أوكرانيون يجدون في القرى ملاذا آمنا من العدوان الروسي
- مواطن أوكراني: نريد أن نعيد بناء مدينتنا الجميلة خاركيف
- مواطن أوكراني: رغم الهدوء النسبي في القرية إلا أننا نشتاق لمدينتنا وبيتنا
منذ بداية العدوان الروسي على أوكرانيا في صباح الـ 24 من فبراير الماضي باتت القرى الأوكرانية ملاذا لآلاف العائلات التي قررت البقاء في أرض الوطن، بعضهم دعما للرجال على جبهات القتال وآخرون لإدارة أعمالهم التي بقيت عالقة بين حرب طاحنة ومصير غير معلوم، غير أن الكثير لجأوا لهذه القرى هربا من شبح القصف اليومي والعشوائي الذي تقوم به القوات الروسية.
وفي ريف شاسع يصدر خمسين بالمئة من زيت دوار الشمس للسوق العالمي تتناثر القرى الأوكرانية، التي لجئ إليها أبناء المدن، منهم من كان يملك من قبل بيوتا ريفية أو أراضٍ هناك ومنهم من لجئ إلى أصدقائه، حتى أن تلك القرى باتت تعم بحيوية وحركة أكبر بعد أن كانت مجرد مزارع موسمية للعمل.
يوري، مواطن أوكراني كان يسكن في خاركيف قبل الغزو الروسي لأوكرانيا، يروي قصته لأخبار الآن بعد خروجه من مدينته وهربه إلى قرية بيليتسكوڤسكا في مقاطعة پولتاڤا: “حدث ذاك في ال24 من شهر شباط ، استيقظنا قبل الخامسة صباحا على وقع أصوات غريبة.
ثم علمنا أنها أصوات الصواريخ أو المضادات ، لم نكن نفهم شيئا”، ويضيف “لكن وكما جرت العادة قررت أن انتظر صوت المنبه الصباحي وأن أذهب للعمل لكن الأصوات تتابعت واستمرت
وعندما رجعت إلى المنزل تأكدت من التلفاز أن روسيا بدأت غزوها”.
منذ أن بدأت روسيا غزوها ونحن نحاول البقاء على قيد الحياة
يوري
وتابع “هكذا مر أول يوم من الحرب، وتتابعت الأيام، وفي كل يوم يحدث المزيد من القصف والهلع والخوف وكنا نحاول على مدى شهرين أن نعيش وأن نبقى على قيد الحياة في هذه الظروف، كانت محلات المواد الغذائية في البداية فارغة، ولكن بعد فترة وحتى بعد أن عادت إلى العمل ظل ذلك الخوف المتربص بنا في ساعات الصباح عندما نستيقظ على أصوات المعارك والقصف الروسي”.
وقال يوري، المواطن الأوكراني الذي هرب من الغزو الروسي : “وهكذا مر شهران وكنا صامدين وغير راغبين بترك مدينتنا الحبيبة خاركيف، ولكن بعدما حدث في مدخل بنايتي، وصل الأمر إلى نقطة خطيرة وقررنا المغادرة”.
وأضاف : “حدث ذلك نهارا عندما جلست لتناول وجبة الغداء ولاحظت أن القصف بدء وبدى قريبا فاختبأت بسرعة مبتعدا عن زجاج المطبخ الذي انفجر بدوره، ومع حالة هلع شديد اختبأنا في المأوى، ولا أعرف كيف نجونا وبقينا على قيد الحياة، فالصواريخ أحرقت منزل جاري ومحل مواد غذائية بالجوار ووقع واحد آخر في مدخل البناء. ونفذ صبرنا حينها فأخذت زوجتي وعائلتي وحيواناتي الأليفة ورحلنا إلى مكان آمن ، حيث استقبلنا الأصدقاء الذين أشكرهم جدا فقد جئنا إلى إحدى القرى، فاعطونا أحد البيوت في القرية”.
وشكر يوري أهالي القرية لمساعدته وتقديم يد العون له من خلال تقديم منزل له والمواد الغذائية، وغيرها.
ويضيف “وهكذا بدأنا ننسجم مع الوضع هنا ، لكن وعلى الرغم من الهدوء النسبي هنا ، إلا أننا نشتاق لمدينتنا وبيتنا. في كل صباح نستيقظ ونفهم أننا سعداء هنا نعم ، لكن هذا كله لا يعوض البيت الذي عشت فيه”.
ويتابع: “وهكذا نحاول أن ننسجم ، فالخدمات هنا بسيطة وليست بمستوى المدينة، بئرنا مثلا يقع في الشارع، ولكن هذا لايعتبر شيئا مقارنة مع القصف في خاركيف”.
وتحدث يوري عن شكل يومه بعد الغزو الروسي “ولكي نملئ وقتنا بدأنا نساعد الجيران في الحقول المجاورة، وكل يوم نتابع الأخبار وتواصل خوفنا على مدينتنا، حيث بقيت أمي هناك وبقي أصدقائي ونتواصل عن طريق الهاتف يوميًا، لا يوجد تحسن في الوضع بالتأكيد، لكن دائما هناك رغبة شديدة بأن ينتهي كل شيء وأن نعود إلى حياتنا الطبيعة”.
وأردف قائلا: “هنا أنا لست وحدي، هنا توجد العديد من الحالات المشابهة لحالتي فنحن كلنا سوية أنا وعائلتي والعديد من اللاجئين من خاركيف، ولكل منا قصته وحكاياته ومشاكله الخاصة وكلنا دفعنا ثمنًا باهظًا، ولكننا ننتظر بفارغ الصبر أن يحل السلام وأن نعود لبيوتنا ، وأن نرممها ولو بشكل بسيط”.
“وشخصيا أنا أريد العودة للعمل، فيوجد شوق له، حيث أرغب أن أساعد نفسي وأساعد الآخرين، وأن نعيد بناء مدينتنا الجميلة، وليساعدنا الله في مسعانا، أظن أننا سننجح”، يقول المواطن الأوكراني يوري.