اعتداءات باريس.. العضو الوحيد الباقي على قيد الحياة من أفراد الجماعة الإرهابية يمثل أمام القضاء الفرنسي
- تعدّ المحاكمة استثنائية من حيث عدد مدعي الحق المدني البالغ حوالى 1800
- المحاكمة من المقرر أن تستمر 9 أشهر
- من المقرر النطق بالحكم في نهاية أيار(مايو) 2022
- سيتم استجواب صلاح عبدالسلام عدة مرات
بعد نحو ست سنوات، تبدأ السلطات الفرنسية، الأربعاء، محاكمة الفرنسي المغربي صلاح عبد السلام، العضو الوحيد الباقي على قيد الحياة بين أفراد المجموعات الإرهابية التي نفذت اعتداءات باريس في نوفمبر 2015.
ويمثل عشرون متهما بينهم عبد السلام، أمام محكمة الجنايات الخاصة في باريس التي لها صلاحية النظر في قضايا الإرهاب، وسط تدابير أمنية قصوى. وسيحضر 14 من المتهمين فيما يُحاكم الستة الآخرون غيابيا. وهم متهمون بتقديم مساعدة أو دعم بدرجات متفاوتة في التحضير للاعتداءات.
ونفذت الاعتداءات التي تبناها “تنظيم داعش” في وقت كانت باريس لا تزال تحت وقع صدمة هجمات يناير على صحيفة شارلي إيبدو الهزلية.
وأتاحت أربع سنوات من التحقيقات تحديد القسم الأكبر من الجانب اللوجستي للاعتداءات، والطريق الذي سلكه عناصر الوحدات عبر أوروبا منذ عودتهم من سوريا سالكين طرق المهاجرين وحتى مخابئهم في شقق مستأجرة في بلجيكا وقرب باريس.
خلية أكبر خلف الاعتداءات
وكشف التحقيق عن خلية إرهابية أكبر خلف الاعتداءات، هي نفسها التي تقف خلف الاعتداءات على المطار وقطارات الأنفاق في بروكسل التي أوقعت 32 قتيلا في 22 آذار 2016.
في 13 تشرين الثاني(نوفمبر) 2015، قام انتحاري بتفجير نفسه قرب ملعب إستاد فرنسا خلال مباراة ودية بين منتخبي فرنسا وألمانيا. وعلى بعد كيلومترين في قلب باريس، قامت وحدة مسلحة من ثلاثة عناصر بإطلاق النار بالأسلحة الحربية الرشاشة على شرفات مقاه، فيما فتحت وحدة ثالثة من ثلاثة عناصر أيضا النار على الجمهور داخل مسرح باتاكلان خلال حفل موسيقي.
وبعيد منتصف الليل، اقتحمت الشرطة مسرح باتاكلان، فهرب مهاجمان وبدأت عملية مطاردة استمرت خمسة أيام. وفي نهاية المطاف، قتل عبد الحميد أباعود، أحد المتشددين الناطقين بالفرنسية في رأس قائمة المطلوبين لدى فرنسا، وشريك له في 18 تشرين الثاني(نوفمبر) خلال هجوم للشرطة على مبنى في سان دوني كانا يختبئان فيه.
استغرق الإعداد لهذه المحاكمة سنتين
ويشكل إجراء محاكمة بهذا الحجم وإتمامها خلال المهلة المحددة في 25 أيار/مايو 2022، تحديا فريدا للقضاء الفرنسي، ولا سيما في ظل تفشي وباء كوفيد-19 وفي وقت لا يزال الخطر الإرهابي مرتفعا.
وتعدّ المحاكمة استثنائية، من حيث عدد مدعي الحق المدني البالغ حوالى 1800، ووقعها النفسي ومدتها، واستغرق الإعداد لها وبناء قاعة الجلسات الخاصة في قصر العدل بباريس سنتين.
تم بناء قاعة المحكمة الحديثة داخل قصر العدل الذي يعود تاريخه إلى القرن الثالث عشر في باريس ويمكن أن تستوعب قاعاتها حضور 550 شخصًا و 12 متهمًا و 10 كاميرات.
وسيدلي حوالى 300 فقط من أقرباء الضحايا والناجين من الاعتداءات بشهاداتهم بين نهاية أيلول (سبتمبر) ونهاية تشرين الأول(أ كتوبر). ومن المقرر أن تستمر المحاكمة تسعة أشهر. سيُخصص شهر سبتمبر لعرض أدلة الشرطة والطب الشرعي. وابتداء من نوفمبر وحتى ديسمبر 2021 ستستدعي المحكمة حوالى مئة شاهد بينهم العديد من المحققين الفرنسيين والبلجيكيين والرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند.
من كانون الثاني (يناير) إلى آذار (مارس) 2022 ، سيتم استجواب المتهمين من خلال الاعتماد على التسلسل الزمني للأحداث، بدءا من الاستعدادات للهجمات وما جرى بعدها تباعا .
سيتم استجواب صلاح عبد السلام عدة مرات. وفي أوائل أبريل، سيقدّم الخبراء تقييمات نفسية للمتهمين بالضلوع في الاعتداءات. ومن المقرر النطق بالحكم في نهاية أيار/مايو 2022.
وستكون هذه ثاني محاكمة في قضية إرهاب يتم تصويرها بالكامل لضمها إلى الأرشيف السمعي البصري للقضاء، بعد المحاكمة في الاعتداءين على شارلي إيبدو والمتجر اليهودي.