اليونيسف تتساءل في تقريرها: “أيُغذّونَ ليفشلوا؟”
- نصف الأطفال في 91 بلد، يتلقون الحد الأدنى من عدد الوجبات المُوصى به يومياً
- سوء التغذية يعرِّض الأطفال لخطر ضعف نمو الدماغ
- 23 مليون طفل دون سن الثانية، مصابون بمرض الهزال في العالم
تصاعُد الفقر وانعدام المساواة والنزاعات والكوارث المرتبطة بالمناخ والطوارئ الصحية من قبيل جائحة كوفيد-19 يُساهم في الأزمة الجارية في مجال التغذية بين الأطفال الصغار في العالم، والتي لم تشهد تحسناً يُذكر في السنوات العشر الماضية.
المديرة التنفيذية لليونيسف، هنرييتا فور، قالت “إن نتائج التقرير واضحة: في الوقت الذي تكون فيه أهمية التغذية على أشدّها، يُغذّى ملايين الأطفال بطريقة تدفع بهم نحو الفشل. ويمكن لضعف المدخول الغذائي في أول سنتين من الحياة أن يتسبب بأضرار يتعذر إصلاحها لأجسام الأطفال وأدمغتهم التي تنمو بسرعة، مما يؤثر على تعليمهم المدرسي، وآفاق حصولهم على عمل وعلى مستقبلهم. ورغم أننا نعرف ذلك منذ سنوات، لكن لم يحدث سوى تقدم ضئيل في توفير النوع الصحيح من التغذية ومن الأغذية المأمونة للأطفال الصغار. وفي الواقع، يمكن للتعطيلات المستمرة الناشئة عن جائحة كوفيد-19 أن تجعل هذا الوضع أسوأ كثيراً مما هو عليه”.
أورد تقرير اليونيسيف “أيُغذّونَ ليفشلوا؟ أزمة الأنماط الغذائية للأطفال في الحياة المبكرة” تحليلاً لـ 91 بلداً، ووجد أن النصف فقط من الأطفال بسن 6–23 شهراً يتلقون الحد الأدنى من عدد الوجبات المُوصى به يومياً، بينما يستهلك الثلث فقط العدد الأدنى من المجموعات الغذائية التي يحتاجها الأطفال ليزدهروا. وثمة تحليل إضافي لـ 50 بلداً تتوفر فيها بيانات عن التوجّهات، ويكشف بأن أنماط التغذية السيئة تواصلت على امتداد العقد الماضي.
وإذ تستمر جائحة كوفيد-19 بتعطيل الخدمات الأساسية وتدفع مزيداً من الأسر إلى الفقر، وجد التقرير أن الجائحة تؤثر على الكيفية التي تُغذّي فيها الأسر أطفالها الذين يحملون الندوب الناجمة عن الأنماط الغذائية وممارسات التغذية السيئة مدى حياتهم. فالمدخول غير الكافي من الأغذية المغذية المستمدة من الخضروات والفواكه والبيض والأسماك واللحوم، واللازمة لدعم النمو في السنوات المبكرة، يُعرِّض الأطفال لخطر ضعف نمو الدماغ، وضعف التعليم، وانخفاض المناعة، وزيادة الالتهابات، وربما الوفاة.
على صعيد العالم، تُقدِّر اليونيسف أن أكثر من نصف الأطفال دون سن الخامسة المصابين بالهزال في العالم يقدر عددهم بحوالي 23 مليون طفل هم دون سن الثانية، بينما يزداد انتشار التقزّم باطّراد في سن ما بين ستة أشهر وسنتين، إذ تفشل الأنماط الغذائية للأطفال في مواكبة احتياجاتهم الغذائية المتنامية.
ووفقاً للتقرير، تزيد الأرجحية كثيراً أن تكون الأنماط الغذائية سيئة للأطفال بسن 6 إ لى 23 شهراً ممن يعيشون في مناطق ريفية أو في أسر معيشية فقيرة مقارنة مع أقرانهم الذين يعيشون في مناطق حضرية أو في أسر معيشية غنية. وعلى سبيل المثال، كانت نسبة الأطفال الذين يحصلون على العدد الأدنى المُوصى به من المجموعات الغذائية تزيد بضعفين في المناطق الحضرية (39 بالمئة) عنها في المناطق الريفية (23 بالمئة) في عام 2020.
يشير التقرير أنه من الممكن تحقيق تقدم من خلال تخصيص استثمارات. ففي أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، على سبيل المثال، يحصل حوالي ثلثي الأطفال (62 بالمئة) بسن 6–23 شهراً على حد أدنى من النمط الغذائي المتنوع، بينما يحصل أقل من طفل واحد من كل أربعة أطفال على حد أدنى من النمط الغذائي المتنوع في منطقة شرق أفريقيا والجنوب الأفريقي (24 بالمئة)، وفي منطقة غرب ووسط أفريقيا (21 بالمئة)، وفي منطقة جنوب آسيا (19 بالمئة). وثمة حاجة إلى استثمارات في جميع المناطق لضمان أن يستفيد جميع الأطفال من الأنماط الغذائية المتنوعة التي يحتاجونها لمنع كافة أشكال سوء التغذية، ولينموا ويكبروا، ويتعلموا، ويحققوا كامل إمكاناتهم.