الشباب ركّزت في الإصدار الأخير على “الإرهاب المعنوي”
- قيادة الجماعة تحاول الحفاظ على التماسك الداخلي
- الجماعة تعترف “بوجود حالات اختلاس مالي داخلها”
بثت مؤسسة الكتائب للإنتاج الإعلامي، الذراع الدعائي لجماعة الشباب الصومالية، إصدارًا مرئيًا جديدًا بعنوان “التذاكر الجياد لأهل الجهاد”، وذلك ضمن سلسلة دعائية تحمل اسم “من ثغور العز”، أطلقتها المؤسسة قبل أشهر ونشرت منها حتى الآن 8 حلقات، وتُسلط تلك السلسلة الضوء على الهجمات الإرهابية التي ينفذها مسلحي الجماعة في الصومال ومنطقة القرن الإفريقي.
وأظهر الإصدار لقطات لهجمات شنها عناصر الجماعة في عدد من الأقاليم والمناطق الصومالية أبرزها: شبيلي السفلى (جنوب البلاد)، وشبيلى الوسطى (جنوب شرق)، وبوصاصو (شمال شرق)، وجلجدود (وسط)، وبلدوين (وسط)، جدو (غرب)، بالإضافة لمناطق الحدود الصومالية- الكينية، وفي مقدمتها منطقة لامو (على الساحل الشمالي الكيني).
وركز الإصدار على إبراز مشاهد العمليات الإرهابية وتصوير جثث الضحايا، كنوع من الإرهاب المعنوي الذي تحاول الجماعة ممارسته ضد القوات الحكومية وحلفائها، بيد أن الجماعة اعترفت، ضمنيًا، أن الهجمات التي تنفذها لا تطال القوات الحكومية فحسب، بل تُصيب المدنيين أيضًا، داعيةً مسلحيها لتوخي الحذر في استعمال السلاح حتى لا يسقط ضحايا مدنيين في المناطق التي تنشط بها، على حد تعبيرها.
وتُبين الرسائل الدعائية التي احتواها الإصدار تخوف جماعة الشباب الصومالية من فقدان تأييد السكان المحليين في المناطق التي تنشط بها، خاصةً في ظل مقتل وإصابة المئات من المدنيين في هجمات تشنها الجماعة، كما تحاول الجماعة استعطاف المدنيين واستقطاب مسلحين جدد من صفوفهم لتعويض الخسائر البشرية التي تتلقاها خلال الحملات التي تقوم بها القوات الحكومية، المدعومة من الولايات المتحدة، والقوات الإفريقية في البلاد.
الإصدار طالب مسلحي الجماعة بـ”السمع والطاعة” وعدم الخروج على أوامر القيادة
وتضمن الإصدار أيضًا العديد من الرسائل الضمنية التي وجهتها قيادة الجماعة لمسلحيها، إذ دعا جميع مسلحي الجماعة لـ”السمع والطاعة” وعدم الخروج على أوامر القيادة أو ربط الاستجابة للأوامر بالعطاءات التي تمنحها لمسلحيها، وهو ما يكشف تخوف الجماعة من حدوث حالات تمرد أو انشقاق في صفوفها، كما يشير إلى أن قيادة “الشباب” تشتري ولاء مسلحيها بالعطايا المالية.
ويبدو أن قيادة الجماعة تحاول الحفاظ على التماسك الداخلي لها، وقمع أي خلافات داخلها وذلك بدعوة مسلحيها للكف عن الحديث في حق بعضهم البعض وعدم استعمال السلاح في تهديد بعضهم،
كما دعت جماعة الشباب مسلحيها إلى عدم أخذ أموال الجماعة أو سلب أموال المدنيين دون وجه حق، بحسب ما جاء في الإصدار.
وتمثل تلك الدعوة اعترافًا من الجماعة بوجود حالات اختلاس مالي داخلها، فضلًا عن اعترافها بأن بعض مسلحيها يقومون بأخذ أموال السكان المحليين دون وجه حق.
ومع أن إصدار “التذاكر الجياد لأهل الجهاد” لم يتضمن أي إشارة صريحة لتنظيم القاعدة إلا أنه تضمن عدد من الأناشيد الصوتية التي أصدرها التنظيم وخُتم بالشعار الدعائي الذي تستخدمه مؤسسات القاعدة الرسمية: “قادمون يا أقصى”، وهو ما يلمح إلى أن الجماعة ما زالت ملتزمة بولائها الاسمي للتنظيم، رغم أن استراتيجتها الحالية تركز على الجهاد المحلي (القُطري) بشكل كامل، وهو ما يتناقض مع نهج “الجهاد المعولم” الذي يتبعه “القاعدة“.