الصين تعتبر تايوان جزءًا من أراضيها
- بريطانيا: السلوك العدواني الصيني يهدد السلام
- سيناريو محتمل للحرب الصينية على تايوان
في الوقت الذي تَظهرُ فيه بوادرَ أزمةٍ جديدة بين بريطانيا والصين على خليفة استفزازات الأخيرة بشأن تايوان. تتجه الأنظارُ صوب بكين ترقبا لقرار قد يُعقد من الأزمة العالمية.
السفارة الصينية في لندن نددت بما وصفته بالتصريحات البريطانية “غير المسؤولة” بعد أن استدعت وزيرةُ الخارجية البريطانية ليز تراس السفير الصيني ليقدم تبريرا لتصرفات بكين تجاه تايوان.
تراس قالت إن السلوك العُدواني المتزايد للصين في أعقاب زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي لتايوان يهدد السلام والاستقرار في المنطقة المحيطة بتايوان.
وتسببت زيارة بيلوسي لتايوان في إعلان بكين إجراء تدريبات عسكرية غير مسبوقة بالقرب من الجزيرة، التي تتمتع بالحكم الذاتي وتقول الصين إنها جزء من أراضيها.
وفي المقابل ترفض تايوان مزاعم الصين بالسيادة عليها وتقول إن سكان الجزيرة هم من لهم حق تقرير مستقبلها وتتعهد بالدفاع عن ديمقراطيتها.
الصين قالت في تقريرين سابقين بشأن تايوان، صدرا عامي 1993 و2000، إنها “لن ترسل قوات أو موظفين إداريين إلى تايوان” بعد تحقيق الوحدة.
وفي التقرير الذي صدر عام 2000 هناك بند يقول إنه “يمكن التفاوض على أي شيء” طالما تقبل تايوان أن هناك صينا واحدة فقط ولا تسعى إلى الاستقلال، وهو ما لم يأت ذكره في التقرير الأخير، الذي نُشر مؤخرا تحت عنوان “قضية تايوان وإعادة توحيد الصين في العصر الجديد”، وأظهر أن الصين سحبت تعهدها بعدم إرسال قوات أو إداريين إلى تايوان بعد استعادتها.
الشيء المؤكد هو أن غزوا صينيا لتايوان سيكون مدمرا بنفس القدر، إن لم يكن أكبر، من الدمار الذي تسبب به الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأظهرت لعبة محاكاة حربية قادها خبراء في مركز أبحاث بواشنطن مدى القدرة التدميرية الهائلة التي سيثيرها الغزو – في حال حصوله – لكنها أظهرت أيضا إن الدفاع عن الجزيرة، في حال اشتركت الولايات المتحدة، هو أمر ممكن، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية.
سيناريو محتمل للحرب الصينية على تايوان
ويفترض سيناريو لعبة الحرب أن الصين قررت مهاجمة تايوان وأن الولايات المتحدة – التي لديها رسميا سياسة “الغموض الاستراتيجي” حول ما إذا كانت ستدافع عن الجزيرة عسكريا – تأتي لمساعدة تايبيه. لم تتضمن اللعبة الدور المحتمل للأسلحة النووية.
وفي الأسابيع الثلاثة الأولى بعد غزو تايوان، وفقا للسيناريو التخيلي – ستغرق الصين حاملتي طائرات أميركيتين، وتهاجم قواعد أميركية في جميع أنحاء اليابان وغوام، وتدمر مئات المقاتلات النفاثة الأميركية المتقدمة.
كن وضع الصين كان أسوأ، فقد دمر أسطولها البرمائي بسبب هجمات الصواريخ والغواصات الأميركية واليابانية التي لا هوادة فيها، ولم تستطع إعادة إمداد قواتها الخاصة التي أنزلت لتايوان، بينما كانت العاصمة تايبيه آمنة في أيدي التايوانيين.
ووفق سيناريو اللعبة المفترض التي صممها المركز، فإن الجيش الصيني سيطلق صواريخ باليستية على قواعد جوية أميركية في اليابان، ومجموعة ضاربة من حاملات الطائرات في المحيط الهادئ، مما أدى إلى تدمير عدة أسراب من المقاتلات النفاثة، وإغراق حاملة الطائرات وغيرها من السفن الأميركية، وهي تنشر خط اعتصام دفاعي من السفن السطحية على الساحل الشرقي لتايوان وتقصف البنية التحتية للجزيرة للتدخل في حركة القوات البرية في تايوان.
وأخيرا، تنزل الصين 22 ألف جندي على الساحل الجنوبي الشرقي لتايوان وتقاتل ببطء شمالا، على أمل الاستيلاء على ميناء أو مطار مع تجنب المدن وحرب المدن التي تأتي معها.
ولكن مع مرور الأيام، يتحول الزخم إلى الولايات المتحدة واليابان. وعلى الرغم من الخسائر المروعة في السفن والطائرات والأفراد، تقصف القوات الأميركية الموانئ الصينية، وتقضي على خط الهجوم من السفن، وتهاجم بنجاح نقطة ضعف بكين، وهي السفن البرمائية التي تحتاجها لنقل القوات والإمدادات إلى تايوان.
وبدت اللعبة التي أجراها المركز- والتي شملت فرقا “حمراء” و “زرقاء” وخرائط ونرد من 20 جانبا وحسابات كمبيوتر معقدة – أقل شبها بالمحاكاة من معاينة لمستقبل محتمل.
أظهرت خريطة تكتيكية لتايوان قوات صينية باللون الأحمر تسيطر على الثلث الجنوبي من الجزيرة لكن التكلفة ستكون مرتفعة لجميع الأطراف
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن العميد المتقاعدة في سلاح الجو، بولا ثورنهيل، المشاركة في اللعبة قولها إنه “لم يعتقد أحد أن هذا كان واقعيا حتى السنوات القليلة الماضية”.
وأضافت أنه في الماضي، كان لاعبو الحرب يتهمون أحيانا بأنهم “دعاة حرب”، ولكن منذ ذلك الحين، زادت الصين من قدراتها العسكرية وتطلعاتها.
ويقول بعض المحللين إن الانتكاسات المبكرة غير المتوقعة لروسيا في غزوها لأوكرانيا ربما أعطت الرئيس الصيني، شي جين بينغ، مقدارا من التثبيط، لكن الصحيفة تقول إن محللين آخرين يشعرون بالقلق من أن الرئيس، شي، قد استخلص الدرس المعاكس، وهو استخدام أقصى قدر من القوة وضرب قيادة تايوان منذ البداية.
وأوضحت اللعبة الحربية التي استمرت 7 ساعات، والتي تحاكي ثلاثة أسابيع من القتال، مدى صعوبة قيام الصين بغزو برمائي عبر مضيق تايوان الذي يبلغ طوله 100 ميل، حتى مع تقدمها العسكري في السنوات الأخيرة.