تراس وسوناك.. تسابق في التشدد حيال الصين
- يضم الكومنولث اقتصادات أساسية في آسيا والمحيط الهادئ
- تتضمن مقترحات سوناك إغلاق جميع معاهد كونفوشيوس
انضمت ليز تراس المرشحة الأوفر حظا لرئاسة الحكومة البريطانية، إلى منافسها ريشي سوناك في التعهد باتباع خط متشدد حيال بكين، وذلك من خلال حشد دول الكومنولث “المحبة للحرية” للوقوف معا في وجه العملاق الصيني.
واعتبرت تراس بمناسبة افتتاح دورة ألعاب الكومنولث في مدينة برمنغهام أن نادي المستعمرات البريطانية السابقة كان “حصنا حيويا” ضد القوة الآسيوية الصاعدة.
ويضم الكومنولث اقتصادات أساسية في آسيا والمحيط الهادئ مثل أستراليا والهند، وهما على خلاف متفاوت مع الصين.
وتنضوي أستراليا والهند إلى جانب الولايات المتحدة واليابان في تكتل “كواد” الرباعي الذي حذر الصين من اللجوء إلى القوة العسكرية في تايوان في ظل الغزو الروسي لأوكرانيا.
واعتبرت تراس أن الكومنولث الذي يضم 54 دولة سيحتل مركز الصدارة في مرحلة “بريطانيا العالمية”، وذلك بعد إبرام لندن اتفاقية تجارية مع أستراليا والسعي لاتفاق أوسع مع التكتل التجاري في المحيط الهادئ.
وقالت “كواحدة من أكبر مجموعات الديموقراطيات المحبة للحرية، يجب أن نضمن وجود فوائد واضحة للبقاء في عضوية الكومنولث، وأن نقدم للدول بديلا واضحا عن النفوذ الخبيث المتنامي لبكين”.
وأضافت “إن إعطاء الأولوية للتجارة مع بلدان الكومنولث سيعزز العلاقات الاقتصادية والأمنية وأيضا الفرص أمام الشركات البريطانية لدخول أحد أكبر التكتلات الاقتصادية في العالم”.
وكان سوناك وتراس في سعيهما لخلافة بوريس جونسون قد اتهما بعضهما البعض بالتعامل بليونة مع الصين، وانجرفا إلى مشادات نادرة حول السياسة الخارجية خلال مناقشتهما الأزمة الاقتصادية في الداخل.
ووصف وزير المالية السابق سوناك الأحد الصين بأنها “التهديد الأول” للأمن المحلي والعالمي، معددا سلسلة من الخطوات يجب اتخاذها لكبح نفوذها المتنامي بسرعة.
وتتضمن مقترحات سوناك إغلاق جميع معاهد كونفوشيوس الثلاثين في بريطانيا، ومنع انتشار القوة الناعمة للقيم الصينية من خلال برامج الثقافة واللغة.
وقالت الخارجية الصينية ردا على ذلك إنه يجب على السياسيين البريطانيين عدم “اقحام الصين في كل منعطف والإدلاء بتعليقات غير مسؤولة مثل ما يسمى نظرية “التهديد الصيني”، وهو ما لن يحل مشاكلهم”.
أما بالنسبة لمنتقدي تراس وسوناك، فإن كلا المرشحين يتجاهلان الفوائد الاقتصادية المحتملة القريبة من الوطن ويتبنيان رؤية متشددة لبريكست.
واتهمت ليلى موران المتحدثة باسم حزب الديموقراطيين الأحرار المعارض تراس بـ”إعادة تسخين وعود قديمة”.
وقالت “وزيرة الخارجية تراس ساعدت في الإشراف على خفض وحشي للمساعدات لحلفائنا في الكومنولث، ما دفع بالشعوب اليائسة إلى الفقر”، مضيفة أن “هذا يظهر أن كل الكلام عن بريطانيا العالمية هو مجرد كلمات فارغة”.
وتتقدم تراس على سوناك في استطلاعات الرأي لأعضاء حزب المحافظين الذين سيقررون هوية زعيمهم المقبل في الخامس من أيلول/سبتمبر، بعد أن أجبر تمرد وزاري جونسون على التنحي.