مارينا أوفسيانيكوفا.. صحفية روسية جريئة تنتزع إعجاب العالم
خطفت أنظار العالم بتصرف جرئ لتندد بالغزو الروسي لأوكرانيا، وفاجأت الجميع بالظهور على الشاشة أثناء بث النشرة.. لترفع لافتة رافضة للحرب. ومثلما أثارت إعجاب العالم.. تسببت في موجة قلق أيضًا، خوفًا علينا من بطش النظام الروسي. إنها مارينا أوفسيانيكوفا.. السيدة التي تصدرت محركات البحث طوال الساعات الماضية.
فوجئ العالم باقتحام موظفة في القناة الأولى الروسية ستديو الأخبار مساء الإثنين خلال بث النشرة المسائية التي تُعد الأكثر مشاهدة في روسيا، لترفع لافتة خلف المذيعة تندد بالحرب في أوكرانيا.
وتم الكشف لاحقًا عن هوية المرأة بواسطة منظمات حقوقية ترصد الاعتقالات.. حيث تم الإعلان عن أنها مارينا أوفسيانيكوفا، التي تعمل في القناة الأولى الروسية.
وظهرت مارينا خلف مذيعة الأخبار خلال تلاوة الأخيرة تقريرًا عن العلاقات مع بيلاروسيا، ملوحة بلافتة كتب عليها بخط اليد ”لا للحرب“ باللغة الإنكليزية.
وحملت اللافتة أيضًا عبارات باللغة الروسية تقول: ”أوقفوا الحرب. لا تصدقوا الدعاية. هم يكذبون عليكم هنا“، مع توقيع بالإنكليزية ”مواطنون روس ضد الحرب“.
وتمكنت مارينا من قول بعض العبارات باللغة الروسية بينها ”أوقفوا الحرب“، في حين حاولت مذيعة النشرة التغطية عليها برفع صوتها، قبل أن تنتقل القناة لعرض مشاهد أخرى.
وانتشر مقطع فيديو لهذه الواقعة بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أشاد العديد من المستخدمين بالشجاعة غير العادية للمرأة على خلفية القمع الشديد للمعارضة في روسيا.
من هي مارينا أوفسيانيكوفا؟
مارينا صحفية تعمل في التلفزيون الروسي، وهي خريجة الأكاديمية الرئاسية الروسية للاقتصاد الوطني والإدارة العامة، وتخرجت منها في عام 2005.
وبعد فترة قضتها في محطة تلفزيون حكومية أخرى، عملت مارينا في القناة الأولى الروسية لعدة سنوات، والتي يُنظر إليها على أنها واحدة من أهم القنوات في روسيا.
وتقيم مارينا حاليًا في موسكو ولديها طفلان وفقًا لحساباتها الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتشير بعض المقابلات التي أجرتها مارينا إلى أنها كانت سباحة محترفة قبل أن تتحول إلى الصحافة، وما زالت تمارس السباحة في المياه المفتوحة أيضًا.
وتشير بعض التقارير الصحفية إلى أن مارينا عملت لسنوات عديدة كمحرر في القسم الدولي في إدارة البرامج الإعلامية بالقناة الأولى الروسية. وتتلخص وظيفتها في ترجمة الخطاب المباشر للسياسيين الأجانب ورجال الأعمال والشخصيات العامة إلى اللغة الروسية، فضلاً عن إنشاء مراجعات بالفيديو.
وعقب ظهورها أما الكاميرات بلافتة ”أوقفوا الحرب“، اختفت مارينا لأكثر من 15 ساعة عن الأنظار، ولم يتم أي أحد من العثور عليها أو تحديد مكانها، حيث تم اعتقالها بعد خطوتها الجريئة مباشرة.
ووفقًا لما نقلته وكالات أنباء عالمية، فقد أمرت محكمة في موسكو بفرض غرامة مالية قدرها 30 ألف روبل في حق مارينا بسبب مقاطعة نشرة الأخبار على التلفزيون الحكومي.
ونشرت مارينا مقطع فيديو وصفت فيه الحرب ضد أوكرانيا بأنها جريمة، وحثت الروس على الاحتجاج عليها. ودعت في الفيديو الشعب الروسي إلى الاحتجاج على الحرب، قائلة إنهم يملكون القوة ”لوقف كل هذا الجنون“.