هونغ كونغ.. اتهام اثنين من صحافيي “ستاند نيوز” بـ”التآمر لإثارة فتنة”
اُتهم صحفيان في هونغ كونغ الخميس “بالتآمر لإثارة فتنة” الخميس غداة عملية دهم نفذتها الشرطة ضد موقع “ستاند نيوز” الإخباري المؤيد للديموقراطية أثارت إدانة دولية.
وقالت شرطة الأمن الوطني في بيان إنها “اتهمت رسميا رجلين يبلغان من العمر 34 و 52 عاما ووسيلة إعلامية الكترونية بالتآمر لنشر منشور مثير للفتنة”، دون الكشف عن هويتيهما.
وتفيد وثائق قضائية بأنهما رئيس التحرير الحالي باتريك لام وسلفه تشونغ بوي-كوين اللذان اعتقلا الأربعاء مع خمسة أشخاص آخرين على صلة ب”ستاند نيوز”. والشركة الناشرة للموقع “بيست بنسيل” ملاحقة أيضا.
وقال مكتب الاتصال بالحكومة المركزية الصينية في هونغ كونغ إن الاعتقالات كانت “وسيلة لضمان” أن ينال الأشرار ما يستحقون “ولا علاقة لذلك بحرية الصحافة”.
وفتشت الشرطة مقر “ستاند نيوز” ومنازل العديد من موظفيه الأربعاء وجمدت 61 مليون دولار هونغ كونغ (سبعة ملايين يورو) من أصول الناشر.
وأوضحت الشرطة أن خمسة أشخاص آخرين “سيبقون موقوفين لإجراءات تحقيقات إضافية”.
وقال قائد شرطة الأمن القومي في هونغ كونغ ستيف لي الأربعاء إن موقع “ستاند نيوز” متهم بنشر مقالات ومنشورات “مثيرة للفتنة” على مدونات بين تموز/يوليو 2020 وتشرين الثاني/نوفمبر 2021.
وبالإضافة إلى لام وتشونغ أوقفت صحافية سابقة وأربعة أعضاء سابقين في مجلس إدارة الصحيفة الالكترونية بما في ذلك نجمة البوب في مقاطعة كانتون دينيس هو والمحامية وعضو المجلس التشريعي السابق في هونغ كونغ مارغريت نغ.
وموقع “ستاند نيوز” الذي تاسس في 2014، هو ثاني وسيلة إعلامية في هونغ كونغ تستهدفها الشرطة بعد صحيفة “آبل دايلي” التي أغلقت في حزيران/يونيو إثر تجميد السلطات لأصولها بموجب قانون الأمن القومي. وقد أعلن الأربعاء وقف خدمته بعدما دهمت الشرطة مكتبه وأوقفت سبعة موظفين حاليين وسابقين.
وجاءت عملية الدهم بينما يشعر المجتمع الدولي بالقلق من إحكام بكين سيطرتها على هونغ كونغ منذ الاحتجاجات الضخمة المؤيدة للديموقراطية في 2019.
بلينكن: الصحافة ليست فتنة
دان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين الأربعاء إغلاق “ستاند نيوز” وحذر من أن الحملة ضد الصحافة تلحق الضرر بسمعة المدينة كمركز مالي دولي رئيسي. وقال في بيان “بإسكات وسائل الإعلام المستقلة، تقوض الصين
والسلطات المحلية مصداقية هونغ كونغ وقدرتها على البقاء”.
وأضاف أن “السلطات التي تثق في نفسها ولا تخشى الحقيقة ترحب بالصحافة الحرة”، مؤكدا أن “الصحافة ليست فتنة”.
وطالب الصين وسلطات هونغ كونغ “بالكف عن مهاجمة وسائل الإعلام الحرة والمستقلة في هونغ كونغ والإفراج الفوري عن الصحافيين والمسؤولين الإعلاميين الذين تم اعتقالهم واتهامهم ظلماً”.
ردود فعل دولية منددة بالقرار
وعبرت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي في تغريدة على تويتر عن قلقها “لاعتقال أعضاء حاليين وسابقين في مجلس إدارة وموظفي ستاند نيوز بمن فيهم المواطنة الكندية والناشط دينيز هو” المولودة في هونغ كونغ لكنها نشأت في كندا.
وفي بروكسل، دان المتحدث باسم دبلوماسية الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو ب”المزيد من التدهور في حرية الصحافة” في هونغ كونغ.
لكن الصين دانت الخميس الانتقادات التي صدرت عن الدول الغربية. وأمام وسائل الإعلام، دافع المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان عن إغلاق الموقع مؤكدا أن “حرية التعبير لا يمكن استخدامها كملاذ لأنشطة إجرامية” وأنه ليست هناك أي دولة “تملك الحق في التدخل في شؤون هونغ كونغ”.