تسريبات شرطة شينجيانغ تفضح إدعاءات السلطات الصينية
نشرت وسائل إعلام عالمية سلسلة وثائق، مصدرها قرصنة أجهزة كمبيوتر للشرطة المحلية في إقليم شينجيانغ بالصين، تظهر وحشية تعامل السلطات الصينية مع أقلية الإيغور المسلمة وتعذيب أفرادها.
كما كشفت الوثائق التي تم نشرها على موقع خاص –ملفات شرطة شينجيانغ– وجود آلاف الفتيات المعتقلات والمختفيات قسراً منذ عام 2018، واللواتي لم تتجاوز أعمارهن حينها الـ20 عاماً، وجميعهن لُفقت ضدهن تهم كالإخلال بالنظام العام، والإرهاب، والعنف، فضلاً عن تهم تتعلق بمشاهدة محتويات غير قانونية على الإنترنت.
تقول السلطات إنهن يخضعن لإعادة تأهيل وتثقيف، لكن الملفت بحسب الملفات التي تم تسريبها أن هؤلاء الفتيات نشأن وترعرعن في كنف الحزب الشيوعي الصيني، والنظام الصارم الذي فرضه على أقلية الإيغور المسلمة في إقليم شينجيانغ منذ سنوات، فكيف لهن أن يشكلن خطراً على الدولة الصينية؟ ومالذي يدفع بالسلطات إلى اعتقال فتيات بعضهن قاصرات؟
أسئلة تستدعي التدقيق في هدف السلطات الصينية الرئيسي في إقليم شينجيانغ وهو ما بات يعرف بـ” التعقيم القسري” حيث تخشى منظمات حقوقية من تعرض هؤلاء الفتيات لعمليات التعقيم.
وفي المنطقة الواقعة شمال غرب الصين، تظهر البيانات الرسمية انخفاض نسبة الولادة بمعدل النصف تقريبا بين 2017 و2019، في أكبر تراجع بين جميع الأقاليم والمناطق الصينية في تلك الفترة، والأكبر على مستوى العالم منذ 1950 بحسب تحليل أجراه المعهد الاسترالي للسياسة الاستراتيجية.
ويقول أكاديميون ونشطاء مدافعون عن حقوق الإنسان إن تعزيز سياسات منع الحمل منذ 2017، ومن بينها حصص عشوائية للتعقيم ووضع لولب الرحم، والسجن عقابا لمن يرزق بالعديد من الأطفال، هي من ضمن مسعى متعمّد ومدعوم من الدولة لمنع الولادة بين الأقليات في شينجيانغ.
ويقول أكاديميون ونشطاء مدافعون عن حقوق الإنسان إن تعزيز سياسات منع الحمل منذ 2017، ومن بينها حصص عشوائية للتعقيم ووضع لولب الرحم، والسجن عقابا لمن يرزق بالعديد من الأطفال، هي من ضمن مسعى متعمد ومدعوم من الدولة لمنع الولادة بين الأقليات في شينجيانغ.
تسريبات تتزامن مع زيارة المفوضة الأممية لحقوق الانسان
ووفقا للتقارير الإعلامية، فإن وثائق والآلاف من الصور والخطابات الرسمية قدمت لمحة نادرة عن معسكرات إعادة التعليم ومعاملة أفراد أقلية الإيغور المسلمة والأقليات الأخرى وتشدد الحكم الصيني.
ووفقا لهذه الشهادات، فإن المعلومات تناقض التصاريح الصينية الرسمية التي تقول إن المعسكرات تعد” منشآت تدريب” يتم المشاركة فيها بصورة طواعية.
وتم تسريب “ملفات شرطة شينجيانغ” من قبل مصدر مجهول إلى عالم الانثروبولوجيا الألماني أدريان زينز، الذي يعمل في مؤسسة النصب التذكاري لضحايا الشيوعية في واشنطن.
وبحسب الباحث الألماني فإن الملفات جاءت من أنظمة كمبيوتر في مكتب الأمن العام في مقاطعتي إيلي وكاشغر في منطقة شينجيانغ.
ويضيف تسنتس أن الشخص، الذي لا يريد التعريف بنفسه بسبب دواعي أمنية، زوده بالبيانات دون أي شروط ولا دفع أية أموال. ومن ثم نقلها الباحث الألماني إلى وسائل الإعلام.
سلسلة الوثائق الجديدة تتضمن آلاف الصور وبطاقات هوية، تم عرضها على أنها التقطت في “معسكرات اعتقال” في شينجيانغ، وتظهر وجوه العديد من “الأشخاص المحتجزين” بينهم مراهقون ومسنون.
ويتزامن نشر “ملفات شرطة شينجيانغ” مع زيارة المفوضة الأممية لحقوق الانسان ميشيل باشليت للصين،، حيث تقوم بزيارة الثلاثاء الى منطقة شينجيانغ.