اجتياح طالبان لأفغانستان زرع المخاوف لدى النساء.. الواقع خطير
- اجتياح طالبان لكامل أفغانستان شكل مخاوف هائلة لدى المواطنين في البلاد
- النساء بتن يشعرن بالقلق على مصيرهن ومستقبلهنّ
شكّل اجتياح جماعة طالبان لكامل أفغانستان مخاوف هائلة لدى المواطنين في البلاد خصوصاً النساء اللواتي بتن يشعرن بالقلق على مصيرهن ومستقبلهنّ.
وفي ظل حكم “طالبان” من العام 1996 إلى العام 2001، جرى منع الفتيات والنساء من الدراسة والعمل. ومؤخراً، زعمت “طالبان” أنها ستسمح للمرأة بالعمل، إلا أن هذا الكلام موضع شكّ ولا أحد يصدق هذه المزاعم أبداً.
وخلال يوم الأحد، ومع إعلان “طالبان” سيطرتها على العاصمة الأفغانية كابول، كانت العديد من النساء يُمارسن أعمالهن في ذلك اليوم. وحينها، عمدت الكثير منهنّ إلى التقاط صور توثق ما تم اعتباره “آخر يوم لهنّ في العمل”.
ومن بين هؤلاء النساء صحافيات وأكاديميات وسيدات أعمال، وقد نقلت وكالة “رويترز” قصص العديد منهنّ في تقرير جديد كتبته الصحافية بهار جويا.
وفي حديث لها، تقول أمينة باراكزاي، وهي معلمة الجغرافيا والأدب في مدرسة للبنات بمدينة هرات غرب أفغانستان: “كنتُ في المدرسة عندما سمعت أن المدينة قد سقطت بيد طالبان”، وأضافت: “أثناء تواجد الطلاب في بيوتهم وقت الإجازة الصيفية، انتابني خوف من عدم تمكني من العودة إلى الوظيفة التي أحبها”.
وأشارت المعلمة إلى أنها ذهبت إلى إحدى الصفوف في المدرسة، وكتبت درساً على السبورة، وأضافت: “بدأت التدريس، وكانت الكراسي فارغة، والدموع في عيني، وكنت أعرف أنني لن أرى الفتيات في هذا الفصل مرة أخرى في أي وقت قريب”.
وأردفت: “كنت معلمة لمدة 20 عاماً. عدت إلى أفغانستان مع عائلتي عام 2002، ومنذ ذلك الحين قمت بتدريس العديد من الفتيات والفتيان في هرات، وأحببت عملي، وعندما سقطت هرات، كنت في المدرسة. تلقيت مكالمة من ابني تقول، أمي، أنا قادم لأخذك إلى المنزل. طالبان استولت على المدينة، وكانت مثل المطرقة على رأسي”.
وتتابع المعلمة: “لقد هربت من البلاد منذ سنوات عديدة عندما وصلت طالبان إلى السلطة، والآن قد أجبر على ترك منزلي وشعبي ومدرستي وبناتي في مواجهة مستقبل مظلم غامض مرة أخرى”.
بدورها، قالت الكاتبة بهار جويا: “كنت صحفية في أفغانستان حتى عام 2015، واضطررت للفرار إلى بريطانيا، بسبب تهديدات بالقتل تتعلق بعدم ارتداء الحجاب والقصص التي كنت أغطيها”.
وتضيف جويا: “عندما سيطرت طالبان على العاصمة كابل يوم الأحد الماضي، اتصلت ببعض النساء اللواتي أعرفهن في المدينة وطلبت منهن إرسال صورة تسجل اللحظة (آخر يوم عمل)”.
ومن النساء اللواتي سجلن اللحظة، صحراء كريمي، وهي الرئيسة التنفيذية لشركة إنتاج أفلام حكومية، وتقول: “في الوقت الحالي، أعيش في منزل آمن خارج كابل، لأنني أخشى على حياتي. عندما سقطت كابل في يد طالبان، كنت في البنك. كان الجميع يركضون في كل اتجاه للهروب”.
وتضيف: “كنت أعلم أن حركة طالبان تتقدم، لكنني لم أتخيل مطلقا أنها ستكون آخر مرة أرى فيها مكتبي. لقد دمرت الآن أحلامي وآمالي بشأن مستقبل صناعة السينما”.
من جهتها، تقول شابنام بوبالزي، وهي صحفية أفغانية: “عندما وصلت طالبان إلى كابل، كنت أقوم بإعداد تقرير حول غياب أعضاء البرلمان بسبب إجازة الصيف، ولم أتفاعل مع تقدم طالبان”.
وأردفت: “لقد كان أحلك وأطول يوم في حياتي. اضطررت إلى ترك كل شيء والعودة إلى المنزل. كنت أبكي وأركض. كنت يائسة وخائفة للغاية، لدرجة أنني ضللت طريقي عدة مرات ولم أتمكن من العثور على منزلي”.
كذلك، قالت موججان كافيه، وهي باحثة في منظمة دولية تعمل في مجال حقوق المرأة: “فقدت وظيفتي ، وحقي في الخروج، واختيار ملابسي، وكل ما يمكنني فعله كإنسانة حرة لم يعد بإمكاني القيام به”.
ومع هذا، تقول حميرة ساقب، وهي المديرة التنفيذية لوكالة أنباء المرأة الأفغانية التي أغلقت أبوابها يوم الأحد: “لقد كرست حياتي لتعليم النساء وتمكينهن وإعداد تقارير عن حياتهن من بعض المناطق الريفية النائية”.
وأضافت: “لقد عمل فريقي على مساءلة الحكومة والمجتمع الدولي عن حقوق المرأة ، وقد أحدثنا تغييرا إيجابيا في حياة الآلاف من النساء. أنا الآن في منزل آمن في كابل. وفي غمضة عين، أخذت حياتي، وأحلامي، وهويتي مني”.