فنلندا طلبت رسميًا الانضمام إلى الحلف
- الحلف يقدم الدعم لأوكرانيا لمواجهة روسيا
- مقدونيا الشمالية آخر الدول المنضمة في عام 2020
بعد ما يقرب من 3 أشهر على بدء غزو الروسي لأوكرانيا، باتت موسكو في مواجهة مزدوجة، حيث تتعثر معارك الجيش ضد قوات أوكرانية استبسلت في الدفاع على أراضيها، بينما يأتي التوسع المتوقع لحلف الناتو بمثابة ضربة قاصمة على جبهة أخرى.
والأحد في برلين، حيث التقى وزارء خارجية الحلف، طلبت فنلندا رسميا الحصول على عضوية الناتو، مؤكدة أن الغزو غير المشهد الأمني لأوروبا، وذلك رغم تأكيد الأمين العام للحلف أن “الحرب الروسية في أوكرانيا لن تسير كما خططت موسكو”.
وقال الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ: “يمكن لأوكرانيا الفوز في هذه الحرب”، مشددا على ضرورة استمرار الحلف في تقديم الدعم العسكري لكييف.
وبعد عدة ساعات، وافق الحزب الحاكم في السويد أيضًا على الانضمام إلى الناتو، وهي خطوة قد تؤدي إلى تقديم طلب في غضون أيام.
وسيمثل انضمام دولتين من دول الشمال، غير المنحازة تقليديا (فنلندا والسويد) إلى الحلف إهانة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أشار إلى توسع الناتو بعد الحرب الباردة في أوروبا الشرقية باعتباره تهديدا لروسيا.
فما هو حلف الناتو.. وما هي شروط الانضمام إليه؟
والناتو هو التحالف العسكري، الذي لعب دورا محوريا في نجاح الغرب في الحرب الباردة وتأمين النظام الأوروبي الذي أعقب ذلك. وقد توسع بشكل كبير على مدى العقود، حيث زاد أعضاؤه من 12 دولة في عام 1949 إلى 30 اليوم.
كانت مقدونيا الشمالية آخر الدول المنضمة في عام 2020. والآن تطرق فنلندا، وربما السويد باب الانضمام.
وبحسب تقرير لمجلة “إيكونوميست”، فإن عامل الجذب الأساسي للانضمام للحلف هو المادة 5 من معاهدة واشنطن، الوثيقة التأسيسية لحلف الناتو، التي تحدد وعد الدفاع المتبادل، وتقول “يتفق أعضاء الحلف على أن أي هجوم مسلح ضد واحدة أو أكثر منهم في أوروبا أو أميركا الشمالية يعتبر هجومًا ضدهم الكل”.
وأشار التقرير إلى أن هذا الوعد غالبًا ما يؤخذ على أنه ضمانة للدفاع عسكريًا عن دول الحلف، لكنه في الواقع، يلزم العضو فقط بـ “المساعدة” واتخاذ “الإجراءات التي يراها ضرورية” لاستعادة أو الحفاظ على الأمن في منطقة شمال الأطلسي، وقد يشمل هذا – وقد لا – القوة المسلحة.
شروط الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي
لا يتطلب الناتو من الدول تبني تشريعات معينة في قوانينها المحلية كشرط للانضمام للحلف، على غرار ما يحدث في الاتحاد الأوروبي.
وتؤكد المادة 10 من معاهدة واشنطن أنه يجوز للحلفاء أن يدعوا بالإجماع “أي دولة أوروبية أخرى في وضع يمكنها من تعزيز مبادئ هذه المعاهدة والمساهمة في أمن منطقة شمال الأطلسي”.
وقال التقرير إن الحصول على العضوية هو “إلى حد كبير مسألة تقديرية سياسية، وقبل كل شيء يخضع لرغبة الولايات المتحدة، أكبر مساهم في الحلف والضامن النهائي له، والتي توسع ردعها النووي من خلاله”.
واليونان وتركيا، على الرغم من حكمهما في أوقات مختلفة من قبل المجالس العسكرية، كانا عضوين منذ عام 1952. ولكن مع انضمام إسبانيا ما بعد فرانكو في عام 1982، أصبحت عضوية الناتو أكثر تشابكًا مع التحول الديمقراطي في أوروبا، خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
ولكن في عام 1995، وضع الحلف بعض المعايير لقبول العضويات الجديدة مثل: سياسة “الباب المفتوح” التي يتبعها الناتو، التي بموجبها يقدم الحلف آفاق العضوية لجميع الدول الأوروبية الراغبة والقادرة على الانضمام، بالإضافة إلى بعض المتطلبات الأخرى مثل وجود نظام سياسي ديمقراطي فاعل يعتمد على اقتصاد السوق، والمعاملة العادلة للأقليات، والالتزام بالحل السلمي للنزاعات، والقدرة والاستعداد لتقديم مساهمة عسكرية لحلف الناتو، والسيطرة المدنية على القوات العسكرية.
وبعد انضمام بولندا وهنغاريا وجمهورية التشيك في عام 1999، أطلق الناتو “خطة عمل العضوية” (MAP) لمساعدة الطامحين الآخرين. بالنسبة للعديد من البلدان، أصبحت عضوية الناتو، في الواقع، خطوة نحو عضوية الاتحاد الأوروبي.
ووعد أعضاء الناتو بإنفاق 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، لكن هذا الهدف ليس ملزمًا، ولا يزال معظم الحلفاء يقصرون عن تحقيقه.
خطوات الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي
وأرجعت مجلة “إيكونومست” تراجع توسع الناتو في السنوات الأخيرة إلى سببين هما: الصراعات المتشابكة في غرب البلقان، فقد انضمت مقدونيا الشمالية فقط بعد تسوية نزاع طويل الأمد مع اليونان بشأن اسمها الرسمي، ولا تزال البوسنة والهرسك، التي مزقتها التوترات الداخلية، تنتظر موافقة الحلف على طلبها.
أما الثاني: هو عداء روسيا ورفضها لانضمام جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق إلى هذا الحلف، ولا سيما جورجيا وأوكرانيا.
ويتعين على الأعضاء المحتملين إرسال خطاب نوايا إلى الناتو، وبافتراض موافقته، يتم إجراء محادثات بشأن مجموعة من القضايا السياسية والدفاعية والقانونية والتقنية.
ويضع الناتو بعد ذلك بروتوكولات الانضمام التي يمكن أن يوقعها الوزراء أو السفراء لدى الناتو.
حتى لو أمكن اتخاذ هذه الخطوات الأولية بسرعة، في غضون أسابيع قليلة، تتطلب العضوية تصديق جميع أعضاء الناتو الحاليين، الأمر الذي قد يستغرق شهورًا.
ويتوقع مسؤولو حلف شمال الأطلسي أن العملية بالنسبة لفنلندا والسويد ستكون أسرع بكثير. قال أحدهم: “هذه ليست أوقاتاً عادية”.
وقال ستولتنبرغ إنه واثق من إمكانية تسريع عملية انضمام فنلندا والسويد مع الدول الأعضاء الحالية. وأكد أنه في غضون ذلك، سيزيد التحالف من وجوده في منطقة البلطيق لردع التهديدات الروسية”.
وأضاف ستولتنبرغ: “يدرك جميع الحلفاء الحجم التاريخي لهذه اللحظة”.
ورددت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك هذا الشعور. وقالت “السويد وفنلندا، إذا كنتم على استعداد، فنحن مستعدون”.