13 شاحنة وصلت إلى تيغراي محمّلة بأكثر من 500 طن من المواد الغذائية
- مئات الآلاف يواجهون خطر المجاعة
- برنامج الأغذية العالمي: نحتاج قوافل يومية لتلبية احتياجات 5 ملايين شخص
- اتهمت الولايات المتحدة حكومة آبيي أحمد بمنع وصول المساعدات
أعلنت الأمم المتحدة الجمعة وصول قافلة مساعدات دولية للمرة الأولى منذ ثلاثة أشهر إلى منطقة تيغراي الإثيوبية التي تشهد نزاعاً عسكرياً، بعد أسبوع على إعلان هدنة مشروطة بين القوات الحكومية والمتمردين في المنطقة.
وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة عبر تويتر إن 13 شاحنة “وصلت بسلام” إلى ميكيلي عاصمة تيغراي، مضيفا “سيصل مزيد من الشاحنات والوقود صباحا”.
ويؤمل أن يساعد وصول المساعدات إلى تيغراي حيث يواجه مئات الآلاف خطر المجاعة، في دعم وقف إطلاق النار بين حكومة رئيس الوزراء آبيي أحمد وجبهة تحرير شعب تيغراي.
وأوضح برنامج الأغذية العالمي أن قافلته التي مرّت من منطقة عفار المجاورة، إلى تيغراي، تحمل أكثر من 500 طن من المواد الغذائية موجهة “لسكان على حافة المجاعة”.
وقال إن وصولها يعد “تقدماً جيداً وهناك حاجة إلى قوافل أخرى كثيرة. نحن بحاجة إلى قوافل يومية تتدفق بأمان لتلبية احتياجات 5 ملايين شخص”.
وهذه أول قافلة إنسانية تصل إلى تيغراي منذ ديسمبر الماضي وتأتي في أعقاب إعلان حكومة آبيي أحمد الأسبوع الماضي عن هدنة إنسانية مفتوحة، في حين وافقت جبهة التحرير على “وقف الأعمال العدائية” إذا وصلت المساعدات.
وكانت المنطقة تشهد ما وصفته الأمم المتحدة بأنه حصار بحكم الأمر الواقع، وتعاني منذ أشهر غياب خدمات أساسية مثل الكهرباء والاتصالات والإنترنت والخدمات المصرفية.
وقد دفعت الحرب مئات الآلاف إلى شفا المجاعة، وشردت أكثر من مليوني شخص وجعلت أكثر من تسعة ملايين في حاجة إلى مساعدات غذائية، وفق الأمم المتحدة.
– “خطوة واحدة جيّدة” –
وقال المتحدث بإسم جبهة تحرير شعب الإقليم الواقع شمال إثيوبيا غيتاشيو رضا عبر تويتر “إنها خطوة واحدة جيّدة في الاتجاه الصحيح، لكن العبرة ليست في عدد الشاحنات التي يسمح بدخولها، إنما إذا كان هناك نظام لضمان وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين!”.
يأتي هذا التطور بعد أيام على تبادل سلطات أديس أبابا وجبهة تحرير شعب تيغراي اللتين تتواجهان في نزاع مسلّح منذ نحو 17 شهرًا، الاتهامات بعرقلة وصول القوافل، رغم إعلان “هدنة إنسانية” في 24 مارس للسماح بإيصال المساعدات.
وقالت الأمم المتحدة في يناير إن نحو 40 بالمئة من سكان الإقليم يواجهون “نقصا حادا في المواد الغذائية”، حيث يجبر نقص الوقود عمال الإغاثة على توصيل الأدوية وإمدادات حيوية أخرى في بعض الأحيان سيرا.
منذ منتصف فبراير توقف فعليا إيصال المساعدات الإنسانية في الإقليم الواقع شمال إثيوبيا التي نزح منها أكثر من 400 ألف شخص بسبب الحرب ونقص الوقود والغذاء والمال، وفقا للأمم المتحدة.
وقالت سلطات أديس أبابا إن “حكومة إثيوبيا تؤكد مجددا التزامها العمل من كثب مع أصحاب المصلحة لضمان التسليم الكامل للمساعدات الإنسانية للمحتاجين”.
– “مساعدة حيويّة” –
وقال مصدر إنساني إن القوات الإقليمية في عفر عطّلت الشاحنات مساء الخميس لكنها تمكنت من استئناف مسارها الجمعة.
يأتي وصول القافلة بعد أن سافرت القائمة بالأعمال الأمريكية في إثيوبيا تريسي جاكوبسون إلى عفر هذا الأسبوع والتقت رئيس الإقليم أوول أربا.
واتهمت الولايات المتحدة حكومة آبيي أحمد بمنع وصول المساعدات، بينما ألقت الحكومة بالمسؤولية على المتمردين.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن “هذه خطوة مهمة نحو وقف الأعمال العدائية”، حاضّا جميع الأطراف على “دعم إيصال المساعدة الحيوية”.
دعت الحكومة المتمردين إلى “وقف كل الأعمال العدائية والانسحاب من المناطق التي احتلوها في منطقتي” عفر وأمهرة.
وحض المتمردون من جهتهم السلطات الإثيوبية على “تجاوز الوعود الفارغة واتخاذ خطوات ملموسة لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية”.
واندلعت الحرب في الإقليم في نوفمبر عام 2020 عندما أرسل أبيي قوات لإطاحة جبهة تحرير شعب تيغراي، الحزب الحاكم السابق في المنطقة، مبررا الخطوة بأنها رد على هجمات المتمردين على معسكرات الجيش.
ولقي آلاف الأشخاص حتفهم مع استمرار القتال، وسط تقارير عن مجازر وجرائم اغتصاب جماعي دفعت الى اتهام الطرفين بانتهاك حقوق الإنسان.