شينجيانغ الصينية .. على وقع إضطهاد الحكومة الإيغور يصبحون وجهة للسياح
- الصين تدّعي تخفيف قمعها على الإيغوريين
- الإيغور محاصرين بنظام يراقبهم ويقيد تحركاتهم
- الصين تروج إلى أن شينجيانغ منطقة سياحية آمنة
اختفت الأسلاك الشائكة التي كانت تطوق المباني العامة في منطقة شينجيانغ في أقصى شمال غرب الصين تقريبًا، بعد أربع سنوات من شن بكين حملة قمع وحشية سلطت عل حوالي مليون أو أكثر من الإيغور وغيرهم من الأقليات المسلمة في معسكرات الاعتقال والسجون، دخلت سيطرتها على شينجيانغ حقبة جديدة حيث خففت السلطات الصينية من قسوتها تجاه الإيغور، فهدأ الذعر الذي ساد المنطقة منذ بضع سنوات بدأ الإحساس بالحياة الطبيعية يتسلل للإيغوريين من جديد.
الانتقادات الشديدة التي تواجهها الصين بسبب اضطهادها لأقلية الإيغور إلى جانب العقوبات السياسية والتجارية التي فرضت عليها دفعتها إلى التخفيف من شدة قمعها للأقلية المسلمة.
ويتهم نشطاء إيغوريون في الخارج الحكومة الصينية بالإبادة الجماعية، فيما تدعي الصين أن هدفها ليس القضاء على الإيغور إنما دمجهم، وأن الإجراءات القاسية ضرورية لكبح التطرف وبغض النظر عن نوايا بيكين، فالجلي أنه تم تقييد أو حظر العديد من الممارسات التي جعلت من ثقافة الأويغور شيئًا حيًا.
يبلغ عدد الإيغوريين 13 مليون شخص، لديهم روابط لغوية وعرقية وثقافية وثيقة بتركيا، مارست الصين منذ فترة طويلة قمعها على هذه الأقلية وعلى الرغم من أن الدولة منحت مزايا خاصة للأقليات، مثل حصص التوظيف ونقاط إضافية في امتحانات القبول، فإن العنصرية والقيود فرضت بشكل كبير على الإيغوريين خاصة مع وصول الرئيس شي جين بينغ إلى السلطة في عام 2012 حيث اختارت الدولة الاستيعاب القسري، واحتجزت الآلاف من الأويغور والأقليات الأخرى دون تمييز، ووصفتهم بأنهم “إرهابيون” مشتبه بهم.
إلى اليوم يعيش الإيغور محاصرين بنظام يراقبهم ويقيد كل تحركاتهم، إذ يكاد يكون من المستحيل عليهم الحصول على جوازات سفر، وعلى متن الطائرات المتجهة من وإلى شينجيانغ، فإن معظم الركاب هم من أغلبية الصينيين الهان.
يجب على الأويغور الذين يعيشون خارج شينجيانغ التسجيل لدى الشرطة المحلية وتقديم تقرير إلى مراكز الشرطة بشكل منتظم، ويتم تتبع تحركاتهم ومراقبتها كما لا يُسمح للعديد من الأويغور الذين يعيشون في شينجيانغ بمغادرة المنطقة، وتخضع المعلومات المتعلقة بشينجيانغ داخل الصين للرقابة الشديدة، فيما تروج وسائل الإعلام الحكومية الآن للمنطقة كوجهة سياحية آمنة، بعد ان فتحت بعض المساجد ووعرض بعض المعالم الإسلامية الفريدة في معهد شينجيانغ الإسلامي.
وتقول مراسلة أسوشيتد برس: “في ضواحي كاشغر، أخبرت امرأة من الهان في محل خياطة زميلتي أن معظم الإيغور لم يُسمح لهم بالذهاب بعيدًا عن منازلهم.”أليس كذلك؟ لا يمكنك مغادرة هذا المتجر؟ ” قالت المرأة لخياطة من الإيغور.
وتكمل صحفية أسوشيتد برس: “أسفل الشارع من متجر الخياطة، لاحظت لافتات السنة القمرية الجديدة مع شعارات مكتوبة بأحرف صينية مثل “الحزب الشيوعي الصيني جيد” على كل واجهة متجر”.
“أخبرني صاحب متجر صيني مسن من الهان أن المسؤولين المحليين طبعوا اللافتات بالمئات، وسلموها وأمروا بوضعها، على الرغم من أن الإويغور يحتفلون تقليديًا بالأعياد الإسلامية بدلاً من السنة القمرية الجديدة”، تتابع صحفية أسوشيتد برس.
الجولة المريبة التي أجرتها السلطات الصينية، شملت أحد المعاهد الإسلامة في شينجيانغ، وهو مدرسة حكومة أقامتها الصين للأئمة.
ويقول طالب يدعى عمر عبد الله تحت أعين المسؤولين: “الحرية الدينية منصوص عليها في دستور الصين، إنه مجاني تمامًا”.
وسمحت السلطات بإعادة فتح بعض المساجد، لكن مع تضييق عدد الساعات المخصصة لذلك، وهو ما يسمح فقط لبعض المسنين من أداء الشعائر الدينية.