قتل وتفتيش منازل.. انتهاكات طالبان لحرية الصحافة تتزايد
- بعد أن باتت أفغانستان بيد طالبان بدأت تصدر التقارير التي تتحدث عن انتهاكات حركة طالبان للحريات العامة ولا سيما حرية الصحافة
- إبان حكم طالبان لأفغانستان تم حظر كل وسائل الإعلام باستثناء محطة “صوت الشريعة” الإذاعية “
- في أفغانستان ثماني وكالات أنباء على الأقل و52 محطة تلفزيونية و165 محطة إذاعية و190 دار نشر
- أعلنت مؤسسة دويتشه فيله أن الحركة قتلت قريبا لصحفي يعمل لديها وأصابت آخر
منذ استيلائها على السلطة في أفغانستان في 15 آب/أغسطس، حاولت حركة طالبان إقناع السكان بأنها تغيرت وأن نظامها سيكون أقل تشددا من النظام السابق بين عامي 1996 و2001. لكن هذا لم يوقف تدفق أعداد كبيرة من الأشخاص الذين يريدون الرحيل بأي ثمن إلى مطار كابول.
فبعد أن باتت أفغانستان بيد طالبان، بدأت تصدر التقارير التي تتحدث عن انتهاكات طالبان للحريات العامة ولا سيما حرية الصحافة، وصولاً الى حدّ قتل قريبا لصحفي يعمل لدى مؤسسة دويتشه فيله.
وإبان حكم طالبان لأفغانستان تم حظر كل وسائل الإعلام باستثناء محطة “صوت الشريعة “الإذاعية ” التي اقتصر بثها على الدعاية السياسية والبرامج الدينية”، وفقاً لمنظمة “مراسلون بلا حدود”.
وفي أفغانستان ثماني وكالات أنباء على الأقل و52 محطة تلفزيونية و165 محطة إذاعية و190 دار نشر، وفق ما أوردت مراسلون بلا حدود نقلا عن بيانات الاتحاد الأفغاني للإعلام والصحافيين.
ورغم تعهّد المتحدّث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد بعدم اضطهاد الصحافيين والسماح للنساء بمواصلة عملهن في وسائل الإعلام، إلا أن العديد من المحللين يؤكدون أنه لا يجب اعتبار الالتزامات التي تعلنها طالبان أمرا محسوما نظرا لتاريخ الحركة الحافل بالتراجع عن التعهّدات ولعدائيتها لأي شخص تعتبر أنه يعمل ضد مصالحها.
تقارير عن انتهاكات حقوق الإنسان
وفي هذا الصدد، قالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت إنها تلقت تقارير “جديرة بالثقة” عن انتهاكات خطيرة على يد حركة”طالبان في أفغانستان، تشمل إعدام مدنيين خارج نطاق القضاء وقيوداً على النساء وعلى الاحتجاجات على حكم الحركة، وفقاً لروتيرز.
ولم تذكر باشيليت تفاصيل في شأن عمليات الإعدام المذكورة في كلمتها أمام مجلس حقوق الإنسان، لكنها حثت المجلس التابع للأمم المتحدة على و ضع آلية لمراقبة أفعال “طالبان” عن كثب.
وذكرت خلال جلسة طارئة للمجلس انعقدت بناء على طلب من باكستان ومنظمة التعاون الإسلامي أن معاملة طالبان للنساء والفتيات يتعين أن تكون “خطا أحمر أساسيا”.
وتابعت أن الأقليات الدينية والعرقية المتنوعة في أفغانستان تواجه أيضا تهديداً بالعنف والاضطهاد، مشيرة إلى تقارير عن جرائم قتل وهجمات تستهدف أشخاصا بعينهم في الشهور القليلة الماضية.
طالبان تستهدف الصحافيين
ويبدو أن قمع حركة طالبان للصحافيين قد بدأ مبكراً، ويتضح ذلك من خلال أحداث الأيام القليلة الماضية، حيث أعلنت مؤسسة دويتشه فيله أن الحركة قتلت قريبا لصحفي يعمل لديها وأصابت آخر، كما تشت منازل ثلاثة صحفيين على الأقل من المؤسسة المذكورة.
ووفقاً للمعلومات، يُعتقد أن طالبان اختطفت نعمة الله هيمات من محطة تلفزيون غرغشت الخاصة، وقتلت عمدا طوفان عمر رئيس محطة إذاعة باكتيا غاغ الخاصة.
وقَتل رجلان يُعتقد أنهما ينتميان لطالبان، المترجم أمداد الله همدارد، الذي كان يعمل غالبًا لصحيفة “دي تسايت” الألمانية الأسبوعية، وذلك في أحد شوارع مدينة جلال أباد شرق أفغانستان في الثاني من أغسطس (آب) الحالي.
وقبل شهر، لقي المصور الهندي الشهير دانيش صديقي الحائز على جائزة بوليتزر مصرعه في قندهار، على الأرجح برصاص طالبان.
وكانت منظمة “لجنة حماية الصحافيين” التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، قد قالت في وقت سابق إنه على طالبان التوقف عن مهاجمة الصحافيين الذين يغطون عملية استيلاء الحركة على السلطة في أفغانستان والسماح لهم بالعمل بحرية.
وأضافت هذه المنظمة أنه وفقا لمراسلين وممثلين لوسائل إعلام، داهم مسلحو طالبان منازل أربعة على الأقل من العاملين في مجال الإعلام في البلاد بمن فيهم ثلاثة موظفين في مؤسسة “دويتشه فيله”.