خبير في الدراسات الأمنية لأخبار الآن: التغير المناخي يفتح الأبواب أمام الإرهاب
- تساهم الجماعات الإرهابية أيضا في أزمة التغير المناخي
- بوكوحرام جمّع عناصره من المناطق المتأثرة بالتغير المناخي
- الفقر وتقلب المناخ يمثلان بيئة خصبة للإرهاب ويسهلان إنتشاره
قال الدكتور رميا أو أساكا الخبير في الدراسات الأمنية في تصريح لأخبار الآن أن العلاقة بين الإرهاب والتغير المناخي له أوجه عدة و هي علاقة غير مباشرة، تستغل فيها الجماعات الإرهابية التقلب المناخي، وكذلك هناك علاقة أكثر تعقيدا، تتكون عندما يساهم التغير المناخي في الإرهاب أو الجماعات الإرهابية والعكس صحيح، إذ تساهم الجماعات الإرهابية أيضا في التغير المناخي، وأضاف:” مثلا عندما يستعمل الإرهابي القنابل والأسلحة لإيصال رسالته، ويشعل النيران مثل التي حدثت في أستراليا وغرب أمريكا وكذلك في مناطق عدة في إفريقيا، خاصة في المواسم السياحية، يمكن للجماعات الإرهابية إستغلال هجماتهم هذه لإيصال صوتهم وتهديداتهم، فحرق الغابات واستعمال الأسلحة يساهم في غازات كبيرة تلوث الهواء وتؤثر على التغير المناخي.”
وأشار الدكتور أساكا أن الإرهاب عن طريق إستعمال البيئة هو نادر الحدوث ولكنه موجود، وهو ما يعكس أو يثبت وجود رابط بين الإرهاب وتغير المناخ.
الجماعات الإرهابية تنشط في البلدان المتأثرة بتغير المناخ
وفي حديثه عن مدى تأثير المناخ على الإرهاب قال الدكتور أكاسا الخبير في الدراسات الأمنية أن مثلا بوكوحرام قد جمّع عناصره من الشباب الفقير والمعوز، فالجماعات الإرهابية تبحث عن الشباب الذي يعيش في بيئة فقيرة ومهمشة ولاعمل له، وتعمل على استقطابه، بمنح وعود بحياة أفضل.
وقال الدكتور أكاسا: ” يقولون لهم أنه في حال وفاتهم خلال عملية تفجيرية فسيقع تعويض عائلاتهن بمبالغ مالية تؤمن لهم العيش الكريم.”
وأشار إلى أن الفقر وتقلب المناخ يمثلان بيئة خصبة للإرهاب ويسهلان إنتشاره واستقطابه للفقراء من الشباب الذين يطمحون لمستقبل وحياة أفضل لهم ولأهاليهم:”فمثلا في نيجيريا التي ينتشر فيها بوكو حرام، لا يوجد سوى المناطق القاحلة والجافة وتنعدم فيها تقريبا مواطن الشغل، كل هذه العوامل فتحت الأبواب نحو الإرهاب وسهلت للجماعات الإرهابية الوصول للشباب الذي يبحث عن فرصة أمل للخروج من الفقر والأزمات، ودفعتهم نحو الانضمام إلى جماعة بوكو حرام، خاصة في شمال البلاد.
قضية تغير المناخ لا تؤخذ على محمل الجد
قال الدكتور أساكا لأخبار الآن:” أظن أن هناك العديد من المجاملات حول موضوع تغير المناخ ولازال هناك تخاذل، وأصوات وأراء مخيبة للأمال حول مؤتمر تغير المناخ الذي انعقد في غلاسكو وكذلك حول عائدات المؤتمر والمساعدات التي تم جمعها من خلاله، وواحد من أهم الأمور التي على الدول الكبرى معرفتها هو أن التغير المناخي قد أثر على الناس الآن وهو ليس مرتقبا أو منتظر حصوله في المستقبل”.
أغلب قادة الدول خاصة في شمال العالم، كالولايات المتحدة لم يأخذوا قضية التغير المناخي على محمل الجد، لكنهم يعتقدون أنهم يفعلون ذلك، وقال أساكا:” أظن أن على قادة الدول العظمى اتخاذ خطوات أهم تجاه التقلبات العالمية الحاصلة، كالفقر والأمن والجوع، لأن هذه العوامل تؤدي إلى مخاطر أكبر تهدد أمن العالم، وكل ما تأخروا في اتخاذ قرارات وخطوات تجاه مسببات التغير المناخي، كلما تراكمت المشاكل أكثر ومن الممكن أن تخرج عن السيطرة”
إن أغلب الدول المتقدمة قادرة على التعامل مع كل هذه العوامل المترابطة فيما بينها، كالنزاعات والتغير المناخي وكذلك النازحين في العالم وأهمها التغير المناخي الذي يستدعي التعامل معه بأكثر جدية:”وهذا مالا أراه في الوقت الحالي”.
كما أشار الدكتور ألاسكا إلى أن عوض التركيز عن الرابط بين الإرهاب والتغير المناخي يجب أن يتحد العالم بقادته وسكانه على الوقوف أمام التحدي الكبير الذي يهدد حياة الجميع وهو تغير المناخ، إذ انه ليس بالضرور أن يؤدي تغير المناخ إلى النزاعات إنما هو يعد أرضية ويهيء أسبابا من شأنها أن تؤدي إلى المنافسة التي بدورها قد تؤدي إلى النزاعات.