الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يشيد بشجاعة 3 وحدات عسكرية
أكّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن جيشه استعاد من القوات الروسية نحو ستة آلاف كلم مربع من أراضي بلاده منذ أن أطلق هجومه المضاد في مطلع أيلول/سبتمبر.
وقال الرئيس الأوكراني في تسجيل فيديو نشره على شبكات التواصل الاجتماعي “منذ مطلع شهر أيلول/سبتمبر حرّر جنودنا ستة آلاف كلم مربع من الأراضي في شرق أوكرانيا وجنوبها” مضيفا “نحن مستمرون في التقّدم”.
ونوّه الرئيس الأوكراني بشجاعة ثلاث وحدات عسكرية شاركت في هذه العملية التي أفضت إلى أكبر مكاسب ميدانية لأوكرانيا منذ انسحاب القوات الروسية من ضواحي كييف في نهاية آذار/مارس.
وكان الجيش الأوكراني قد أعلن بادئ الأمر إطلاق هجوم مضاد في جنوب البلاد، لكنّه حقّق في الأسبوع الماضي تقدما سريعا في منطقة خاركيف المحاذية لروسيا في شمال شرق البلاد، وأجبر الجنود الروس على التراجع.
كما أكّد الجيش الأوكراني تحقيق إنجازات في منطقة خيرسون التي تحتلها روسيا والمحاذية لشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في العام 2014 وفي مناطق سيطرة انفصاليي موالين للروس في شرق البلاد.
أعلنت أوكرانيا تقدماً جديداً الاثنين تمثّل في استعادة “أكثر من عشرين بلدة” خلال 24 ساعة في إطار الهجوم المضاد على روسيا، التي تعتزم القتال “إلى أن تتحقّق أهدافها”.
وقال الجيش الأوكراني في تقريره الصباحي “يتواصل تحرير البلدات من الغزاة الروس في منطقتي خاركيف ودونيتسك” في شرق أوكرانيا.
وفي منطقة خيرسون، أعلن الجيش استعادة 500 كيلومتر مربع من الأراضي في أسبوعين، معلناً بذلك أول تقدير بالأرقام بشأن تقدُّمه في الجنوب.
وفي المجموع، أعلنت أوكرانيا أنها استعادت 3 آلاف كيلومتر مربع من أراضيها، خصوصاً في منطقة خاركيف، منذ بداية أيلول/سبتمبر.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد اعترف في الثاني من حزيران/يونيو، بأنّ حوالى 125 ألف كيلومتر مربّع سيطر عليها الروس، بما في ذلك 43 ألف كيلومتر مربّع (شبه جزيرة القرم وأجزاء كاملة من حوض دونباس) فُقدت قبل الغزو في 24 شباط/فبراير.
في الأثناء، أعلنت السلطات الأوكرانية أنه تم العثور على أربع مدنيين بدت عليهم “علامات التعذيب” في قرية زاليزنيتشني التي استعادتها كييف من القوات الروسية في الشرق.
وقال مكتب المدعي العام في المنطقة إن سكانا أفادوا بأن الجنود الروس قتلوا أشخاصا من قاطني القرية. وقال مدعون على فيسبوك “في 11 أيلول/سبتمبر، اكتشف عناصر إنفاذ القانون أربع جثث. بدت على جميعها علامات التعذيب”.
معهد دراسة الحرب: أوكرانيا ألحقت هزيمة عملياتية كبيرة بروسيا
يمكن لخسارة هذه المدينة الاستراتيجية أن تؤثّر بشكل خطير على طموحات موسكو العسكرية في شرق أوكرانيا، وفق الخبراء، بينما يحيي هذا الخرق الآمال بالنسبة لكييف في تغير موازين القوى على الأرض بعدما بدا أن الوضع كان يراوح مكانه لفترة طويلة.
وقال “معهد دراسة الحرب” (ISW) إنّ “أوكرانيا ألحقت هزيمة عملياتية كبيرة بروسيا عبر استعادة السيطرة على كل منطقة خاركيف تقريباً (…)، لكن الهجوم المضاد الحالي لن ينهي الحرب”.
وأشار مركز الأبحاث الأميركي إلى أن “الجنود الأوكرانيين استعادوا أراض في منطقة لوغانسك”، حيث أقام الانفصاليون الموالون لروسيا “جمهورية” من جانب واحد في العام 2014، كما هو الحال في دونيتسك المجاورة.
وأشارت سلطات الاحتلال الموالية لروسيا في منطقة خاركيف الاثنين إلى أنها انتقلت إلى منطقة بلغورود في روسيا قرب الحدود، للمساعدة في التعامل مع تدفّق اللاجئين، حسبما أعلنت الوكالات الروسية.
ولكن الاثنين، استأنفت موسكو لهجتها الهجومية للإعلان عن قصف المناطق التي استعادتها أوكرانيا في منطقة خاركيف، في كوبيانسك وإيزيوم، وذلك بعدما سبق أن اعترفت بخسارتها الميدانية.
وقال الكرملين إنّ الهجوم الروسي الذي بدأ في شباط/فبراير الماضي سيتواصل “إلى أن تتحقّق الأهداف”.
وأضاف دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية “ليس هناك أي احتمال لإجراء مفاوضات” حالياً.
غير أنّ دنيس بوشيلين أحد القادة الرئيسيين للانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، اعترف الاثنين بالوضع “الصعب” في مواجهة الهجوم المضاد الأوكراني، مؤكداً أنّ القوات الروسية “تصمد أمامه”.
وقال لقناة “روسيا 24” التلفزيونية “الوضع لا يزال صعباً. الخصم يحاول تدمير البنية التحتية الحيوية والمدنية”، مشيراً إلى “قصف مكثّف”.