“من فضلك اصمد.. سأخرجك من هناك” بقلب مكسور وجهت جواهر توختي رسالتها
في مقابلة مع “أخبار الآن” تحدثت جواهر توختي عن معاناة كونها ابنة الباحث الإيغوري المسجون إلهام توختي، الذي يواجه حكم “المؤبد” فقط لكونه مفكرا وباحثا، رغب في كشف حقائق أرادت الحكومة الصينية أن تدفنها عن أعين العالم.
وقد وبحسب إلهام، تم دفن كل هذه الحقائق بعيدًا عن أعين العالم ولم يكن لدى الناس إمكانية الوصول إلى كل هذه المعلومات لأنه لا يوجد وصول مجاني إلى وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي في الصين.
كان إلهام توختي يحاول استعادة الناس وخلق جسور للتواصل الحر، والوصول الحر إلى الحقيقة.
وبحسب ابنته جواهر كان إلهام توختي يستخدم الكلام كسلاحه للدفاع عن حقوقه والدفاع عن حقوق مجتمع الإيغور، وعمله لأكثر من عقدين كان من أجل تعزيز الحوار والتفاهم بين شعب الإيغور وشعب الهان الصينيين.
وقالت جواهر: “والدي من أوائل المفكرين الإيغوريين الذين تم اعتقالهم وكان في الواقع أول شخص يحمل جواز سفر صينيًا حُكم عليه بالسجن مدى الحياة منذ الثورة الثقافية.” وذكرت أن ذلك من أحد الاسباب الممكنة لسجنه حيث أن الإيغور يعانون وهناك تفاوتات كبيرة تحدث في شينجيانغ مثل شغل شعب الهان الصيني جميع الوظائف في السوق والتمييز في عملية التوظيف وعدم منح الإيغور الحقوق الكافية للتعليم او الوصول إلى التعليم.
جائزة “ساخاروف” أرفع جائزة أوروبية لحقوق الإنسان
تسلمت جواهر في ديسمبر 2019 جائزة “ساخاروف” نيابة عن والدها وهي أرفع جائزة أوروبية لحقوق الإنسان.
وأثناء تسلمها الجائزة في مدينة ستراسبورج الفرنسية بجوار كرسي فارغ، اُستخدم كرمز لشغور مكان ابيها، قالت جواهر إلهام: “إنها تشعر بالامتنان لإتاحة الفرصة لها لتروي معاناة ابيها القابع خلف القضبان بتهم ليس لها أساس من الصحة”.
واشتهر إلهام توختي باعداده أبحاثاً عن العلاقةِ بين الإيغور المسلمين القاطنين بأغلبهم في إقليم شينجيانغ، وبين قومية “الهان” ذات الغالبية العظمى من الشعب الصيني.
موقع إلكتروني قاده لحكم “المؤبد”
واتهمت بكين الباحث الاقتصادي بتشجيعه انفصال إقليم شينجيانغ عن الصين عبر أبحاثه التي كان ينشرها على موقعه الإلكتروني، وتم استدعاؤه للمحاكمة عام 2014.
وحكمت محكمة الشعب في أورومتشي على توختي في منطقة شينجيانغ ذاتية الحكم بشمال غرب الصين في 23 سبتمبر 2014 بالسجن مدى الحياة.
وأكد باحثون أن أفكار إلهام توختي لم تخرج عن نطاقِ الاعتدال، بل على العكس من ذلك، شكلت صوتاً دعا إلى ضرورةِ الحوار بين أطياف المجتمع الصيني كافة وعدم التسليم بالأفكار التي تحاول بكين نشرها عن الإيغور.
تم إنشاء موقع الإيغور على الإنترنت، من قبل إلهام في عام 2006 كمنصة استشارية له ولغيره من المثقفين الإيغور للترويج للأصوات من داخل مجتمعهم إلى شعب الصين والعالم الأوسع.
وكما قالت جواهر فإن الصين تحاول بشتى الطرق منع التواصل الحر في برها، حيث كان والدها يحاول استعادة الناس والتواصل الحر والوصول الحر إلى الحقيقة بشتى الطرق.
وتم استخدام الموقع للفت الانتباه إلى التمييز الذي يواجهه الايغور في منطقة شينجيانغ من القيود المفروضة على ممارسة الدين واستخدام اللغة الأم، وغيرها من القيود على الممارسات الثقافية، حيث سعت السلطات إلى قمع المجموعة العرقية.
جواهر تطالب بالإفراج عن أبيها
تستغل جواهر توختي كل الفرص المتاحة لها لمطالبة الإفراج عن أبيها المعتقل في سجون الصين بتهم غير منطقية حيث دعت ابنة الباحث الإيغوري إلى إطلاق سراح والدها في الذكرى السادسة للحكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة “الدعوة للانفصال”،
وأطلقت نداءً انسانياً لمعرفةِ مصير أبيها المحكومِ عليه بالسجن مدى الحياة بتهمةِ التحريض على انفصال إقليم شينجيانغ عن الصين عند استلامها جائزة “ساخاروف” نيابة عنه.
وفي مقابلتها مع أخبار الآن أرسلت جواهر رسالة لأبيها المعتقل “من فضلك اصمد هناك، وفي يوم من الأيام سأبذل قصارى جهدي وسأخرجك من هناك”.
الصين ترفض مسعى الاتحاد الأوروبي لمقابلة إلهام توختي
وفي نفس السياق رفضت الصين المطالب الأوروبية بمقابلة الباحث المنتمي لأقلية الإيغور، إلهام توختي، مما يشير إلى تراجع الفرص بتحقيق اختراق في حالة الجمود وسط التوترات بين الجانبين.
قال شو جويشيانغ، المتحدث باسم حكومة شينجيانغ، للصحفيين إنه لم يكن هناك “أي تقدم جوهري جديد” في المفاوضات للسماح للدبلوماسيين الأوروبيين بزيارة المنطقة وألقى باللوم على “الطلبات غير المعقولة” من بروكسل، مثل مطالب مقابلة الإيغور المسجونين بمن فيهم توختي.
بينما تحث الصين بانتظام الدبلوماسيين ووسائل الإعلام والمراقبين الأجانب الآخرين على زيارة شينجيانغ، فإن الزيارات الرسمية تخضع لرقابة مشددة وغالبًا ما تتعرض الزيارات غير الرسمية بتدخل الشرطة.
وأضاف شو إن أولئك الذين سيزورون “بعقول منحازة” لن يكونوا موضع ترحيب.
ومع ذلك، قال شو إن الصين “تولي الكثير من الاهتمام” لجهود استضافة كبار الدبلوماسيين الأوروبيين وستوفر أكبر قدر ممكن من الراحة وسهولة الوصول.
وقال: “نأمل أن تتاح الفرصة للناس من جميع أنحاء الدول للذهاب إلى شينجيانغ”