هجوم نيس.. المتهمون يمثلون أمام المحكمة
- انطلقت الاثنين في باريس محاكمة هجوم نيس الذي أودى بحياة 86 شخصاً
- تجري المحاكمة التي يفترض أن تستمر حتى 16 كانون الأول/ديسمبر في غياب منفذ الهجوم
- لم يمثل إلّا سبعة من المتّهمين، إذ إن الثامن، وهو ابراهيم تريترو المعتقل في تونس، “سيُحاكم غياباً”
انطلقت الاثنين في باريس محاكمة هجوم نيس الذي أودى بحياة 86 شخصاً على الواجهة البحرية في 14 تموز/يوليو 2016 وتبنّاه تنظيم داعش الإرهابي.
تجري المحاكمة التي يفترض أن تستمر حتى 16 كانون الأول/ديسمبر في غياب منفذ الهجوم (31 عاماً) الذي قتلته الشرطة في الموقع بعدما أطلق النار على قوى الأمن.
وينظر قضاة محكمة الجنايات الخاصة برئاسة لوران رافيو في مسؤولية سبعة رجال وامرأة تتراوح أعمارهم بين 27 و48 عاما، هم مقربون منه أو وسطاء ضالعون في الإتجار بأسلحة كانت موجهة إليه. وهم من جنسيات فرنسية-تونسية وتونسية وألبانية.
لكن لم يمثل إلّا سبعة من المتّهمين، إذ إن الثامن، وهو ابراهيم تريترو المعتقل في تونس، “سيُحاكم غياباً”، حسبما قال رافيو الذي لفت إلى أن تريترو صاغ طلب مساعدة جنائية دولية للسلطات القضائية التونسية لكنه لم يتلق أي رد منها.
أسفر الهجوم الذي وقع على جادة “لا برومناد ديزانغليه” الشهيرة على شاطئ البحر المتوسط ليلة العيد الوطني الفرنسي، عن سقوط 86 قتيلا بينهم 15 طفلا، وأكثر من 450 جريحاً بعدما قاد التونسي محمد لحويج بوهلال شاحنة زنتها 19 طناً واقتحم الجموع. وكان ثاني أكثر اعتداء دموية على الأراضي الفرنسية بعد اعتداءات 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2015.
واتخذ 865 شخصاً صفة الادعاء المدني في نهاية آب/أغسطس، وبإمكان آخرين الانضمام إليهم أثناء الجلسة. وسيتم بث وقائع المحاكمة مباشرة في قصر “أكروبوليس” للمؤتمرات في نيس حتى يتابعه المدعون الذين لن يتمكنوا من الانتقال إلى باريس.
واليوم الأول مكرس لأسئلة حول هوية المتهمين وتحديث لوائح المدعين بالحق المدني.
وتقول دانييل لوشاييه (73 عاماً) إنها لا تزال تشعر “بالغضب”. وتضيف “منذ ستّ سنوات، كان لدينا وقت لنواجه ما حصل” لكن “لا يزال لدينا جرح لم يندمل”.
مأساة كبيرة
والمحاكمة منقولة في الوقت نفسه في قاعة في قصر المؤتمرات في نيس.
وتقول سلوى منسي التي قُتلت شقيقتها في الهجوم “ننتظر منذ ستّ سنوات، ستكون المحاكمة بالنسبة لنا صعبة جداً، لكن من المهمّ أن نتمكّن من التعبير عمّا عشناه لكي يتمكّن الجميع من الشعور بالمأساة التي عشناها”.
ويمكن الاستماع إلى الجلسات أيضاً عبر راديو على الانترنت، مع تأخير ثلاثين دقيقة، للأطراف المدنية التي تطلب ذلك، بما في ذلك خارج فرنسا. وسيتم توفير ترجمة كاملة باللغة الإنكليزية.
وسيتولى المتهمون الكلام اعتباراً من الثلاثاء.
ويحاكم المتهمون رمزي عرفة وشكري شفرود ومحمد غريب وهم موقوفون في قضية أخرى، بتهمة تشكيل عصابة إرهابية. ويواجه الأول الذي له سوابق قضائية، عقوبة السجن مدى الحياة، فيما يواجه المتهمان الآخران عقوبة السجن عشرين عاما.
ووضع أربعة متهمين آخرين تحت الرقابة القضائية وهم مكسيم سيلاج واندري اليزي ومحمد غريب وانكليديا زاتشي وهم سيمثلون أمام المحكمة احراراً.
وفيما كان لوران رافيو يذكّر المتّهمين بحقّ الصمت، سأله اندري اليزي المتّهم بتهريب الأسلحة “ما الأفضل؟ التزام الصمت أو التكلّم؟”. فأجابه رافيو “راجع محاميك”.
ويفيد الادعاء أن رمزي عرفة وشكري شفرود ومحمد غريب المتهمين بتشكيل عصابة يشتبه في أنهم “ساعدوا في التحضير” للهجوم الذي نفذه محمد لحويج بوهلال. وكان هذا التونسي البالغ 31 عاما معروفا أكثر لارتكابه أعمال عنف لا سيما تعنيف زوجته، منه قربه من التيار الجهادي.
التواطؤ ممنوع
وفي بادرة تحمل دلالة رمزية، تجري جلسات المحاكمة في القاعة التي أقيمت “خصيصاً” لمحاكمة اعتداءات 13 تشرين الثاني/نوفمبر في قصر العدل التاريخي في العاصمة الفرنسية.
إلا ان الادعاء شدد على “قربهم الكبير جدا” مع بوهلال ورأى انهم “كانوا مدركين بالكامل” لانتمائه لل”عقيدة الجهادية المسلحة”.
وجاء في ملف الادعاء انه بدأ يظهر مؤشرات تطرف قبل حوالى عشرة أيام فقط من تنفيذه الهجوم. وهو لم يكن مدرجاً على قائمة التطرف لأجهزة الاستخبارات الفرنسية.
وتبنى تنظيم داعش الهجوم الذي وقع بعد 18 شهراً من الاعتداء الدامي على مجلة “شارلي إيبدو” الهزلية الفرنسية وثمانية أشهر من اعتداءات 13 تشرين الثاني/نوفمبر.
غير أن التحقيق لم يتمكن من إثبات رابط مباشر بين المنفذ والتنظيم الجهادي وخلص إلى أن التبني “انتهازي محض”.
وبين الشهود الذين يتوقع مثولهم رئيس الجمهورية السابق فرنسوا هولاند ووزير الدفاع في ذلك الحين برنار كازنوف اللذان سبق أن أدليا بشهادتيهما في محاكمة اعتداءات تشرين الثاني/نوفمبر.