إيران تشهد احتجاجات منذ 3 أسابيع
- مقتل مهسا أميني يُشعل غضب الإيرانيين
- رصد شهود عيان قوات الأمن وهي تعتدي على المحتجين
حالةٌ من الفوضى تعيشها الشوارع الإيرانية، دخلت أسبوعها الثالث، إثر مقتل الشابة الإيرانية مهسا أميني، على يد الشرطة في واقعة ليست الأولى، بسبب قمع السلطة الإيرانية للأقليات، خاصة وأن الشابة من الأقلية الكردية.
ويواصل المتظاهرون الإيرانيون احتجاجاتهم، للأسبوع الثالث على التوالي، في شوارع مدن مختلفة في إيران، وسط محاولات أمنية لقمعهم وتفريق تجمعاتهم.
وبعد الاشتباكات والاضطرابات التي وقعت الجمعة، في زاهدان، دخل التجار في إضراب وأغلقوا محلاتهم.
ووفقا لوسائل إعلام محلية، فقد نزل المتظاهرون إلى شوارع مدينة مشهد السبت. كما أضرم محتجون في دهقلان النار في تمثال يعد رمزا لأعضاء الحرس الثوري الإيراني.
وبحسب التقارير، فقد خرج المتظاهرون إلى الشوارع في دهقلان بإقليم كردستان قبل ظهر السبت ونظموا تجمعًا احتجاجيًا.
وفي العاصمة أظهرت مقاطع فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، ونشرتها “أخبار الآن”، أن المظاهرات المناهضة للنظام الإيراني لا تزال مستمرة بقوة في مناطق مختلفة من العاصمة، ومنها حي “قيطرية”، وأمام حديقة لاله، حيث هتف المحتجون: “الموت للديكتاتور” (خامنئي). وردد المحتجون في طهران أمام مترو الأنفاق هتاف: “يجب إطلاق سراح المعتقلين السياسيين”.
وفي شارع نادري بالعاصمة الإيرانية طهران، قاوم المحتجون قنابل الغاز المسيل للدموع وأغلقوا الطريق بحواجز حديدية لمنع تقدم القوات الأمنية الإيرانية. وهو نفسه ما جرى في شارع نادري بطهران، وشارع “بزركمهر”، وشارع “جمهوري إسلامي”.
كما خرج المحتجون في شارع “ولي عصر” بطهران في مظاهرات مسائية وهتفوا: “الموت لخامنئي”. و”هذا العام عام الدم. سيسقط فيه خامنئي”. وفي منطقة “قلهك” في العاصمة الإيرانية طهران خرج المواطنون للتظاهر، وهتفوا: “لا لنظام الجمهورية الإسلامية”.
وأظهرت مقاطع فيديو تزايد أعداد المتظاهرين في شارع سعدي بالعاصمة طهران.
وشكل عشرات النساء في شارع “ولي عصر” بطهران سلسلة بشرية بعد أن قمن بخلع الحجاب.
كما أظهر مقطع فيديو من احتجاجات طهران قيام متظاهرين بإسقاط لافتات شارع “فلسطين” و”جمهوري إسلامي” و”الثورة”، أي ثورة عام 1979، التي جاءت بنظام الجمهورية الإسلامية إلى الحكم.
تظاهرات في العاصمة الإيرانية طهران مساء السبت
المواجهات بين الأمن والمحتجين
وفي سياق الاحتجاجات رصد شهود عيان قوات الأمن الإيرانية وهي تعتدي على المحتجين في شوارع مدينة دهقلان بمحافظة كردستان.
وأظهر مقطع فيديو متداول من الاحتجاجات في إيران قيام قوات الأمن باستغلال سيارة إسعاف واستخدامها لقمع المتظاهرين، حيث أطلقوا النار من داخلها باتجاه تجمعات المحتجين.
كما أعلن الحرس الثوري الإيراني، جنوبي البلاد، عن مقتل عنصر آخر من قوات الباسيج في زاهدان، ليبلغ عدد قتلى الحرس الثوري في أعقاب الاحتجاجات في هذه المدينة 4 عناصر.
وفي المقابل، هتف طلاب جامعة فردوسي مخاطبين النظام: جميعنا مهسا، قاتل حتى نقاتلك. وردد محتجون في كرج إيران: احذروا اليوم الذي سنرفع فيه السلاح ضدكم.
وأفادت المصادر بأن مدير التربية والتعليم بمحافظة بلوشستان، جنوب شرقي إيران، أعلن عن تعطيل الدراسة في مدارس مدينة زاهدان ونصرت آباد، وكورين، وميرجاوه، لأسباب أمنية.
اندلاع الاحتجاجات بمدينة كرمانشاه الآن وشعارهم: الموت لخامنئي
#مهسا_أمینی#مهسا_اميني
#MahsaAminiللمزيد: https://t.co/vFDhBJIhwT pic.twitter.com/dhZvTmN7ga
— Akhbar Al Aan أخبار الآن (@akhbar) October 1, 2022
انتفاضة إيرانية في 4 محافظات
واحتجاجًا على الهجمات الصاروخية للحرس الثوري الإيراني على مقرات مدنية للأحزاب الكردية الإيرانية في كردستان العراق، دخل التجار وأصحاب المحلات في 4 محافظات إيرانية هي كردستان، وأذربيجان الغربية، وكرمانشاه، وإيلام، في إضراب، وذلك بالتزامن مع الانتفاضة الشعبية في إيران.
الإضراب وصل إلى سنندج، وأرومية، وإيلام، وأشنويه، وكامياران، ونقدة، وبوكان، ومهاباد، وبيرانشهر، وربط، وسردشت، وسقز، وديواندره، وماريوان، وروانسر، وشاهو، وباوه، ودهقلان.
وكان مركز التعاون لأحزاب كردستان الإيرانية قد دعا الأهالي إلى الإضراب، احتجاجًا على الطائرات المسيرة والهجمات الصاروخية التي يشنها الحرس الثوري الإيراني على المقرات المدنية لهذه الأحزاب في إقليم كردستان العراق.
وكان قد أضرب التجار في هذه المحافظات الأربع، الاثنين 19 سبتمبر الماضي، بدعوة من مركز تعاون الأحزاب الكردستانية الإيراني.
بداية الأزمة، جاءت عندما قُتلت الشابة العشرينية مهسا أميني، على يد الشرطة، إثر تعرضها لضربة على الرأس.
وبعد ذلك قصف الحرس الثوري تباعا مواقع هذه الأحزاب في إقليم كردستان العراق، ثم هاجمها بطائرات مسيرة انتحارية وصواريخ.
قوات الأمن الإيرانية تطلق الأعيرة النارية لتفريق الاحتجاجات على مقتل مهسا أميني
وقد قُتل 6 أشخاص وأصيب 21 آخرون في هجمات الحرس الثوري الإيراني على مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني.
وبالإضافة إلى ذلك، قتل 6 أشخاص وأصيب 24 في هجوم شنه الحرس الثوري على مقر حزب باك. كما أصيب عضوان من حزب كومله في هذا الهجوم.
وبحسب منظمة “هنغاو” لحقوق الإنسان، فقد أصاب أحد صواريخ الحرس الثوري الإيراني موقعاً قرب مدرسة آزادي الابتدائية في معسكر الحزب الديمقراطي الكردستاني، مما أدى إلى إصابة 8 طلاب على الأقل.
وقصف الحرس الثوري الإيراني، السبت، إقليم كردستان العراق مرة أخرى.
مظاهرات دولية تنديدا بالسلطة الإيرانية
ووتزامنا مع بداية الاحتجاجات الحاشدة واعتصام وتجمع طلاب الجامعات، خرج محتجون في 150 مدينة حول العالم لدعم الاحتجاجات وتأييد المتظاهرين.
ومن ناحيتها أشادت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأمريكي، في تصريحات صحفية بـ”شجاعة النساء الإيرانيات اللواتي خرجن من أجل حريتهن”. قائلة: “مقتل مهسا مفجع، لكنه أثار ردود فعل وتحولات. الحزن تغير إلى أفعال يمكن أن تكون مفيدة للحرية في إيران”.