داعش يرفض الاعتراف بمقتل وأسر قادته ويحاول استقطاب مقاتلين جدد
بثت مؤسسة الفرقان، الذراع الدعائية لتنظيم داعش، كلمة جديدة للمتحدث باسم التنظيم أبو عمر المهاجر دعا فيها لاستمرار حملة اقتحام السجون، التي يُطلق عليها “هدم الأسوار” لتهريب عناصر التنظيم منها، وأكد على استمرار الهجمات الإرهابية التي يشنها داعش ضد المسيحيين في غرب ووسط إفريقيا، بينما تجاهل أنباء اعتقال ومقتل قادة بارزين بالتنظيم كان آخرهم حجي زيد العراقي، وواصل التكتم على حقيقة ما حدث لمتحدث التنظيم السابق أبو حمزة القرشي (المهاجر) الذي قُتل في وقت سابق.
ويأتي نشر الكلمة الجديدة بعد 5 أشهر من نشر الكلمة السابقة لـ”أبو عمر المهاجر”، والتي بثتها مؤسسة الفرقان الداعشية في رمضان الماضي (1443)، بعد نحو شهرين من تولي “المهاجر” منصبه الحالي كمتحدث باسم داعش.
واستهل أبو عمر المهاجر كلمته بالإشادة باقتحام عناصر داعش في غرب إفريقيا (ما يُعرف بولاية غرب إفريقيا) لسجن كوجي على أطراف العاصمة النيجيرية أبوجا، في يوليو/ تموز الماضي، واقتحام مقاتلي القوات الديمقراطية المتحالفة، التي باتت تُعرف بولاية وسط إفريقيا لسجن كاكو انجورا” المركزي بمدينة “بوتيمبو” في مقاطعة “كيفو الشمالية”، شرقي الكونغو، في أغسطس/ آب الماضي، مضيفًا أن السجون ستبقى الهدف الأول لتنظيم داعش خلال الفترة المقبلة.
ويركز داعش على اقتحام السجون لفك أسر عناصره وتعويض خسائره البشرية في الوقت الذي تراجعت فيه معدلات الاستقطاب والتجنيد التي يقوم بها خصوصًا في مناطق سوريا والعراق.
ودعا المتحدث باسم داعش الأفراد الذين هربوا من سجني كوجي وكاكو انجورا ولم يكونوا من أعضاء داعش إلى الانضمام للتنظيم، مضيفًا أن داعش ترك سجناء يصنفون على أنهم أعداء داعش يهربون من السجن، وذلك في إشارة صريحة للسجناء الذين ينتمون لجماعة بوكو حرام الذين كانوا في سجن كوجي وهربوا خلال هجوم داعش عليه، قائلًا إن التنظيم في غرب إفريقيا يُقاتل بوكو حرام لأنه تقاتله، كما دعا عناصر الجماعة الفارين من سجن كوجي إلى الانضمام لما يُعرف بولاية غرب إفريقيا.
وفي سياق متصل، ركز أبو عمر المهاجر على دعوة المسلمين في شرق آسيا على الانضمام للتنظيم، داعيًا مواطني دول شرق آسيا وخصوصًا الفلبين وسنغافورة وماليزيا وإندونيسيا، وكذلك حث المتحدث باسم داعش سكان جنوب آسيا القاطنين في دول الهند وباكستان وبنجلاديش للالتحاق بأفرع داعش الإقليمية وشن هجمات إرهابية ضد الجيوش وأجهزة الأمن في تلك الدول.
وأردف “المهاجر” أن هجمات التنظيم التي يشنها ضد حركة طالبان في أفغانستان، وضد طائفة الهزارة الشيعية ستستمر، معتبرًا أن التنظيم يمثل المنهج الجهادي القويم في مواجهة حركة طالبان التي ترفض فكرة عولمة الجهاد.
ولفت “المهاجر” إلى أن الهجمات التي يشنها داعش ضد المسيحيين في غرب ووسط إفريقيا تأتي انتقامًا لطرد التنظيم من الرقة والموصل وسرت، متوعدًا بمواصلة الهجمات الإرهابية في المرحلة القادمة.
وذكر المتحدث باسم داعش أن التنظيم سيواصل القتال ضد قوات سوريا الديمقراطية، والفصائل السورية المسلحة، وتنظيم القاعدة خاصةً في سوريا، معتبرًا أن جميع الفئات السابقة تندرج تحت وصف الطوائف الكافرة والمرتدة، كما أشاد بعودة الفرع اليمني لداعش (يُسمى بولاية اليمن) ، بعد تنفيذ أحد مقاتليه هجومًا انتحاريًا ضد موكب لقيادات حوثية في مديرية ملاجم بمحافظة البيضاء، في يوليو/ تموز الماضي.
وأعاد “المهاجر” تسليط الضوء على الشقاق الجهادي بين داعش والقاعدة في سوريا، قائلًا إن التنظيم الأول لم يُكفر القاعدة إلا بعد أن انقلبت عليه ووقفت في صفوف أعداء التنظيم وساهمت في طرده من مناطق كان يسيطر عليها.
إلى ذلك، ألمح المتحدث باسم داعش إلى أن فرع التنظيم في سيناء (يُعرف بولاية سيناء) يعيش أيامًا صعبة في ظل استمرار الحملة التي أطلقها الجيش المصري بالتعاون مع القبائل السيناوية ضد ما تبقى من معاقل التنظيم في شبه جزيرة سيناء المصرية، قائلًا إن هناك إجماع على السعي لاستئصال التنظيم من سيناء.
وكانت مصادر قبلية سيناوية أعلنت مقتل أمير ولاية سيناء، فرع داعش المحلي، ومساعده في عمليات الجيش الأخيرة ضد التنظيم والتي تهدف لتطهير شبه الجزيرة المصرية من فلول التنظيم، بيد أن داعش لا زال يتجاهل مقتل واعتقال قادته ويرفض الإقرار بذلك علنًا، رغم تأكيد أنباء القضاء عليهم.