بمناسبة اليوم العالمي للسكان الأصليين غواراني يعودون إلى أرضهم
- شعب مبيا غواراني يقرر العودة إلى ثقافته الأصلية بعد أكثر من قرن ونصف
- الأمم المتحدة تكشف أن 86 في المئة من السكان الأصليين يشتغلون في الاقتصاد غير الرسمي
بعد نحو 150 عاما، قررت مجموعة من السكان الأصليين، شعب مبيا غواراني أن تعود إلى العيش بطريقة حياة أجدادهم وسط غابة غلى جانب نهر.
يحمل فاندرليه ويراكسونو، وهو زعيم من مبيا غواراني، منجلاً وهاتفاً، ويتجول في الأرض التي ستقيم فيها جماعته قريتها الجديدة.
وتخطط المجموعة الاستقرار في مساحة شاسعة من الغابات المدارية المطيرة في شمال ريو دي جانيرو، حيث سيتمكنون أخيراً من الوصول إلى المياه والأراضي الصالحة للزراعة.
ويراكسونو هو واحد من نحو 50 فرداً من شعب مبيا غواراني الذين قرروا تأسيس قرية جديدة وسط أول محمية طبيعية بلدية في البرازيل، حيث يخططون للعيش وفقاً لأسلوب حياتهم الموروث عن أجدادهم.
ومن المفترض أن يحسّن هذا المشروع حياة أفراد المجتمع الأصلي الذين كانوا يعيشون في مكان لا تصله مياه الشرب في مقاطعة ماريكا بولاية ريو دي جانيرو.
انتقل مجتمع مبيا غواراني الذي يتحدر أفراده من مناطق مختلفة من البرازيل، إلى ماريكا قبل عقد، وأسس قرية سو أزول، أو السماء الزرقاء في لغة الغواراني، على قطعة أرض تبرع بها رجل أعمال.
لكن الأرض التي كانت مزرعة بن في السابق، متدهورة جداً بحيث لا يمكن زراعة المحاصيل فيها كما أنها محرومة من المياه التي يحصل عليها السكان فقط من خلال صهاريج ترسلها إليهم الحكومة البلدية.
ويقول ويراكسونو “كان هناك نهر يمر عبرها قبل 150 عاماً، لكن المالك السابق حوّلها إلى مزرعة بن، وذلك أدى إلى تدميرها. قطعوا الأشجار، مما تسبب في جفاف النهر”.
تعتبر أميركا الجنوبية موطناً لما يقدر بـ280 ألفاً من مجتمع غواراني مقسمين إلى مجموعات فرعية بمن فيهم مبيا.
لديهم تاريخ طويل من النزاعات مع المزارعين الذين لا ينتمون إلى شعوب أصلية، والذين أجبروهم في كثير من الأحيان على ترك أراضي أجدادهم.
بعد سنوات من المفاوضات مع الحكومة، يفترض أن تنتقل جماعة ويراكسونو في الأشهر المقبلة إلى قطعة أرض مساحتها 50 هكتاراً من الأراضي العامة تبعد عن أرضهم الحالية 35 كيلومتراً، تبرعت بها البلدية.
ويوضح ويراكسونو “سيكون لدينا المزيد من الموارد وسنكون قادرين على زراعة (المنيهوت والبطاطا الحلوة) وجمع الأعشاب الطبية”.
وهم يخططون أيضاً لإعادة المحاصيل المحلية مثل ذرة الغواراني التي يعتبرونها مقدسة، وكذلك الخيزران المستخدم للحرف اليدوية التي تشكل مصدراً مهماً لدخل المجتمع.
وتقول ماريا هيلينا جاكسوكا وهي زعيمة أصلية: “حتى الآن، كان علينا إحضار الخيزران من أماكن أخرى لصنع السلال التقليدية”.
وتعهدت الحكومة المحلية توفير منازل ومدرسة والرعاية الصحية ومركز ثقافي للقرية الجديدة، بالإضافة إلى الملكية الرسمية للأرض.
ويشير ويراكسونو إلى أن ذلك “سيسمح لنا بالحفاظ على الطبيعة، وعلى ثقافتنا وأسلوب حياتنا”، مضيفاً “الغواراني وجميع الشعوب الأصلية هم حراس الطبيعة التي تمنحنا الحياة”.
ويتزامن رحيل مجموعة من شعب الغواراني إلى موطنهم الأصلي الذي هجّروا منه قبل ما يزيد عن قرن ونصف، مع إحياء اليوم العالمي للسكان الأصليين.
وأقرت منظمة الأمم المتحدة التاسع من أغسطس من كل عام يوما دوليا للإحتفال بالسكان الأصليين.
وتكشف تقارير الأمم المتحدة أنه على الصعيد العالمي، لا يحصل 47% من جميع السكان الأصليين العاملين على تعليم، مقارنة بنسبة 17% من نظرائهم من غير السكان الأصليين. وهذه الفجوة هي أوسع بين النساء.
ويعمل أكثر من 86% من السكان الأصليين على مستوى العالم في الاقتصاد غير الرسمي، مقارنة بـ 66% لنظرائهم من غير السكان الأصليين.