مكافحة الوباء تتخللها انتهاكات في الصين
نجحت الصين لأكثر من عام في مكافحة التفشي المحلي لكورونا داخل البلاد، ولم تبلغ عن وجود إصابات بمتحورة أوميكرون إلى الآن، وذلك بسبب الاختبارات الجماعية والإغلاق المفاجئ والحجر الصحي والمراقبة الدائمة وإجراءات التباعد الاجتماعي.
وما يدعم تلك النجاحات، بحسب الحكومة الصينية، عدم الإبلاغ عن أي حالة وفاة جراء وباء كوفيد-19 منذ يناير الماضي. ولكن تلك الإنجازات لم تخل من العديد من الانتهاكات والتضييق المشدد على السكان، إذ لجأت السلطات مؤخرًا إلى إجراءات أكثر صرامة من أي وقت مضى في سبيل محافظتها على سياسة “صفر- كوفيد”.
ولم يعد الحجر الصحي يقتصر على الذين كانوا على اتصال مباشر مع شخص مصاب، بل أصبح يشمل المخالطين الثانويين والأشخاص الذين تصادف وجودهم في نفس الأماكن العامة والشوارع في نفس الوقت.
“إجراءات قمعية”
وفي دليل على الانتكاسات التي تواجه سياسة “صفر- كوفيد،” حوصر في الأسابيع السبعة الماضية، ما يقرب من 10 آلاف سائح في مدينة شنغهاي في إقليم منغوليا الداخلية لمدة 7 أيام، بعد فرض الإغلاق جراء ظهور عشرات الإصابات بينهم.
وتم إغلاق المركز الترفيهي “شنغهاي ديزني لاند” عقب ظهور حالة واحدة، كان صاحبها متواجدا في ذلك المكان.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد توقفت القطارات عالية السرعة في منتصف الطريق خلال رحلاتها إلى بكين، عندما تم التأكد من وجود صالات بين طاقم القطار ومصابين بالفيروس، في حين أقدم عض العاملين المحليين في مجال مكافحة الفيروس والوقاية منه على إعدام الحيوانات الأليفة أثناء تطهير المنزل، بينما كان أصحابها بعيدًا في الحجر الصحي.
وقد نجحت هذه الإجراءات الصارمة في نهاية المطاف في خفض الإصابات في تلك المناطق المحددة إلى الصفر – ولكن ليس لفترة طويلة، فخلال الأسبوع الماضي جرى الإبلاغ عن أكثر من 300 حالة في منغوليا الداخلية، ولكن هذه المرة في مدينة مانتشولي، وهي ميناء مهم للدخول على الحدود مع روسيا.
وفرضت الحكومة المحلية إغلاقًا مفاجئًا، وإجراء حملات جماعية لاختبارات “بي سي آر” والتي شملت أكثر من 150 ألف من سكان المدنية.
ولكن تلك الإجراءات لم تكن عاجلة بما يكفي من وجهة نظر السلطات العليا، إذ جرى فصل اثنين من المسؤولين بمانتشولي بسبب “استجابتها البطيئة والضعيفة” لتفشي المرض، ولاسيما فيما يتعلق بـ”التأخر” في نقل أكثر من 100 من المخالطين المقربين ووضعهم في الحجر الصحي وسوء إدارة فنادق الحجر الصحي، فيما تعرض 4 مسؤولين آخرين لانتقادات بسبب “أدائهم الباهت”.
وبات طرد المسؤولين المحليين في جميع أنحاء الصين أو معاقبتهم لفشلهم في احتواء تفجيرات كوفيد أمرا متكررا وعاديا، مما جعل العديد منهم يتخذ إجراءات صارمة للغاية خوفا من العقاب أو التأنيب.
وكانت دراسة حديثة أجراها علماء رياضيات في جامعة بكين المرموقة قد حذرت من Bk الصين قد تواجه أكثر من 630 ألف إصابة بالفيروس التاجي يوميًا إذا تخلت الحكومة المركزية والإدارات المحلية عن إجراءات الوقاية المفروضة ورفعت قيود السفر، وبالتالي سوف ينجم عن ذلك “أعباء كبيرة لا يمكن تحمل تكلفتها”.
وخلصت الدراسة إلى أن الصين يجب ألا تتخلى عن “صفر- كوفيد” إلى أن تتوافر “لقاحات أكثر كفاءة أو علاجات ناجعة، مع تحبيذ الجمع بين الخيارين”.