خبراء: الأطفال لعبوا دورًا مهمًا في نشر المتغيرات المعدية مثل ألفا ودلتا
- أمريكا منحت الإذن في الاستخدام الطارئ للقاح للمراهقين والأطفال.
- ثلث الأباء في الولايات المتحدة يرفضون منح اللقاح لأبنائهم
عامان انتشر فيهما فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم، حتى وصلت حالات الإصابة به إلى ما يقرب من 300 مليون، في حين تخطت حالات الوفاة 5 مليون، وذلك حتى اليوم 23 نوفمبر 2021. لكن العالم يخطو بخطوات متسارعة لمواجهته؛ بدأت بالإسراع في توفير اللقاحات، حيث تخطت الجرعات التي مُنحت 7.5 مليار جرعة، وهي الأعداد التي غطت أكثر من 40% من سكان العالم حتى الآن.
يتفق العلماء أن كل إصابة بفيروس كورونا- سواء في شخص بالغ باليمن، أو في طفل يعيش في أمريكا – فإنها تمنح الفيروس فرصة أخرى للتحور. كما أن حماية شريحة كبيرة جديدة من السكان في أي مكان بالعالم تحد من تلك الفرص.
تطعيم الأطفال يحد من انتشار كورونا
أكد الخبراء أن تطعيم الأطفال يحد من الانتشار الصامت، لأن معظمهم لا تظهر عليهم الأعراض، أو تظهر عليهم أعراضًا خفيفة عند الإصابة بالفيروس. وعندما ينتشر الفيروس بشكل غير مرئي، فإنه يمر بلا هوادة. وكلما زاد عدد الأشخاص المصابين، تزداد احتمالات المتغيرات الجديدة- وذلك حسب أسوشيتد برس.
يشبه ديفيد أوكونور ، خبير علم الفيروسات بجامعة ويسكونسن ماديسون، العدوى بـ “تذاكر اليانصيب التي نمنحها للفيروس”. الفوز بالجائزة الكبرى؟ هو متغير أكثر خطورة من الدلتا المعدية المتداولة حاليًا.
وأضاف أوكونور: “كلما قل عدد الأشخاص المصابين، قلت تذاكر اليانصيب”، مضيفًا أن المتغيرات من المرجح أن تظهر في الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة.
ويختلف الباحثون حول مدى تأثير الأطفال على مسار الوباء. حيث أشارت الأبحاث المبكرة إلى أنهم لم يساهموا كثيرًا في انتشار الفيروس. لكن بعض الخبراء يقولون إن الأطفال لعبوا دورًا مهمًا هذا العام في نشر المتغيرات المعدية مثل ألفا ودلتا.
ووفقًا لتقديرات “Covid-19 Scenario Modeling Hub“- وهي مجموعة من الجامعات ومؤسسات البحث الطبي التي توحد نماذج لكيفية انتشار الوباء- يمكن أن يُحدث تلقيح الأطفال فرقًا حقيقيًا في المستقبل. وتُظهر أحدث تقديرات المركز أنه خلال الفترة من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى 12 مارس (آذار) 2022، سيؤدي تطعيم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 11 عامًا إلى تجنب حوالي 430 ألف حالة إصابة بفيروس كوفيد19 في إجمالي عدد سكان الولايات المتحدة إذا لم يظهر متغير جديد. ولكن إذا ظهر متغير أكثر قابلية للانتقال بنسبة 50% من دلتا في أواخر الخريف، فسيتم تجنب 860.000 حالة، وهو ما يعد “تأثيرًا كبيرًا”.
لا تزال دلتا هي المهيمنة في الوقت الحالي، حيث تمثل أكثر من 99 في المائة من عينات فيروس كورونا التي تم تحليلها في الولايات المتحدة الأمريكية. العلماء ليسوا متأكدين بالضبط لماذا؟ قال الدكتور ستيوارت كامبل راي، خبير الأمراض المعدية في جامعة جونز هوبكنز، إنه قد يكون في جوهره أكثر عدوى، أو ربما يتهرب جزئيًا على الأقل من الحماية التي يحصل عليها الناس من اللقاحات أو أنهم أصيبوا من قبل.
لقاح الأطفال فعال 100%
من ناحيتها كشفت شركة فايزر الأمريكية، أن اللقاح الذي صنعته يمنح الأطفال من سن 12- 15 عاما مناعة طويلة الأمد ضد فيروس كورونا، مؤكدة أنه فعّال بنسبة 100% ضد العدوى لدى الأطفال من سن 12- 15 عاما، وذلك بعد مرور 4 أشهر على الجرعة الثانية.
نتائج التجربة السريرية الثالثة الخاصة باللقاح الذي أنتجه فايزر بالتعاون مع بيونتك الألمانية أظهرت عدم تسجيل أي أضرار جانبية خطيرة أو مخاوف تتصل بالسلامة- هكذا أكدت الشركة الأمريكية.
وفي مايو الماضي؛ منحت السلطات في الولايات المتحدة الأمريكية الإذن في الاستخدام الطارئ للقاح للمراهقين والأطفال، وتأمل فايزر في أن تساعد البيانات التي كشفت عنها في منح الموافقة الكاملة على استخدام اللقاح، وكذلك في إقناع نحو ثلث الآباء الأمريكيين، الذين يرفضون منح اللقاح لأطفالهم حتى الآن.
مصدر القلق الخاص بتلقيح الأطفال، كان فيما يتعلق بالأعراض الجانبية والمتملثة في التهاب عضلة القلب، وهو نوع نادر من التهاب القلب، ويصيب الشباب الذكور الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما. لكن البيانات أظهرت أن مثل هذه الحالات نادرة جدا، بينما فوائد التطعيم تفوق المخاطر.