الرئيس الكوري الجنوبي الجديد يصف كيم جونغ أون “بالفتى الوقح”

  • يول يبدي استعداده لضرب كوريا الشمالية إذا لزم الأمر ذلك
  • يول يصف النهج السابق لبلاده في عهد مون جاي-إن “بالذليل”

هدد الرئيس الكوري الجنوبي الجديد، يون سوك يول، جاره الشمالي كيم جونغ أون، بتوجيه ضربة استباقية ضد كوريا الشمالية “إذا لزم الأمر”.

وقال يون في منشور على فيسبوك قبل الانتخابات التي فاز بها إن الحكومة المنتهية ولايتها “تطوعت للعب دور الوسيط بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية لكنه في النهاية تم التخلي عنها من الطرفين”.

نهج جديد لكوريا الجنوبية إذا، التي اتبعت خلال السنوات الخمس الماضية في ظل حكومة مون جاي-إن المسالمة سياسة الحوار مع بيونغ يانغ، ولكن رئيس كوريا الجنوبية الجديد يبدو أنه سيتوجه نحو استراتيجية مختلفة تماما.

حيث اعتبر يون سوك يول أن هذا النهج “الذليل” أدى إلى فشل واضح.

"فتى وقح".. رئيس كوريا الجنوبية الجديد يهدد كيم جونغ أون

الرئيس الكوري الجنوبي: كيم جونغ أون بحاجة لأن يضبط مجددا

وأجرت بيونغ يانغ تسع عمليات إطلاق صواريخ منذ بداية العام منها صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت ومتوسطة المدى.

بعد عملية الاطلاق السبت 5 مارس، التي ادعت كوريا الشمالية أنه اختبار لمكّون “قمر اصطناعي للاستطلاع”، واعتبرته سول صاروخًا باليستيًا مقنعًا، قال يون (61 عامًا) إن كيم جونغ أون بحاجة لأن يضبط مجددا.

وقال “إذا سنحت لي الفرصة فسوف ألقنه درسا في التهذيب”.

التنسيق مع اليابان

وصباح الجمعة، اتفق رئيس الوزراء الياباني كيشيدا فوميو على العمل مع الرئيس الكوري الجنوبي المنتخب يون سوك يول لتحسين العلاقات الثنائية المتوترة، خلال اتصال هاتف.

وتبادل كيشيدا ويون وجهات النظر بشأن كوريا الشمالية. وأكدا على أن اليابان وكوريا الجنوبية ستنسقان عن كثب في التعامل مع برامج التطوير النووية والصاروخية لكوريا الشمالية وقضية اختطاف مواطنين أجانب.

وخلال حملة يون الانتخابية، وصف كيم جونغ أون بأنه “فتى وقح” ووعد بأنه لدى توليه السلطة، سيحرص على أن يتخلى الزعيم الكوري الشمالي “عن هذا السلوك”.

حتى أن المدعي العام السابق قال إنه مستعد لتوجيه ضربة استباقية ضد كوريا الشمالية “إذا لزم الأمر”، وهو خيار يعتبره الخبراء غير واقعي إلى حد كبير.

ومع ذلك، تعهد يون الخميس في أول تصريحات له كرئيس منتخب “بالتعامل بصرامة مع الأعمال غير القانونية وغير المنطقية للشمال”.

وقالت سو كيم من مؤسسة راند لوكالة فرانس برس “في عهد يون سنرى على الأرجح جهودا لبدء العلاقات بين الكوريتين من الصفر”.

كوريا الشمالية، كيم جونغ أون

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يتفقد الإدارة الوطنية لتطوير الفضاء الجوي في كوريا الشمالية بعد اختبارات نظام الأقمار الصناعية الأخيرة ، في بيونغ يانغ. رويترز

“الحب من طرف واحد” سينتهي

وبدلاً من الحوار والمفاوضات، سينتهج يون نهجًا أكثر تشددًا بعد أن دعا إلى مزيد من التدريبات المشتركة مع الولايات المتحدة.

وأضافت سو “أقل ما يمكن قوله هو أن ذلك يبتعد عن الأولوية التي أعطتها إدارة مون للمفاوضات بين الكوريتين”.

يقول البروفيسور بارك وون غون من جامعة “اوها ويمنز يونيفرسيتي” إن “الحب من طرف واحد” الذي أظهره مون سينتهي.

ويضيف “سيرغب يون بالتأكيد في إدراج قضية نزع الترسانة النووية على جدول الأعمال” مشيرًا إلى السياسة التي اعتمدتها الحكومات المحافظة السابقة في كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.

ويوضح “ومن المحتمل جدًا أن ترفض كوريا الشمالية ذلك”.

اقترح الرئيس الجديد شراء المزيد من صواريخ ثاد الأمريكية لمواجهة بيونغ يانغ على الرغم من خطر التعرض لتدابير انتقامية اقتصادية جديدة من قبل الصين، الشريك التجاري الرئيسي لسول.

يون سوك يول ، الرئيس الكوري الجنوبي أثناء حملته الانتخابية في سول. رويترز

يون سوك يول ، الرئيس الكوري الجنوبي أثناء حملته الانتخابية في سول. رويترز

كيف ستتعامل كوريا الشمالية مع هذه التصريحات؟

وقال يون في إعلان سياسي عام نشر في مجلة “فورن أفيرز” في شباط/فبراير “على سول إعادة النظر أيضا في علاقتها المعقدة مع بكين”.

التقى الرئيس المنتهية ولايته مون جاي إن نظيره الكوري الشمالي أربع مرات وتوسط في مفاوضات بين بيونغ يانغ وواشنطن نالت تغطية اعلامية واسعة.

لكن المحادثات فشلت في عام 2019 وعلقت المساعي الدبلوماسية في حين كثفت كوريا الشمالية تجارب الأسلحة وهددت بالتخلي عن تعليق تجارب الصواريخ البعيدة المدى والأسلحة النووية.

لم يستبعد الرئيس المستقبلي خيار الحوار مع بيونغ يانغ، لكن الخبراء يعتقدون أن مواقفها العدائية تقلل إلى حد كبير من إمكانية إجراء حوار جوهري.

يقول هونغ مين الباحث في المعهد الكوري للوحدة الوطنية ان بيونغ يانغ ستعتبر أن “لا فائدة” من مفاوضات مع حكومة كوريا الجنوبية المتشددة.

وأضاف هونغ أن التوترات الشديدة المستمرة في شبه الجزيرة الكورية ستصب في مصلحة بيونغ يانغ من خلال السماح لها بالحفاظ على الزخم في برنامج التحديث العسكري الذي يطبقه كيم جونغ أون.

وتابع أن “كوريا الشمالية ستسرع من وتيرة تطويرها النووي وصواريخها وستستخدم مواقف حكومة كوريا الجنوبية العدائية لتبرير أفعالها”.