج، في حين أن زوجته الأولى تركته في العام 2001.
أما الزوجة الخامسة لبن لادن، فكانت يمنية ولم تكن تتمتع بمستوى تعليمي جيد، وكانت تبلغ من العمر 16 عاماً عندما تزوجها في العام 2000.
وبحسب الكتاب، فإنّ أسامة بن لادن أخبر زوجاته الأخريات عن الزوجة اليمنية بأنها كانت في الثلاثين من عمرها وتتمتع بمستوى تعليمي عالٍ. وفعلياً، فإن بن لادن أراد زوجة يمنية لتحسين فرص اليمن في منحه الملاذ الآمن في حال اضطر إلى الفرار من أفغانستان، وفق بيرغن.
ووسط ذلك، يكشف الكتاب أن بن لادن كان مولعاً بالمنشطات الجنسية الطبيعية، كما أنه استخدم صبغة شعر مخصصة فقط للرجال.
وفي أبوت آباد، حيثُ كانت نهايته، شدّد بن لادن على تعليم أطفاله وترأس الاجتماعات العائلية. وهناك، عاشت معه 3 زوجات مع أبنائهن وأحفادهن الـ12.
وفي السنوات التي سبقت اضطراره إلى الاختباء في باكستان، بذل أسامة بن لادن قصارى جهده للتأكد من أن أبنائه كانوا أقوياء، حيث أخذهم في رحلات شاقة وسط درجات حرارة مرتفعة، وفرض قيوداً على تناول الطعام والماء. ومع هذا، فقد رفض الزعيم الإرهابي استخدام أي تبريد أو تكييف.
وتوضح “نيويورك تايمز” أن 3 من أبناء بن لادن قتلوا على يد الولايات المتحدة في حين توفيت ابنة واحدة أثناء فرارها، كما تم سجن الزوجات الـ3 اللواتي كُنّ برفقته عند مقتله في باكستان لمدة عام بعد وفاته، واحتجزت زوجة و7 أطفال رهن الاعتقال في إيران لمدة 10 سنوات.
وفي الوصية التي وضعها أثناء فراره من تورا بورا في ديسمبر/كانون الأول 2001، شكر بن لادن زوجاته على دعمهن وطلب الصفح من أطفاله لأنه منحهم القليل من وقته. وأضاف: “أنصحكم بعدم العمل مع القاعدة”.
ووسط ذلك، فقد كشف الكتاب الجديد الطريقة التي رصدت بها واشنطن مكان اختباء بن لادن في أبوت آباد. ووفقاً لصحيفة “نيويورك بوست”، فإنّ القوات الأمريكية تمكنت من الوصول لمكان اختباء أسامة بن لادن بواسطة “حبل غسيل”.
ويقول الكتاب إنه في أعقاب أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، التي شنها تنظيم “القاعدة” وأودت بحياة 2977 شخصا، اختبأ بن لادن في الجبال الأفغانية وفي شمال باكستان هرباً من الولايات المتحدة.
وبحلول العام 2004، شعر بن لادن بأن حدة مراقبته من القوات الأمريكية انخفضت بشكل كبير بسبب انشغالها في العراق، فطلب من حارسه الشخصي إبراهيم سعيد أحمد عبد الحميد شراء بعض الأراضي له، وتوظيف مهندس معماري لبناء حصن كبير في أبوت آباد يكفي لإيواء أسرته الكبيرة المكونة من 3 زوجات وأبنائه الـ8، وأحفاده الـ4 وبينهم أطفال تراوحت أعمارهم بين عامين وثلاثة أعوام.
ونفذ إبراهيم طلب بن لادن وتم تصميم منزل مكون من 3 طوابق يحتوي على 4 غرف نوم في الطابق الأول و 4 غرف نوم أخرى في الطابق الثاني، ولكل منها حمام خاص بها.
ومع هذا، فقد احتوى الطابق العلوي الخاص ببن لادن على غرفة نوم وحمام وشرفة.
وفي العام 2005، بدأ أفراد أسرة مؤسس “القاعدة” في الانتقال إلى المنزل الجديد. وفي الواقع، فقد بدا للسلطات الباكستانية أن إبراهيم يمتلك العقار، وأقامت أسرته داخل أسواره لإبعاد الشكوك، فيما كانوا يقيمون في منزل صغير ملحق بحصن أسامة بن لادن الكبير.
ونادراً ما كانت عائلة بن لادن تغادر المنزل باستثناء صغرى زوجاته أمل أحمد الصداح، التي ذهبت مرتين إلى مستشفى محلي لتلد تحت اسم مستعار، وأظهرت أوراق هوية مزورة وتظاهرت بالصمم لتجنب الرد على بعض أسئلة الأطباء.
وفي العام 2010، رصد ضابط تابع للمخابرات الباكستانية إبراهيم في مدينة بيشاور المزدحمة وأخبر وكالة المخابرات المركزية بالأمر. وفي أغسطس/آب 2010، قادت سيارة إبراهيم وكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) إلى جدران المبنى التي يبلغ ارتفاعها 18 قدماً وتحيط بها الأسلاك الشائكة.
وزادت شكوك “سي آي إيه” في وجود أسامة بن لادن بالمكان بعد أن لاحظت عدم وجود خطوط هاتف أو خدمة إنترنت بالمنزل، في حين أنه احتوى على عدد قليل من النوافذ، إلى جانب إحاطة شرفة الطابق العلوي بجدار عال من جميع الجوانب، فضلا عن أن القمامة الخاصة بالمنزل كانت تحرق في الفناء الخاص به، بدلاً من إلقائها في صندوق النفايات.
ووسط كل ذلك، فإنّ الدليل الأبرز الذي مكّن الوكالة الأمريكية من التوصل إلى بن لادن كان “حبل الغسيل” الخاص بالمنزل. وبحسب “نيويورك بوست”، فقد احتوى حبل الغسيل على ملابس تخص رجلاً واحداً بالغاً وعدداً كبيراً من النساء و 9 أطفال على الأقل، وهي كميات أكثر بكثير مما يمكن أن ترتديه أسرة إبراهيم التي تتكون من 11 فرداً، بل تتناسب مع عدد أفراد أسرة أسامة بن لادن.
وفي 14 ديسمبر/كانون الأول 2010، قدمت وكالة المخابرات المركزية هذه الأدلة للرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما الذي كان مقتنعا بها، وأمر القوات الأمريكية بالبدء في التخطيط لشن غارة على المخبأ، وهو الأمر الذي تم تنفيذه في 1 مايو/أيار 2011.
شاهد أيضاً: حتى أمه تبرأت منه.. أسامة بن لادن الرجل تسبب في معاناة كل من حمل اسمه