أوديسا.. ضربات صاروخية روسية تخلف 21 قتيلاً
- قُتل 21 شخصا الجمعة في ضربات استهدفت مباني في منطقة أوديسا في جنوب أوكرانيا
- طائرات توبوليف من طراز تو-22 أطلقت من فوق البحر الأسود صواريخ “كيه اتش 22”
- أتى الهجوم الصاروخي بعدما وعد حلف شمال الأطلسي (ناتو) أوكرانيا بدعم ثابت
قُتل 21 شخصا الجمعة في ضربات استهدفت مباني في منطقة أوديسا في جنوب أوكرانيا نفّذتها ليلا قاذفات استراتيجية، في هجوم وصفه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه “ترهيب”.
وأعلنت قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الأوكراني أن طائرات توبوليف من طراز تو-22، وهي قاذفات استراتيجية تعود لحقبة الحرب الباردة ومصمّمة لحمل شحنات نووية، أطلقت من فوق البحر الأسود صواريخ “كيه اتش 22″ استهدفت مبنى سكنيا وأبنية سياحية.
وبحسب حصيلة جديدة أوردتها أجهزة الإغاثة على تلغرام مرفقة بصور لمبنى مدمّر بغالبيته أوقعت الضربة التي استهدفت المبنى السكني 16 قتيلا و38 جريحا بينهم ستة أطفال، فيما أوقعت الضربة التي استهدفت المجمّع السياحي خمسة قتلى بينهم طفل، وجريحا واحدا.
وكانت الحصيلة السابقة تشير إلى مقتل 19 شخصا.
والمبنى المؤلف من تسع طبقات يقع في منطقة بيلغورود-دنييستر” التي تبعد حوالي 80 كيلومترا نحو مدينة أوديسا، وفق المتحدث باسم السلطات المحلية سيرغي براتشوك.
ترهيب روسي
وقال الرئيس الأوكراني لدى استقباله رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستور “إنها ضربة محددة الهدف ومتعمدة من جانب روسيا، لنكن صريحين إنه ترهيب روسي ضد مدننا وقرانا وضد شعبنا من بالغين وأطفال”.
من جهته أطلق وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا تغريدة جاء فيها “أدعو شركاءنا لإمداد أوكرانيا بمنظومات دفاعية مضادة للصواريخ باسرع وقت ممكن. ساعدونا في إنقاذ الأرواح”، واصفا روسيا بأنها “دولة إرهابية”.
وردا على سؤال حول الضربات شدّد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف على أن “القوات المسلّحة الروسية لا تستهدف منشآت مدنية” في أوكرانيا.
في برلين دانت الحكومة الألمانية الهجوم، وقال المتحدث باسمها شتيفن هيبشترايت إن “الجانب الروسي الذي يتحدث مرة جديدة عن أضرار جانبية لا إنساني ووقح”.
وتابع المتحدث الألماني “يظهر لنا هذا الأمر مرة جديدة وبصورة وحشية أن المعتدي الروسي يقبل عمدا موت المدنيين” داعيا “الشعب الروسي إلى مواجهة هذه الحقيقة في النهاية”.
وصواريخ “كيه اتش 22” التي استخدمت الجمعة في الضربات بحسب العسكريين الأوكرانيين هي صواريخ كروز سوفياتية مضادة للسفن تعود لحقبة الحرب الباردة ومصممة لضرب المجموعة البحرية المرافقة لحاملات الطائرات.
وبحسب الجيش الأوكراني هذا النوع من الصواريخ هو نفسه الذي استخدم في قصف مركز تجاري الإثنين في وضح النهار في كريمنتشوك، في وسط أوكرانيا على بعد 200 كلم من الجبهة، ما أوقع 19 قتيلا على الأقل وفق آخر حصيلة.
والجمعة أورد حاكم منطقة ميكولايف فيتالي كيم أن القوات الروسية أطلقت 12 صاروخا على هذه المنطقة الواقعة في جنوب أوكرانيا، من دون أن يعطي حصيلة للخسائر البشرية أو المادية.
أتى الهجوم الصاروخي بعدما وعد حلف شمال الأطلسي (ناتو) أوكرانيا بدعم ثابت في ختام قمته في مدريد الخميس.
10 مليارات كرونة
أعلنت الجمعة النرويج مساعدة لأوكرانيا بعشرة مليارات كرونة (نحو مليار يورو)، خصوصا للأسلحة.
وأكدت موسكو على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف أن “الواقع أن الستار الحديدي يرتسم” مستعيدا العبارة الشهيرة التي ولدت مع الحرب الباردة وتلاشى استخدامها مع سقوط جدار برلين في 1989.
أتى كلام لافروف ردا على خارطة الطريق الاستراتيجية التي أقرها الناتو واعتبرت روسيا “التهديد المباشر الأكبر على أمن الحلفاء” فيما ندد الحلف بمحاولات موسكو وبكين توحيد جهودهما “لزعزعة استقرار النظام العالمي”.
ورحبت اوكرانيا الخميس بانسحاب القوات الروسية من جزيرة الثعبان التي هيمنت عليها في ساعات الهجوم الأولى في انتصار له دلالات رمزية كبيرة لكييف.
وقالت موسكو إنها سحبت قواتها في “بادرة حسن نية” بعدما حققت أهدافها ولتسهيل صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.
تقع الجزيرة جنوب غرب أوديسا التي تضم أكبر مرفأ أوكراني تتكدس فيه ملايين الأطنان من الحبوب قبالة مصب نهر الدانوب.
إلا أن رواية الجيش الأوكراني مختلفة تماما. فهو يعتبر أن الجيش الروسي غادر الجزيرة لأنه “بات عاجزا عن مقاومة نيران مدفعيتنا وصواريخنا وضرباتنا الجوية”.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيليسكي مساء الخميس “جزيرة الثعبان نقطة استراتيجية وما حصل يغير بشكل كبير الوضع في البحر الأسود”.
في المقابل أقر زيلينسكي بأن الوضع يبقى “صعبا للغاية” في مدينة ليسيتشانسك الواقعة في حوض دونباس الصناعي في شرق أوكرانيا حيث يتركز الجزء الأكبر من المعارك.
والجمعة أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن “القوات (الروسية) أصبحت عند مشارف ليسيتشانسك. الجيش الأوكراني يتكبّد خسائر فادحة”.
وعلى تلغرام أعلن حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي أن “الإجلاء من ليسيتشانسك متعذّر في الوقت الراهن” لأن الروس “يحاولون تطويق جيشنا من جهتي الجنوب والغرب” قرب المدينة.