ما أسباب استقالة بوريس جونسون من منصبه؟
أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون استقالته من منصبه كرئيس تنفيذي لحزب المحافظين بعد ثلاث سنوات مضطربة خرجت خلالها بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وعانت من جائحة فيروس كورونا وفضائح عدة.
وتولى بوريس جونسون السلطة صيف 2019 بعد فوز كبير في الانتخابات، لكن الرجل الذي أضعفت الفضائح مصداقيته، اضطر لإعلان استقالته من قيادة حزب المحافظين مع بقائه على رأس الحكومة حتى اختيار خليفة له.
وفي شهر يوليو من عام 2019، انتخب جونسون زعيمًا لحزب المحافظين بعد فوز ساحق في مواجهة وزير الخارجية جيريمي هانت. وفي اليوم التالي عينته الملكة إليزابيث الثانية رئيسًا للوزراء.
وفي شهر ديسمبر من عام 2019، فاز جونسون الذي يتمتع بشعبية هائلة في بأغلبية تاريخية للمحافظين في مجلس العموم في انتخابات تشريعية مبكرة.
الانتقادات والفضائح تلاحق حكومة جونسون
وواجه جونسون انتقادات حادة منذ بداية وباء كورونا بسبب إدارته للأزمة، واتهم خصوصًا بأنه كان بطيئًا في الرد.
وفي بداية شهر ديسمبر الماضي، بدأت تتراكم المعلومات عن حفلات نظمتها السلطة بشكل مخالف للقانون خلال تطبيق إجراءات الحجر الصحي. ودان البريطانيون سياسة الكيل بمكيالين بينما كان رئيس الوزراء قد أعلن للتو تشديد القيود في البلاد.
وفي 12 من أبريل الماضي، أعلن جونسون أن الشرطة فرضت عليه غرامة لمخالفته القانون، لمشاركته في حفلة عيد ميلاد في يونيو 2020 في مقر رئاسة الحكومة.
وأضرت الفضيحة بشعبية رئيس الوزراء، وعبّر البريطانيون الذين خنقهم التضخم، عن شعورهم هذا بإلحاق هزيمة بالمحافظين في الانتخابات المحلية في الخامس من مايو الماضي.
ونجا بوريس جونسون من تصويت بحجب الثقة في السادس من يونيو من أعضاء حزبه المحافظ دعا إليه غاضبون من “فضيحة الحفلات“.
وأضيفت إلى فضيحة الحفلات سلسلة من الفضائح الجنسية تورّط فيها المحافظون، خصوصًا قضية نائب يشتبه بارتكابه اغتصابًا، وتم توقيفه ثم أُفرِجَ عنه بكفالة في منتصف مايو، وبرلماني حُكِمَ عليه في مايو بالسجن 18 شهرا لاعتدائه جنسيًا على مرافق.
وفي الخامس من يوليو، اعتذر جونسون واعترف ”بالخطأ“ عند تعيينه في فبراير في حكومته كريس بينشر، المسؤول عن الانضباط البرلماني للنواب المحافظين عندما تم إبلاغه باتهامات ذات طبيعة جنسية.
وفي اليوم نفسه، استقال وزيران رفيعا المستوى بعدما سئما من الفضائح. وتبعهم خلال ساعات سيل من الاستقالات داخل الحكومة.
وفي السابع من يوليو استقال جونسون من منصبه كقائد لحزب المحافظين على أن يبقى في منصب رئيس الوزراء حتى انتخاب بديل له.