أصغر امرأة تتولى منصب عمدة في تاريخ أفغانستان تشدد على أن النساء لم يعدن مثل الماضي وتدعو العالم للضغط على طالبان
- ظريفة غفاري تناشد المجتمع الدولي لمساندة أفغانستان ضد طالبان
- أقوال طالبان تناقض أفعالها
- أصغر امرأة تتولى منصب عمدة في تاريخ أفغانستان تشدد على أن النساء لم يعدن مثل الماضي
في الوقت الذي ادعت فيه طالبان أنها مستعدة للتغير هذه المرة وتقبل وجود المرأة الأفغانية في المجتمع، إلا أنها تفعل عكس ذلك تماما.
ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم حركة طالبان أعلن أن النساء الأفغانيات اللاتي يعملن يجب أن يبقين في منازلهن حتى يبدأ تطبيق أنظمة مناسبة تضمن سلامتهن.
ظريفة غفاري رئيسة بلدية ميدان شار في ولاية وردك في أفغانستان. أصغر امرأة تتولى منصب عمدة في تاريخ البلاد عن عمر 27 عاما، حلت ضيفة على “أخبار الآن” في حوار خاص للحديث عن مستقبل أفغانستان بعد سيطرة طالبان وكذلك موقف المرأة هناك.
وصرحت قائلة: “لا أرى أي مستقبل الآن بدون أي شيء أو وعد على الطاولة، نحن بحاجة لإخبارهم (طالبان) أننا لم نعد نساء 1996، لا يمكنهم تجاهلنا أو الحكم بدوننا”.
وأكملت ” بسبب الطريقة التي نعمل بها كنساء للدولة، لست واثقة أن هناك رجل بإمكانه فعلها مثلنا، لهذا السبب أدعو قادة طالبان وخاصة الملا برادر”.
وأردفت ” من فضلك لتأت ونتحدث.. سننسى كل شيء، سأحاول تخطي كل شيء وخسارة والدي والهجمات التي جرت ضدي، والمشاكل التي واجهتها ضدكم والألم الذي يتواجد في قلبي بسببكم، سأحاول تخطي كل هذا وأجلس معكم للتحدث نيابة عن النساء الأفغانيات”.
واستطردت “لأنكم إذا لم تتقبلوننا وجعلتمونا جزء من حكمكم فلست واثقة كيف ستحكمون”.
الأمم المتحدة أعلنت وجود انتهاكات ارتكبتها عناصر طالبان، خاصة من خلال القيود المفروضة على النساء.
وفي الوقت الذي تقول الحركة أنها تفتح باب التفاوض والنقاش، إلا أنها لازالت بعيدة كل البعد عن تضمين النساء في المجتمع.
أمر لن تتقبله النساء الأفغانيات خاصة وأنهن لديهن إسهامات عديدة في شتى المجالات في الوقت الحالي.
ميشيل باشليت المفوضة السامية لمنظمة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة قالت إن حقوق المرأة في أفغانستان خط أحمر أساسي.. فهل يتمكن المجتمع الدولي من السيطرة على طالبان هذه المرة؟
وعود طالبان بلا طائل
وتابعت “إن كانوا يقدمون العديد من الوعود، وإن كانوا سيفعلون مثلما يقولون، مثلما لو كانت الأقوال تبرر الأفعال، لما حاولوا البحث عني وقتلي، سمعتم الأخبار عن أن طالبان ستدعم المرأة وكل هذا”.
وواصلت “لكنني واثقة من أنكم لن تكونوا قادرين على مشاهدة أخبار، مثل أن مجاهد من طالبان تحدث قائلا: أطلب من كل النساء في أفغانستان أن تظل في المنزل حتى نتمكن من بدء حكومة جديدة، لا أثق في طالبان وليسوا جديرين بالثقة لكنني واثقة أننا إن تحدثنا معهم، وإن عرفناهم وعرفونا وعلموا ما تحقق في الواقع من نساء أفغانستان قد تتغير الأشياء”.
وشددت: ” الأمر واضح كلما قتلوا كلما سنصبح أقوى عما كنا عليه يوم أمس، قتل الناس ليس الحل وعزلهم ليس الحل، إن أردت حدوث شيء في أفغانستان عليك أن تتقبلنا”.
وعند سؤالها عن ذكرياتها عن كابول قديما منذ 20 عاما قالت: ” أتذكر كابول المغبرة الممتلئة بالخوف.. مدينة صامتة بلا ضوضاء، أتذكر الصور التي بالأسود والأبيض لمدينتي وشعبي وحياتهم، هذا كل ما أتذكره من الماضي وأخشى أن نعود لذلك مرة أخرى”.
وأتمت موجهة رسالة للمجتمع الدولي: ” الجميع لديه دور متساو في جمع أفغانستان مرة أخرى، لا أطالب المجتمع الدولي بالبقاء طويلا معنا لكن لديه مسؤولية، على الأقل تجاه هؤلاء الذين خاطروا بحياتهم لكي نحظى بحياة تقدمية في آخر 20 عاما”.
واختتمت: “نحن بحاجة للمجتمع الدولي للتركيز معنا وخاصة بالضغط على طالبان للعودة إلى طاولة المفاوضات”.