فيديو يوثق معسكرات اعتقال الإيغور في الصين
- مركز احتجاز ضخم يبلغ طوله حوالي ألف ياردة
- 18 معسكراً في 8 مدن صينية
في خطوة وصفت بالشجاعة، استطاع ناشط صيني مقيم في تايوان، التخفي والدخول إلى معسكرات اعتقال أقلية الإيغور المسلمة، وتصوير مبان سراً في 8 مدن صينية.
واستخدم الناشط الذي أطلق على نفسه اسم “غوان غوان”، كاميرا سرية مخبأة في حقيبة ظهره وحاول جاهداً التخفي على أنه سائح.
وكشف غوان في فيديو مدته نحو 19 دقيقة، حملة بكين الوحشية التي تستهدف أقلية الإيغور المسلمة في إقليم شينجيانغ.
غوان أراد توثيق انتهاكات الصين بحق الإيغور
وقالت صحيفة “ديلي ميل”، إن غوان تجول في جميع أنحاء شينجيانع منذ عامين وسمع عن المعسكرات إلى جانب حظر لغة الإيغور في المدارس واستخدام السُخرة. وبعد اكتشافه منع الصحفيين الأجانب من إجراء تحقيقات قرر العودة لتوثيق القمع.
ورغم أن شينجيانغ ليست من الأماكن التي يضعها السائحون في الصين على جدول زياراتهم إلا أن غوان تمكن من التجول في عاصمة الإقليم أورومتشي في مهمة وصفتها وسائل إعلامية بأنها “شجاعة”.
واكتشف غوان خلال رحلته “الشجاعة” 18 معسكراً في 8 مدن صينية بما في ذلك مركز احتجاز ضخم يبلغ طوله حوالي ألف ياردة (نحو 900 متر) ومزين بشعارات مثل “الإصلاح من خلال العمل”.
كما استعرض غوان في الفيديو معسكرات لم تظهر على الخرائط لكنها ظهرت على أرض الواقع محاطة بالأسلاك الشائكة وأبراج الحراسة ونقاط التفتيش التابعة للشرطة وثكنات الجيش والمركبات العسكرية وحتى اللافتات.
حاول غوان خلال رحلته الإجابة عن تساؤلات ظهرت في أعقاب نشر موقع (بازفيد) الأمريكي صورًا وخرائط أقمار صناعية تكشف احتجاز بكين أفرادا من أقلية الإيغور في معسكرات دون تحديد أي مواقع حقيقية لهذه الأماكن على أرض الواقع.
لحظات الذعر
واعترف خوان في الفيديو بأنه كان يشعر بالذعر أثناء تلك الرحلة كونه يعلم “أنه يمكن إرساله إلى المعسكر إذا تم ضبطه وهو يصور السجون أو يأخذ لقطات فيديو لمراكز الاحتجاز”.
ووجد غوان أثناء تجوله في حي شينشي في أورومتشي، عاصمة شينجيانغ، عشرات من كاميرات المراقبة منتشرة بين الأشجار الطويلة على الرصيف جنبًا إلى جنب مع التحصينات المثبتة على الطريق ومراكز الاعتقال المحاطة بأسوار معدنية تعلوها أسلاك شائكة.
ولم يخش غوان من الزحف على بطنه على طول حاجز رملي في منطقة قاحلة جنوب المدينة لتصوير معسكر جديد في منطقة دابانتشنغ الواقعة خارج العاصمة أورومتشي.
وأشار إلى أن هذا المعسكر الجديد مترامي الأطراف تم بناؤه ليستوعب ما لا يقل عن 10 آلاف شخص إضافي.
وذكر أن المعسكر يقع بجانب معسكر آخر قائم بالفعل تمتد مبانيه على مسافة ميل تقريباً خلف جدران خرسانية يبلغ ارتفاعها 25 قدماً ويعتقد أنه يسجن ورائها ثلاثة أضعاف العدد المذكور اعلاه.
ومنذ عام 2017، توالت التقارير الحقوقية والصحفية عن احتجاز الصين الآلاف من أقلية الإيغور في مراكز اعتقال ضخمة أقيمت خصيصاً لأجل ما تسميه السلطات الصينية بـ “إعادة تأهيل الإيغور” وهي مراكز تقول بكين إنها “تثقيفية تعليمية” في حين يراها الإيغور مراكز “طمس هوية” وأدانت وجودها الكثير من المنظمات الحقوقية.