احتجاجات في جنوب الهند على قرار منع ارتداء الحجاب في المدارس
-
تصاعد الاحتجاجات على حظر الحجاب بالفصول الدراسية في الهند
- رئيسة منظمة الفتيات الإسلامية بكارناتاكا: حظر ارتداء الحجاب ينتهك الاختيار الشخصي
شهدت الهند حالة من الجدل خلال الأيام القليلة الماضية، إثر قرار بعض المدارس في ولاية كارناتاكا جنوبي البلاد منع الطالبات المسلمات من ارتداء الحجاب. .
وبعد تصاعد الاحتجاجات فيها على قرار بحظر ارتداء الحجاب أجّج غضب تلامذة مسلمين أمرت السلطات في ولاية بجنوب الهند، المدارس الثانوية بإغلاق أبوابها لثلاثة أيام
وتصاعدت المواجهات في حرم مدارس بين طلاب مسلمين يدينون الحظر وآخرين من الهندوس يقولون إنّ زملاءهم يعطّلون دراستهم.
وقال عائشة، التلميذة في جامعة المهاتما غاندي بمدينة أودوبي “فجأة يطلبون منّا ألا نرتدي الحجاب … لماذا الآن؟”وأضافت أنّ أستاذاً طردها من امتحان الكيمياء لارتدائها الحجاب”.
وتابعت لوكالة فرانس برس “لسنا ضدّ أيّ ديانة. لا نحتجّ ضدّ أيّ شخص. نطالب بحقوقنا فحسب”.
والأزمة التي اندلعت في ولاية كارناتاكا، أثارت مخاوف لدى الأقلية المسلمة مما تعتبره تزايد الاضطهاد في ظل الحكومة الهندوسية القومية بزعامة رئيس الوزراء ناريندرا مودي.
وشهدت تظاهرات جديدة، الثلاثاء، إطلاق الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين في حرم مدرسة حكومية، وانتشاراً مكثّفاً للشرطة في مدارس في بلدات مجاورة.
والشهر الماضي طُلب من تلميذات الثانويات الحكومية عدم ارتداء الحجاب، في مرسوم سرعان ما اعتمدته مؤسّسات تعليمية أخرى في الولاية.
وتصاعدت المواجهات في حرم مدارس بين طلاب مسلمين يدينون الحظر وآخرين من الهندوس يقولون إنّ زملاءهم يعطّلون دراستهم.
= سمية روشان، رئيسة منظمة الفتيات الإسلامية في كارناتاكا، في مؤتمر صحفي: إن حظر ارتداء الحجاب ينتهك الاختيار الشخصي الذي يحق للطالبات، والذي لا يؤذي أي شخص آخر.
ومن المتوقّع أن تستمع المحكمة العليا في الولاية إلى الالتماسات الثلاثاء قبل أن تقرّر ما إذا كانت ستلغي منع ارتداء الحجاب والسماح للتلميذات المحجّبات بالعودة إلى مقاعد الدراسة.
من جهته، دعا باسافاراج بوماي رئيس وزراء كارناتاكا جميع الطلبة والمعلمين وإدارات المدارس والجامعات وسكان الولاية إلى “الحفاظ على السلام والانسجام (فيما بينهم)”.
بدوره، قال وزير التعليم في الولاية، بي.سي. ناجيش، إنه جرى تحديد الزي المدرسي بعد النظر في أوامر قضائية من جميع أنحاء البلاد تحظر ارتداء الحجاب في المؤسسات التعليمية.
يذكر أن حكومة الولاية، التي تبلغ نسبة سكانها من المسلمين 12% ويحكمها حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء ناريندرا مودي، كانت قد أصدرت أمراً في 5 فبراير/شباط يلزم جميع المدارس باتباع الزي المدرسي الذي تضعه الإدارات.
يُشار إلى أنه منذ انتخاب مودي في عام 2014، تشهد الهند تراجعاً حاداً للديمقراطية وانتشاراً مطرداً للعنف الغوغائي المناهض للمسلمين.
حيث يؤكد معارضو مودي أن حزبه بهاراتيا جاناتا يغض الطرف عن التمييز القائم ضد المسلمين ويقر قوانين تعمل بوضوح على تهميش المسلمين، بل إنه يقوم بـ”اضطهاد الأقليات بما في ذلك الأقلية المسلمة بالبلاد” التي تعد 22 مليون نسمة.
لكن حكومة مودي ترفض اتهامها بأن لديها أجندة هندوسية، وتشدد على أن الهنود من جميع الديانات لديهم حقوق متساوية.
في هذا الإطار، تعرضت مساجد ومنازل ومتاجر للمسلمين بولاية تريبورا الهندية، لهجمات وأعمال تخريب، على يد “عصابات هندوسية متطرفة”.
تفاصيل الأزمة
وتفصيلًا، فعندما مُنعت الطالبات الشهر الماضي من دخول فصولهن الدراسية وطُلب منهن عدم ارتداء الحجاب، بدأن في التخييم خارج المدرسة الثانوية للبنات فقط.
وقد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي الأزمة بتفاصيلها في حينها، فضلًا عن جذب طواقم الأخبار إلى مقدمة المدرسة التي تديرها الحكومة في منطقة أودوبي في ولاية كارناتاكا جنوب الهند.
وقد بدأت الطالبات في الاحتجاج خارج بوابة المدرسة وجلسن في مجموعة يقرأن دروسهن، وأفادت وسائل إعلام في حينها بأن الطالبات يتحدين قواعد الزي الرسمي في المدرسة، غير متأثرات.
وبعد شهر، بدأت المزيد من المدارس في تنفيذ حظر مماثل على الحجاب، مما أجبر المحكمة العليا في الولاية على التدخل.
وخرج المئات منهن، بما في ذلك آبائهن، إلى الشوارع احتجاجًا على القيود، مطالبين بالسماح للطالبات بحضور الفصول الدراسية حتى لو كن يرتدين الحجاب.