موجة حرّ تاريخية تلقي بظلالها على صيام المسلمين وعيدهم في الهند وباكستان
يستعد المسلمون في الهند وباكستان لاستقبال عيد الفطر وسط موجة حرّ غير مسبوقة، جعلت صيام شهر رمضان هذا العام من أصعب الأعوام خلال العقود الأخيرة، خصوصاً وأن انقطاعات الكهرباء المستمرة، فاقمت الوضع الكارثي.
وجاء انقطاع الكهرباء في كل من الهند وباكستان لأسباب منها نقص الفحم بعد تسجيل حرارة مرتفعة بشكل غير عادي في مارس/ آذار وأبريل/ نيسان، ما تسبّب في تزايد الطلب على الطاقة وأدى إلى نقص المخزون.
والأسبوع الماضي، انقطعت الكهرباء عن مدن باكستانية لفترات وصلت إلى ثماني ساعات يوميًا، فيما حصلت بعض المناطق الريفية على الكهرباء لنصف يوم فقط.
وأبلغت مناطق عدة في الدولة التي يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة عن انخفاض في إمدادات المياه سيزداد سوءا حتى هطول الأمطار الموسمية السنوية في يونيو/حزيران، ويوليو/تموز.
وعانت باكستان المجاورة أيضا من حرارة شديدة الخميس ومن المتوقع أن تستمر موجة الحر حتى الأسبوع المقبل وأن تبلغ درجات الحرارة ذروتها عند 48 درجة في أجزاء من ريف السند الأربعاء، وفقا لجمعية الأرصاد الجوية الباكستانية.
واندلعت مئات الحرائق في ولاية هيماشال براديش شمالي الهند، وأتت على غابات صنوبر بما يشمل محيط دارمسالا مسقط رأس دالاي لاما.
وعادة ما تشهد هيماشال براديش تساقط أمطار وبرَد وحتى ثلوج في المرتفعات في هذه الفترة من العام، لكن مناطق عدة لم تسجل تساقط أمطار منذ شهرين ما فاقم وتيرة الحرائق الكبيرة.
أما في مدينة نيودلهي الهندية الكبيرة، فقد وصلت الحرارة إلى 43 درجة مئوية الجمعة. وأفادت السلطات أن العديد من محطات الطاقة “بقي لديها من الفحم أقل مما يكفيها ليوم”.
تضييق واضطهاد يزيد من معاناة مسلمي الهند
وتفاقمت معاناة المسلمين في الهند خلال شهر رمضان مع تصاعد اعتداءات الهندوس والحكومة على مساجدهم وتدمير منازلهم ومتاجرهم.
فمنذ بداية الشهر في الثاني من أبريل/نيسان 2022، ارتفعت وتيرة الاستهداف الهندوسي تجاه المسلمين في الهند بصورة لافتة، واتخذت طابع العداء الديني الطائفي والدعوة لتهجير المسلمين.
وعلى مدار الشهر الكريم، نفذت مجموعات هندوسية متطرفة هجمات مبرمجة ضد مساجد ومنازل ومتاجر المسلمين، وأنشدت “أغاني الزعفران” الهندوسية التي تدعو إلى قتلهم وترحيلهم من البلاد.
وجاء ذلك في محاكاة وتطبيق لقانون للجنسية الذي أصدرته الحكومة عام 2019، وقوض دستور الهند العلماني، عبر سماحه بإقصاء المسلمين المهاجرين من دول مجاورة وإبعادهم.
وكان أخطر هذه الاعتداءات في رمضان، هجوم مجموعة من متطرفي جماعة “آر إس إس” المتشبعين بعقيدة “هندوتفا” الهندوسية العنصرية على أحد المساجد خلال صلاة العشاء والتراويح في 16 أبريل 2022.