“الموجة الرابعة” لجائحة كورونا
- حملات التلقيح بالجرعات التعزيزية الثالثة
- تجاوز عدد الإصابات اليومية بالفيروس خمسين ألف حالة في ألمانيا
تفشى فيروس كورونا في ألمانيا بشكل غير مسبوق، تحولت معه من بلد “نموذج”، يُقتدى به عالميا في سياسات محاربة الجائحة، إلى بؤرة مقلقة للوباء.
لم تعد تفصلنا سوى أسابيع قليلة عن عيد الميلاد واحتفالات نهاية السنة.
ومع ذلك يبدو المشهد العام في ألمانيا مضطربا ويشبه إلى حد ما الأجواء التي سادت البلاد في نفس الفترة من السنة الماضية (2020)، خصوصا من حيث ارتباك القرارات السياسية في مواجهة الجائحة، وكأن موجة كورونا الجديدة جاءت من فراغ أو سقطت فجأة من السماء.
وكل مرة يتجدد الجدل بين مؤيدي التطعيم ورافضيه، ونفس الشيء ينسحب على تضارب التدابير المتخذة بين المستويين الاتحادي والولاياتي.
مخاوف من انهيار المنظومة الصحية
فعادت أعداد المصابين بفيروس كورونا في الارتفاع مجدداً في دول أوروبية كثيرة ومنها ألمانيا، وهو ما دفع السلطات إلى المضي قدما بحملات التلقيح بالجرعات التعزيزية الثالثة وسط مخاوف من انهيار المنظومة الصحية.
وتأتي الموجة الرابعة من فيروس كورونا بعد تحذيرات الأطباء والمختصين في علوم الفيروسات من التداعيات السلبية لتراجع الإقبال على التلقيح في الدول الأوروبية التي تتحدث اللغة الألمانية وهي النمسا وسويسرا، بجانب ألمانيا
كما أن هناك عاملا إضافيا هذا العام يتعلق بفترة انتقالية لم تشكل فيها الحكومة الجديدة بعد، في وقت تستعد فيه البلاد لتوديع عهد كامل بصمته المستشارة المنتهية ولايتها أنغيلا ميركل.
وتجاوز عدد الإصابات اليومية بالفيروس خمسين ألف حالة لأول مرة منذ ظهور الوباء في البلاد، فيما بلغ عدد الوفيات 235 حالة (الخميس 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021)، في مؤشر على عنف موجة كورونا التي تعصف بالبلاد حاليا، وهو ما أكدته بيانات معهد روبرت كوخ، فيما قالت المستشارة ميركل إن ارتفاع عدد الإصابات بات “مأساويا”.
وبهذا الصدد كتب موقع “شبيغل أونلاين” (الثامن من نوفمبر/ تشرين الثاني 2021) هناك ضرورة ملحة لتصميم سياسي أكبر الآن؛ للتمكن من كسر الموجة الرابعة ومنع الأسوأ خلال فصل الشتاء. لكن هذا التصميم غير موجود، فالحكومة الحالية التي تسير أعمالها المستشارة ميركل مترددة، فيما يُحمِّل عددٌ من القادة السياسيين في البلاد خلفها المحتمل أولاف شولتس المسؤولية”.