جرائم روسيا في أوكرانيا..شهادات على الأحداث المأساوية
- الصور كشفت حجم المجازر التي ارتكبتها القوات الروسية والشيشانية في بوتشا
- إيفان سكيبيا 43 عاماً أكد اعدام ثمانية من رفاقه في الرابع من مارس الماضي
- القوات الروسية والتي داهمت المنزل وأجبرتهم على خلع ملابسهم
عقب الغزو الروسي لأوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير الماضي ودخول القوات الروسية لمدينة بوتشا الصغيرة والتي لا تبعد سوى 37 كيلو متر شمالي العاصمة كييف، وهذا ما جعلها تشهد عدد من المعارك العنيفة بين القوات الأوكرانية و الروسية فضلاً عن مجازر دموية في أول أسابيع الحرب، ولهذا باتت تعرف باسم “المدينة البطلة” نظراً لمقاومتها المحتلين وعرقلت وصولهم لقلب العاصمة الأوكرانية.
عقب انسحاب القوات الروسية من بوتشا أواخر شهر مارس الماضي، بدأت تظهر الجرائم البشعة و المذابح التي ارتكبت بحق المدنيين الذين لم يحالفهم الحظ بالخروج من المدينة، الصور كشفت حجم المجازر التي ارتكبتها القوات الروسية والشيشانية هناك، جثث ملقاة في كل مكان واعدامات جماعية للمدنيين.
يروي الناجي الوحيد إيفان سكيبيا 43 عاماً لقناة 1+1 الأوكرانية كيف تم اعدام ثمانية من رفاقه في الرابع من شهر مارس الماضي، بينما كانو مختبئين في أحد المنازل بالمدينة بعد دخول القوات الروسية والتي داهمت المنزل وأجبرتهم على خلع ملابسهم في فناء المنزل للبحث عن الأوشمة على أجسادهم، ويقول: “يصرخون .. من أنتم؟ أتباع بانديرا؟” ثم اعدموا الشخص الأول على الفور لترهيب باقي المجموعة “.
لم يحتمل أحد أفراد المجموعة وقرر الحديث عن قيامهم بالوقوف على أحد الحواجز قبل دخول القوات الروسية للمدينة، تم اطلاق سراحه فوراً فيما تعرض الآخرين للتعذيب. يقول ايفان:”على ركبتي وبمواجهة الحائط تم ضربي و وضع دلو معدني على رأسي وأنا مكبل اليدين مما أدى لسقوط عدد من أسناني”.
وأضاف إيفان:” لقد تم التحقيق معنا لمدة ساعة بهدف التسلية وقرروا قتلنا، كانوا يتحدثون فيما بينهم .. ماذا سنفعل بهم؟ وبكلمات بذيئة.. سنسحقهم، ولكن في مكان آخر وبعدها تم اطلاق النار علينا من أحد الرشاشات الآلية مع اللعنة أنتم أتباع بانديرا”.
مع بداية إطلاق النار أصابت رصاصة ظهر إيفان وسقط أرضاً، تظاهر بالموت ولم يحرك ساكناً ثم حبس أنفاسه لكي لا تخرج من فمه على شكل بخار بسبب تدني درجات الحرارة في المكان، وبدأ الجنود الروس بالتحقق من مقتل الأشخاص التسعة قبل أن يغادروا المكان.
اختفت أصوات الرصاص وابتعدت خطوات أقدام القوات الروسية عن المكان، أيقن بأنه نجى بأعجوبة ثم همّ ايفان بالهروب مصاباً لمكان قريب داخل أحد البيوت المنهوبة، لكن هذه المرة حضرت كتيبة روسية وقامت بنقله لملجئ تحت الأرض مع عدد من المدنيين لبضعة أيام، ومن ثم عاد لزوجته وأطفاله الذين كانوا في ملجئ تحت الأرض.
ونشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية الشهرالماضي مقطع الفيديو والذي يظهر عدد من المواطنين يمسكون ببعضهم بيد ويدهم الأخرى على الرأس ويتم اقتيادهم في أحد شوارع بوتشا قبل اعدامهم لاحقاً والعثور على جثثهم.
اتهمت السلطات الأوكرانية روسيا بالوقوف وراء هذه الجرائم، ولكن موسكو ردت بأن هذه الصور مفبركة وهي نتيجة أوامر الولايات المتحدة، والهدف منها هو تشويه سمعة روسيا فيما أدانت الدول الغربية ما قامت به القوات الروسية من جرائم و دعت لمزيد من العقوبات على روسيا.