نانسي سركيس
معارضة شعبية لرئيس بيلاروسيا بسبب دعمه روسيا في الحرب ضد أوكرانيا
- لوكاشينكو اتخذ قرارات تتعارض مع المصالح الوطنية وتقوّض سيادة بيلاروسيا
- اقل من 3% فقط من الشعب البيلاروسي يؤيدون الحرب
- 71% من الروس يؤيدون الحرب ضد أوكرانيا
- بحسب كافالوفسكي يرتكب لوكاشينكو جرائم ضد الشعب البيلاروسي
يواجه لوكاشينكو معارضة شعبيّه لدعمه روسيا في الحرب ضدّ أوكرانيا والسماح لها باستخدام الأراضي البيلاروسيّة لشن هجماتها العدوانية ضدّ جارتها، فـ3% من البيلاروسيين فقط يؤيدون الحرب، فيما يهرب آخرون تحسباً من تداعياتها على أراضيهم، بينما يشارك كثر من البيلاروسيين في التطوع لمساندة الجيش الأوكراني في القتال وتقديم المساعدة للاجئين، بالإضافة إلى إبلاغ أوكرانيا بكل الأنشطة الحربية الروسية المقرر إطلاقها ضدّها من بيلاروسيا.
ففي بيلاروسيا اقتناع تام بأن سقوط أوكرانيا سيتركها أسيرة لوكاشينكو وديكتاتوريته، فماذا يقول رئيس مجلس الوزراء وممثل الشؤون الخارجية لحكومة سفياتلانا تسيخانوسكايا فاليري كافالوفسكي في كل ذلك؟.
بحسب كافالوفسكي فإن الحرب غير مقبولة تمامًا بالنسبة للشعب البيلاروسي “فالبيلاروسيبن لا يريدون محاربة أوكرانيا فهذه أمة قريبة جدًا منا، وقد أظهرت الاستطلاعات أن أقل من 3% من هؤلاء البيلاروسيين يؤيدون الحرب بالفعل وإذا قارنت ذلك بالروس لديهم حوالي 70 إلى 80 % من الأشخاص الذين يؤيدون الحرب ضد أوكرانيا”.
إغلاق الأجواء فوراً!
يرى كافالوفسكي أن الدعم الذي يقدمه الغرب لأوكرانيا كبير ولكنه غير كافي فلا بدّ من إغلاق الأجواء أمام الطيران الروسي، “أعتقد أن أوكرانيا تتلقى دعماً هائلاً مصحوبًا أيضًا بالضغط الهائل المفروض على روسيا، فبالإضافة إلى العقوبات هنالك أيضًا العزلة السياسية والعزلة الدبلوماسية. طبعاً ثمة الكثير مما ينبغي القيام به، فنحن نعرف عن المجال الجوي الذي يمكن إغلاقه فوق أوكرانيا، هذا الفضاء يخصّ أوكرانيا ولكن على الرغم من ذلك فإن الروس يتطفّلون عليه طوال الوقت ويقصفون المدن الهادئة للأوكرانيين ويقتلون الناس، لذلك هذا أمر لا بد أن يحدث ولكن في الوقت نفسه نعترف أيضًا بالدعم الكبير الذي يتلقاه الأوكرانيون من العالم الآن”.
أما بالنسبة للدعم الذي تقدمه بيلاروسيا لأوكرانيا فإن المسألة بحسب كافالوفسكي “تسير في اتجاهات مختلفة، ففي المقام الأول هناك العديد من المتطوعين الموجودين بالفعل على الأرض يقاتلون الروس في الدفاع الإقليمي وفي القوات المسلحة الأوكرانية. هؤلاء يساعدون لاجئي الحرب الذين يفرّون من أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي وكذلك في أوكرانيا نفسها، وفي بيلاروسيا أيضاً ثمّة عمليات تخريبية لتعطيل السكك الحديدية، قمنا بإبطاء تقدم القوات الروسية إلى الحدود الجنوبية. وقد أبلغ البيلاروسيون عن جميع عمليات إطلاق الصواريخ من الأراضي الروسية وعن كل عمليات إقلاع القاذفات من بيلاروسيا إلى أوكرانيا كي يحصل الأوكرانيين على إشعار مسبق بالخطر القادم. كما تبرعت ألمانيا بمستشفيات متنقلة إلى بيلاروسيا وطاقم طبي وإنهم ينقلونها إلى أوكرانيا لمساعدة الجرحى، لذلك يسير الدعم في اتجاهات مختلفة ويظهر في ذلك الدعم الغامر من البيلاروسيين لأوكرانيا”.
دكتاتورية لوكاشينكو
يهرب البيلاروسيين أيضاً من بيلاروسيا خوفاً من تداعيات الحرب وبحسب كافالوفسكي إن “ليتوانيا هي إحدى وجهات اللاجئين وهي وجهة مهمّة ليس فقط للأوكرانيين الذين يأتون إلى ليتوانيا ولكن أيضًا بالنسبة للبيلاروسيين القادمين من بيلاروسيا لأن بيلاروسيا نفسها تخضع لاحتلال منفصل من قبل القوات الروسية، فجميع القرارات التي اتخذها لوكاشينكو، وهو دكتاتور بيلاروسيا، تتعارض مع المصالح الوطنية وتقوّض سيادة واستقلال بيلاروسيا. وهذا هو السبب في أن الناس يشعرون أن الحرب قد تكون قادمة إلى بيلاروسيا أيضًا لذلك غادر عشرات الآلاف بالفعل ونتوقع أن يذهب الكثير منهم وهم يغادرون إلى أوروبا الغربية حيث دول الاتحاد الأوروبي، ليتوانيا وبولندا على وجه الخصوص” .
ويأمل كافالوفسكي أن تغيّر الحرب في أوكرانيا المشهد في بيلاروسيا فلوكاشينكو بحسب قوله “يرتكب جرائم ضد الشعب البيلاروسي وضد إقامة دولة في بيلاروسيا، وهو طعن الأوكرانيين أيضًا وهذا غير مقبول لأنه خان الأمة الشقيقة لمجرد تلبية مصلحة الكرملين”.
وبرأيه إن روسيا تستخدم بيلاروسيا في الحرب وهي تقدم لها دعماً عسكريا كبيراً “فلولا بيلاروسيا لما استطاعت روسيا تطويق أوكرانيا من ثلاث جهات ولهذا السبب لولا لوكاشينكو قد لا تحدث الحرب على الإطلاق. من الأهمية بمكان أن يواصل الروس استخدام بيلاروسيا وبنيتها التحتية المدنية العسكرية لمهاجمة أوكرانيا، وخلافاً لذلك إذا خرجت بيلاروسيا من هذه المعادلة فستتوقف الحرب”.
ويتوقف كافالوفسكي عند الرأي العام الروسي ليقول إنه بحسب تقرير صدر مؤخراً “إن 71% من الروس يؤيدون الحرب ضد أوكرانيا على الرغم من أنها حرب عدوانية غير عادلة على الإطلاق بدون أي أهداف معقولة، لذلك نرى الآن أن الروس يحتاجون إلى معلومات جيدة وأنهم بحاجة إلى فهم ما يجري فهم لا يعرفون عن خسائر جيشهم على الأرض، وبرأيي إذا كانوا يعرفون ذلك فقد يغيّروا موقفهم من الحرب. كما أن الآثار الاقتصادية لتأثير عقوبات المجتمع الدولي قد تؤثر أيضًا على فهمهم للوضع”.
ويعتقد كافالوفسكي أن تغيّر الأمور في روسيا من شأنه أن يؤدي إلى تغير الأوضاع في بيلاروسيا أيضاً “إذ نعتقد أن هذا مترابط بطريقة ما، لدينا دول مختلفة بالطبع ولكن لفترة طويلة جدًا كانت روسيا تدعم لوكاشينكو، وبينما كان ضعيفًا جدًا كانت روسيا موجودة لدعمه اقتصاديًا وماليًا وسياسيًا أيضًا وهذا ما ساعده على الوقوف على قدميه. إذا سقطت روسيا فمن المؤكد أن لوكاشينكو سيسقط أيضاً ولكننا لا ننتظر سقوط روسيا، فنحن نعمل يوميًا لهزيمة لوكاشينكو وإخراجه من السلطة لأن الناس يستحقون أن يتخذوا قراراً بأنفسهم، إنهم يستحقون ويريدون تحمّل مسؤوليّة أمتهم وانتخاب قادتهم الذين سيكونون مسؤولون أمامهم”.
تنتظر بيلاروسيا اكثر من غيرها من دول العالم نتائج الحرب الروسية – الأوكرانية لأن التداعيات عليها ستكون أكبر من التداعيات التي ستصيب غيرها، فانتصار أوكرانيا سيترجم انتصارا للحريات في بيلاروسيا، وانتصار روسيا سيزيد من تسلط لوكاشينكو وديكتاتوريّته.