قبل قمة المناخ.. ما هي المعتقدات الخاطئة عن التغير المناخي؟
فيما يستعد قادة العالم لقمة المناخ “كوب 26” في 31 تشرين الاول/أكتوبر، يشير واقع الحال إلى تزايد الكوارث الطبيعية وموجات الحر والفيضانات والأعاصير في الآونة الأخيرة.
رغم ذلك يشكك العديد في وجود ظاهرة الاحترار المناخي الناجمة عن النشاط البشري.
حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في أيلول/سبتمبر من أنه “بدون خفض فوري وسريع وواسع لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري لن نكون قادرين على الحد من الاحتباس الحراري بـ 1,5 درجة مئوية وستكون العواقب كارثية”.
لذا نستعرض 5 معتقدات زائفة عن التغير المناخي قبل انعقاد مؤتمر “كوب 26”:
الأمر عبارة عن “خدعة/مؤامرة”
يقول البعض إن الأزمة هي خدعة ابتكرها علماء لتبرير تمويل منحهم البحثية، أو حتى مؤامرة من حكومات من أجل التحكم بالشعوب.
إذا كان الأمر كذلك، فلا بد أن تكون معقدة بشكل غير عادي بتنسيق من الحكومات المتعاقبة في عشرات البلدان وبالتواطؤ مع جيش من العلماء.
وأدت عشرات الآلاف من الدراسات التي تمت مراجعتها وتصحيحها من جانب الأقران، إلى إجماع شبه كامل على حقيقة تغير المناخ الناجم عن نشاط البشر.
ومن بين المصادر الاكثر شمولية الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة وهي تنشر الأدلة والأساليب التي توصلت من خلالها إلى النتائج على موقعها الإلكتروني.
وقد وافق مندوبو 195 بلدا على تقريرها الأحدث المؤلف من 3500 صفحة والصادر هذا العام. ويذكر التقرير 234 مؤلفا من 66 بلدا ساهموا في وضعه.
أسست الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بموجب قرار للأمم المتحدة في العام 1988، وهي توفر وقودا لأصحاب نظريات المؤامرة لكنها تقدم دليلا على حسن نية الآخرين.
“المناخ يتغير دائما”
يدرك العلماء أن الأرض شهدت تناوبا للعصور الجليدية وفترات الاحترار، شهدت عصرا جليديا كل 100 ألف عام على مدار المليون سنة الماضية. فهل الاحترار الحالي مجرد مرحلة أخرى في هذه الدورة؟
كلا، فسرعة الاحترار الحالي وحجمه وطبيعته العالمية تجعله استثنائيا هذه المرة وفق العلماء.
تقول اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ “ارتفعت درجة حرارة سطح الأرض بشكل أسرع منذ العام 1970 مقارنة بأي فترة أخرى مدتها 50 عاما على مدار ألفي عام على الأقل” مع توضيح برسوم بيانية.
ويستند ذلك إلى أشكال مختلفة من البيانات: التحليل الطلعي للترسبات والجليد وحلقات الأشجار خلال الفترة التي سبقت الثورة الصناعية ودرجات الحرارة المسجلة منذ العام 1850.
لا يوجد سبب “بشري”
لأن ارتفاع درجة الحرارة بشكل غير عادي أصبح أمرا لا جدال فيه، يقر بعض المشككين بحدوث ذلك، لكنهم ينفون أنه ناتج عن انبعاثات الكربون الناجمة عن حرق البشر الوقود الأحفوري.
وطوّرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ نموذجا مناخيا يقيس تأثير عوامل مختلفة. وهو يحسب مدى ارتفاع درجة الحرارة مع تأثير النشاط البشري وبدونه.
وخلص تقريرها الصادر هذا العام إلى أنه “مما لا لبس فيه، أن تأثير النشاط البشري أدى إلى رفع حرارة الغلاف الجوي والمحيطات والأرض”.
“قليل من الاحترار لن يضر”
“أجزاء كبيرة من البلاد تعاني كميات هائلة من الثلوج ودرجات حرارة باردة تكاد تكون قياسية… قليل من الاحترار العالمي لن يضر!”… في 20 كانون الثاني/يناير 2018، كتب دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة السابق، على تويتر هذا الاعتقاد الزائف والشائع: إذا كانت درجة حرارة الكوكب ترتفع، فلم توجد دائما موجات من البرد القارس؟
المناخ هو مقياس لمتوسط تقلبات الطقس بمرور الوقت.
لذلك، لا يكفي يوم واحد أو أسبوع من تساقط الثلوج لإثبات أن متوسط درجات الحرارة لا يرتفع على مر العقود.
هل يمكن أن يكون “قليل من الاحترار العالمي” جيدا؟ يمكن أن تصبح أجزاء من سيبيريا صالحة للزراعة ما يؤدي إلى توسيع الموارد الغذائية… لكن ذوبان التربة الصقيعية في هذه المنطقة يهدد بخلق المزيد من المشكلات.
قد يبدو ارتفاع درجات الحرارة درجتين مئويتين أمرا مرضيا، لكن وفقا لحسابات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، يكفي هذا الاحترار لرفع مستوى البحار بمقدار نصف متر أو أكثر، وهو ما يكفي لإغراق مدن ساحلية.
هنالك علماء يشككون في ظاهرة “تغير المناخ”
أعرب بعض المتخصصين عن شكوكهم في محافل مختلفة لكن عموما، لم يكن هؤلاء علماء مناخ. وتاريخيا، تبنى المعرفة العلمية عن طريق مناقشات يليها توصل إلى توافق في الآراء وإجماع بشأن مسألة ما.
ومن أهم المعايير التي يستند إليها العلماء لقياس مدى صحية ادعاءات ما هو الإجماع، والإجماع في الوقت الحالي على تغير المناخ ساحق.
ووفقا لدراسة حديثة أجرتها جامعة كورنيل الاميركية، فإن أكثر من 99 في المئة من المقالات التي تتناول تغير المناخ والمنشورة منذ العام 2012 في مجلات علمية والتي راجعها الأقران، تتفق في إرجاع هذه الظاهرة إلى عواقب النشاط البشري.