تقرير صادر عن مجلس الأمن: طالبان لن تقبل وجود سيف العدل على أراضيها
- وجود علاقات مباشرة بين تنظيم القاعدة وجماعة طالبان
- القاعدة تُقدم دعمًا استشاريًا لقيادة جماعة طالبان
كشف تقرير جديد صادر عن فريق الدعم التحليلي التابع للجنة الجزاءات المعنية بمتابعة ملفي داعش والقاعدة بمجلس الأمن الدولي أن جماعة طالبان الأفغانية لا تزال تُحافظ على علاقتها الوثيقة بتنظيم القاعدة، مضيفًا أن زعيم التنظيم أيمن الظواهري كثف، مؤخرًا، من نشاطه الدعائي وذلك للإيحاء بأن “القاعدة” يتعافى ويسعى للعودة إلى قيادة جماعة الجهاد العالمي.
وتؤكد المعلومات التي أوردها تقرير مجلس الأمن الدولي وجود علاقات مباشرة بين تنظيم القاعدة وجماعة طالبان، وأن تنظيم القاعدة وقيادته بايعوا قيادة جماعة طالبان ممثلة في الملا هبة الله آخوند زاده، أمير طالبان الحالي رغم أن الأخيرة نفت أكثر من مناسبة وجود أي روابط بينها وبين التنظيم.
ووفقًا للتقرير فإن قيادة القاعدة تُقدم دعمًا استشاريًا لقيادة جماعة طالبان، كما أن التنظيم يعزز وجوده في البلاد، منذ سيطرة جماعة طالبان على مقاليد الحكم في البلاد أواخر أغسطس/ آب 2021، مضيفًا أن التنظيم يحظى بوجود في جنوب وشرق أفغانستان، كما أن أعضاء أساسين (فاعلين) بالتنظيم انتقلوا إلى غرب أفغانستان وتحديدًا إلى ولايتي فراه، وهيرات.
ويتمتع أعضاء التنظيم بحرية الجماعة في أفغانستان تحت حكم جماعة طالبان، كما أن التنظيم يركز حاليًا على إعادة بناء نفسه وزيادة موارده وتحسين اتصاله بشبكاته الأخرى، لكنه لا زال عاجزًا على شن هجمات خارج أفغانستان بسبب عدم امتلاكه للقدرات اللازمة لذلك، ورغبته في عدم فضح العلاقة بينه وبين طالبان أو إحراج الجماعة أمام العالم، كما يقول التقرير.
وعلى صعيد متصل، ذكر تقرير مجلس الأمن الدولي أن مقاتلي القاعدة في شبه القارة الهندية يحظون بموطأ قدم في أفغانستان، ويتراوح عددهم ما بين 180: 400 مقاتل ينحدرون من دول الهند، وباكستان، وميانمار، وبنجلاديش، ويقاتلون في صفوف جماعة طالبان، لكنهم لا زالوا عاجزين عن شن هجمات بشكل منفرد.
أيمن الظواهري زاد من نشر خطاباته الإعلامية لأنصاره
ولفت تقرير مجلس الأمن الدولي أن أيمن الظواهري زاد من نشر خطاباته الإعلامية لأنصاره الذين غازلهم بفكرة أن القاعدة ستعود لقيادة الجهاد العالمي. لكن من الواضح أن أحاديث الظواهري لا تعدو كونها “فرقعة إعلامية” هدفها تسليط الضوء على تنظيمه الذي يُعاني من أزمة كبيرة في ظل الفشل والانتكاسات المتكررة التي يعانيها.
وذكر التقرير أن القاعدة لا يزال يواجه مشكلة في “خلافة أيمن الظواهري” أي في من سيتولى إمارة التنظيم حال قُتل “الظواهري” أو تُوفي، مبينًا أن لجنة قيادة التنظيم الحالية تُسمى بـ”لجنة حطين”، وتضم سيف العدل، وعبد الرحمن المغربي (صهر أيمن الظواهري، والمشرف على مؤسسة السحاب الدعائية) وكلهما موجودين في إيران، بجانب يزيد مبراك (أبو يوسف العنابي، أمير فرع المغرب الإسلامي)، وأحمد ديري أمير جماعة الشباب الصومالية.
في حين أشار تقرير آخر صادر عن مجلس الأمن في مايو/ آيار الماضي إلى سيف العدل محمد صلاح عبد الحليم زيدان باعتباره مرشحًا ليكون بديلًا لأيمن الظواهري، مردفًا أن سيف العدل يقيم في إيران ولن تقبل جماعة طالبان بوجوده على أرضها لأنها تخشى إثارة غضب المجتمع الدولي.
وتحدث التقرير أيضًا عن وجود مجموعة من قيادات القاعدة البارزين في مناطق أفغانية مختلفة، قائلة إن من بينهم جهادي مصري بارز يدعى عبد الحكيم المصري، فضلًا عن أبو إخلاص المصري، وهو جهادي مصري كان مسؤولًا عن مقاتلي القاعدة في ولاية كونر الأفغانية، ويُعتقد أنه تم إطلاق سراحه، خلال حملة طالبان للسيطرة على كابل عام 2021.
ويبدو أن الحديث عن خلفاء لأيمن الظواهري مرتبط بغيابه عن المشهد وعدم متابعته لما يجري في داخل التنظيم، رغم وجوده على قيد الحياة في مكان ما على الحدود الأفغانية- الباكستانية، حسبما ينص تقرير مجلس الأمن الصادر في مايو الماضي.
وعلى صعيد متصل، أوضح تقرير مجلس الأمن الدولي أن فرع القاعدة في شبه الجزيرة العربية (قاعدة اليمن) تلقى خسائر كبيرة، خاصةً على مستوى القيادة، بعد مقتل قادته العسكريين البارزين كصالح بن سالم عبيد عبولان “أبو عمير الحضرمي”، المسؤول العسكري السابق للتنظيم، مشيرًا إلى أن التنظيم لا زال له بعض الخلايا في محافظات مأرب، وأبين، وشبوة، ويعتمد على عمليات السرق والنهب، والخطف والفدية لتمويل نفسه، وتمويل العمليات الإرهابية.