الغزو الروسي .. أوكرانيا تصدر حوالي 30 مليون طن من الحبوب سنويًا
- اليمن وليبيا ومصر من أكبر مستوردي القمح الأوكراني في العالم العربي..هل سيكونون أمام أزمة في الأمن الغذائي؟
- الفاو أكدت أن انعدام الأمن الغذائي في البلدان النامية قد يؤدي إلى اشتعال الصراع وزيادة التوترات العرقية وزعزعة استقرار الحكومات وامتداد العنف
أوكرانيا .. التي أصبحت حديث العالم وانشغلت بأزمتها الولايات المتحدة الأمريكية و الاتحاد الأوروبي ، اجتماعات ومناقشات متواصلة، تقابلها تهديدات من الرئيس الروسي فلايديمير بوتين من جهة والاتحاد الأوربي من جهة أخرى ،
التقديرات الغربية تتحدث عن نشر أكثر من مئة ألف عسكري روسي على الحدود الروسية الأوكرانية.
تحركات أوروبية
في أقل من أسبوعين حدثت تحركات أوروبية كلها تدور حول أوكرانيا. فعلى سبيل المثال:
- أعلنت بريطانيا عزمها بيع أنواع متقدمة من الصواريخ لأوكرانيا .
- أما فرنسا فقد أعلنت عن دور في الدفاع عن وحدة أوكرانيا.
- والأهم، ألمانيا جمدت اتفاق – Nord Stream 2) وهو خط أنبوب ينقل الغاز الروسي إلى ألمانيا خارج عن سيطرة الدولة الأوكرانية.
تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على العالم
تنتج أوكرانيا حوالي 30 مليون طن من الحبوب سنويًا، ويمر التصدير عبر موانئ آزوف والبحر الأسود الأوكرانية ، وفي حال استمرار روسيا في إغلاق الموانئ الأوكرانية، فإن أسعار هذه المواد سترتفع كثيرا.
مجلة فورين بوليسي الأمريكية ، حذرت في وقت سابق من وقوع أزمة غذائية حول العالم، خاصة في قارتي أفريقيا وآسيا، كأحد تداعيات الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
إنتاج أوكرانيا: 30 مليون طن من الحبوب سنويًا
التقرير أشار إلى أن أوكرانيا، التي تمتلك أكثر الأراضي خصوبة على وجه الأرض، عُرفت باسم سلة غذاء أوروبا لعدة قرون، وتشكل صادراتها الزراعية السريعة النمو،
مثل الحبوب والزيوت النباتية ومجموعة من المنتجات الأخرى، عاملا رئيسيا في إطعام السكان في أفريقيا وآسيا.
وأوضح التقرير أن جزءا كبيرا من أكثر الأراضي الزراعية إنتاجية في أوكرانيا يقع في مناطقها الشرقية، وهي المناطق الأكثر عرضة لهجوم روسي محتمل.
وتعتمد أوكرانيا على تصدير الذرة والشعير والجاودار، لكن القمح يعتبر صاحب التأثير الأكبر على الأمن الغذائي في جميع أنحاء العالم، ففي 2020 صدرت أوكرانيا نحو 18 مليون طن قمح من إجمالي 24 مليون طن ما يجعلها خامس
مصدر للقمح على مستوى العالم.. وتضم قائمة عملائها الصين والاتحاد الأوروبي، لكن العالم النامي يشكل أهم مصدر لواردات القمح الأوكرانية.
https://twitter.com/NikaMelkozerova/status/1491818288028037122
بيانات منظمة الأغذية والزراعة (الفاو).. الأمن الغذائي العالمي على المحك
ووفقًا لبيانات منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، على سبيل المثال، جاء نحو نصف القمح المستهلك في لبنان عام 2020 من أوكرانيا.
كما أن من بين 14 دولة تعتمد على الواردات الأوكرانية في أكثر من 10 في المائة من استهلاكها من القمح، يواجه عدد كبير منها بالفعل انعدام الأمن الغذائي بسبب عدم الاستقرار السياسي المستمر أو العنف المباشر.
وعلى سبيل المثال، تستورد اليمن 22 في المائة وليبيا و43 في المائة من إجمالي استهلاكهما ، فيما استوردت مصر، أكبر مستهلك للقمح الأوكراني، أكثر من 3 ملايين طن متري عام 2020، أي نحو 14% من إجمالي قمحها، وفي عام
2020، صدرت أوكرانيا أيضًا أكثر من 20% من القمح لـ ماليزيا وإندونيسيا وبنغلاديش.
مصر أكبر مستهلك للقمح الأوكراني:
أكثر من 3 ملايين طن متري عام 2020، أي نحو 14% من إجمالي قمحها
منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)
وبحسب فورين بوليسي يأتي جزء كبير من إنتاج القمح الأوكراني في شرق البلاد، وتحديدا أقاليم خاركيف ودنيبروبتروفسك وزابوريزهيا وخيرسون، الواقعة غرب دونيتسك ولوهانسك، التي تحتلها بالفعل القوات الانفصالية المدعومة
من موسكو، والقوات الروسية نفسها.
وخلصت المجلة في تقريرها إلى التحذير من أنه إذا تحول هجوم محتمل على أوكرانيا إلى استيلاء روسي على الأراضي، فقد يعني ذلك انخفاضات حادة في إنتاج القمح وصادراته، حيث سيفر المزارعون تاركين البنية التحتية
والمعدات للدمار ما يتسبب في شلل اقتصاد المنطقة.
كما سيتفاقم انعدام الأمن الغذائي في العديد من البلدان النامية التي تعتمد على أوكرانيا في قوتها، وقد يؤدي ذلك إلى اشتعال الصراع وزيادة التوترات العرقية وزعزعة استقرار الحكومات، وامتداد العنف عبر الحدود.