أوكرانيا وروسيا.. سنوات من النزاع يصل إلى ذروته
- الجمعة.. روسيا تصادق على ضم مناطق أوكرانية تسيطر عليها
- أوكرانيا تعلن اجتماع مجلس الأمن القومي لبحث الخطوة الروسية
لا شك أن وتيرة الحرب في أوكرانيا آخذة في الاشتعال لا الهدوء، خاصة بعد إعلان الكرملين، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقع، مساء الخميس، مرسومًا يعترف فيه بـ”استقلال” منطقتي خيرسون وزابوريجيا الأوكرانيتين.
الإعلان الروسي جاء بعد ساعات من تصريحٍ لزعيم الانفصاليين في إقليم دونيتسك الأوكراني، قال فيه إنه سيتم إزالة الحدود البرية بين دونيتسك وروسيا بعد الانضمام إلى الاتحاد الروسي.
لكن ماذا تعني الخطوة الروسية؟
خطوة الاعتراف بالاستقلال لهاتين المنطقتين، هي الثانية بعد الاعتراف باستقلال إقليمي دونيتسك ولوغانسك قُبيل بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير الماضي، وهو الخطوة التي تُمهد الطريق أمام ضم هذه المناطق الأوكرانية رسميًا إلى روسيا.
ويعد هذا المرسوم خطوة لازمة قبل أن يتمكن الرئيس الروسي من المُضي قدمًا في خططه، للإعلان المنتظر الجمعة أن هذه المناطق الأربع “أصبحت جزءًا من روسيا“.
الرئاسة الروسية، كانت قد أعلنت الخميس، أنه خلال مراسم تقام في الكرملين يلقي خلالها بوتين خطاباً، ستصادق روسيا الجمعة، على ضم مناطق أوكرانية تسيطر عليها.
وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف لصحافيين: “تقام مراسم توقيع اتفاقات ضم الأراضي الجديدة إلى روسيا الاتحادية عند الساعة 15,00 (12,00 ت غ) في الكرملين”.
وأضاف: “سيلقي الرئيس فلاديمير بوتين خطاباً مهماً في هذه المناسبة”.
ويأتي هذا الإعلان بعد تنظيم “استفتاء” على الضم في أربع مناطق أوكرانية تسيطر عليها موسكو بشكل جزئي، وهي دونيتسك ولوغانسك في الشرق وخيرسون وزابوريجيا في الجنوب.
ووصفت الدول الغربية وكييف هذه الاستفتاءات بأنها “زائفة”، مؤكّدة أنها لن تعترف بضم هذه المناطق.
وضمّت روسيا، في عام 2014، شبه جزيرة القرم الواقعة في جنوب أوكرانيا، وهو ما لا يعترف به المجتمع الدولي.
ويعكس ضمّ المناطق الأوكرانية تصعيداً في الغزو الروسي لأوكرانيا.
خطوة نحو تعّقد الأزمة
الاعتراف الروسي بـ”استقلال” هذه المناطق الأوكرانية، يخالف اتفاقات مينسك 2، للتسوية التي تم توقيعها بين موسكو وكييف في 2015 في محاولة لوضع حد للنزاع الذي اندلع في منطقة دونباس جنوب شرقي أوكرانيا.
اعتبرت وزارة الخارجية الأوكرانية، في بيان سابق، أن اتخاذ مثل هذه الخطوة من قبل موسكو تعني “انسحاب روسيا بشكل فعلي من اتفاقات مينسك بكل ما يترتب على ذلك من عواقب قانونية”.
ومنذ 2014، كانت دونباس الواقعة شرقي أوكرانيا، تشهد معارك بين القوات الحكومية، والانفصاليين الموالين لروسيا أودت بحياة أكثر من 13 ألف شخص.
ولوضع حد للمعارك، تم توقيع اتفاق بين روسيا وأوكرانيا في 5 سبتمبر 2014 في العاصمة البيلاروسية مينسك، إلا أن هذا الاتفاق ولد ميتاً. ومن ثم اتفق الجانبان على توقيع اتفاق ثان “مينسك 2” في 12 فبراير 2015، إلا أن هذه الاتفاقات لم تُنه الخلاف ولم توقف المعارك.
ما هو موقف أوكرانيا؟
من ناحيته، قال سيرهي نيكيفورف، المتحدث باسم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس، إن الأخير دعا إلى عقد اجتماع طارئ لكبار قادة الجيش والأمن الجمعة.
وتأتي الدعوة، بعد أن ذكر الكرملين أن بوتين سيوقع مذكرات رسمية الجمعة، بضم أربع مناطق أوكرانية في أعقاب استفتاءات نظمتها سلطات محلية.
إعلان الكرملين أن روسيا ستضم رسميا المناطق الأربع، جاء بعدما هدد الرئيس الروسي باستخدام أسلحة نووية للدفاع عن هذه المناطق.
التهديدات الروسية، لم تنجح في منع تقدّم القوات الأوكرانية التي تشن حملة مضادة واسعة النطاق، تمكنّت خلالها من إجبار الجنود الروس على التراجع في الشرق، بينما تقترب أكثر فأكثر من مدينة ليمان التابعة لمنطقة دونيتسك والتي قصفتها قوات موسكو لأسابيع قبل السيطرة عليها خلال الصيف.
أمريكا: محاولة عقيمة من جانب روسيا
من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في بيان الخميس: “تمثّل استفتاءات الكرملين الصورية محاولة عقيمة للتغطية على ما يرقى إلى محاولة إضافية للاستيلاء على أراض في أوكرانيا”.
بعد الاستفتاءات، اعتبرت أوكرانيا أن الرد الغربي الوحيد المناسب سيكون عبر فرض مزيد من العقوبات على روسيا، وتزويد القوات الأوكرانية مزيدا من الأسلحة لتتمكن من مواصلة التقدم.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: “لا يمكن لأوكرانيا أن تتسامح مع أي محاولات روسية لانتزاع أي جزء من أرضنا”.
أهمية المناطق الأربع
وتشكّل المناطق الأربع — خيرسون وزابوريجيا جنوبا، ودونيتسك ولوغانسك شرقا — ممرّا برّيا مهما بين روسيا وشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014.
وتمثّل المناطق الخمس معا حوالى 20 في المئة من الأراضي الأوكرانية فيما تستعيد القوات الحكومية مواقع عديدة منذ أسابيع.
وفي الجنوب، تستعيد القوات الأوكرانية مناطق قريبة من خيرسون بينما روى سكان قرى تمت استعادتها مؤخرا لصحافيي فرانس برس هذا الأسبوع أحداث شهور من الرعب عاشوها في ظل الاحتلال الروسي.
وقالت ماريا سيجوك (72 عاما) في قرية فيسوكوبيليا “نهبونا وأذلونا”، بينما سُمع من مكان بعيد صوت تبادل القصف المدفعي من الطرفين.
ويتقدّم الجيش الأوكراني خصوصا في منطقة خاركيف شرقا ويستعيد أراضي في دونيتسك، في حين يشير مراقبون عسكريون إلى أنه يقترب من استعادة ليمان.
وقال المسؤول الموالي لروسيا في منطقة دونيتسك أليكسي نكونوروف للتلفزيون الرسمي الخميس إن “الجيش ينفّذ محاولات متكررة لمحاصرة المدينة.. حاليا، تتمكن وحداتنا من صد كافة الهجمات”.