روسيا..الغول الذي يسحق شركات السيارات العالمية
تسببت الحرب الروسية الأوكرانية في تعطيل عمل شركات إنتاج السيارات العاملة في روسيا، مما أدى لوقف الإنتاج لعدة أشهر.
خيرت الحكومة الروسية الشركات إما استئناف العمل في ظروف الحرب والعقوبات أو البيع والخروج من البلاد.
عمليات البيع تتم حصرًا لصالح الحكومة الروسية، وبمبالغ قليلة لا تذكر تحددها الحكومة الروسية؛ حتى تستغل المصانع والأصول في حربها ضد أوكرانيا.
نيسان بواحد يورو
في 11 أكتوبر، أعلنت شركة نيسان إنها ستسلم أعمالها في روسيا إلى كيان مملوك للدولة الروسية مقابل يورو واحد (0.97 دولار)، متكبدة خسائر بنحو 687 مليون دولار.
وقالت الشركة اليابانية إنها ستحول حصتها في شركة نيسان للتصنيع بروسيا إلى شركة نامي NAMI المملوكة للدولة، وقالت وزارة الصناعة والتجارة الروسية إن الصفقة ستمنح نيسان الحق في إعادة شراء الشركة في غضون ست سنوات.
وتجعل الصفقة نيسان أحدث شركة كبرى تخرج من روسيا منذ أن أرسلت موسكو عشرات الآلاف من جنودها إلى أوكرانيا في فبراير، كما أنه يعكس خطوة من جانب أكبر مساهم في نيسان، رينو، التي باعت حصتها الأكبر في شركة أفتوفاز الروسية لصناعة السيارات إلى مستثمر روسي في مايو.
وقالت الوزارة إن البيع إلى NAMI سيشمل منشآت إنتاج وبحوث نيسان في سان بطرسبرج بالإضافة إلى مركز مبيعات وتسويق في موسكو.
وقالت نيسان إنها تتوقع خسارة غير عادية بنحو 100 مليار ين (687 مليون دولار) لكنها حافظت على توقعات أرباحها للسنة المالية المنتهية في مارس آذار.
علقت نيسان الإنتاج في مصنعها في سانت بيترسبرغ في مارس بسبب تعطل سلسلة التوريد في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، وأضافت أن الشركة ووحدتها المحلية تراقبان الوضع منذ ذلك الحي، لكن نيسان قالت إنه ”لم يكن هناك رؤية” للتغيير في البيئة الخارجية، مما دفعها إلى اتخاذ قرار بالخروج.
يأتي الخروج في الوقت الذي شرعت فيه نيسان في تحول كبير في علاقتها مع رينو، وقال الاثنان إنهما يجريان محادثات بشأن مستقبل تحالفهما، بما في ذلك تفكير نيسان في الاستثمار في مشروع جديد للسيارات الكهربائية من قبل رينو.
وقال وزير الصناعة والتجارة الروسي دينيس مانتوروف في بيان إن صفقة نيسان “كانت ذات أهمية كبيرة للصناعة”.
رينو بروبل واحد
في مايو الماضي، أعلن وزير الصناعة الروسي إن شركة رينو باعت حصتها في أفتوفاز، وهي تمثل 67.6% مقابل روبل واحد (0.02 دولار)، لمؤسسة نامي.
وذكر الوزير، أن شركة “رينو” ستمتلك حق إعادة شراء حصتها في غضون سنوات قليلة.
بحسب صحيفة كوميرسانت، بحثت الشركة الفرنسية موضوع عقد صفقة نقدية، فيما طالب الجانب الروسي أن تمنحه الشركة حق وترخيص إنتاج موديلات جديدة من سياراتها في المصنع الروسي.
كما يتم بيع استثمارات شركة رينو الأخرى في روسيا، ومن بينها مصنع في موسكو، إلى حكومة مدينة موسكو.
إحياء السيارة السوفيتية
قال عمدة العاصمة الروسية سيرغي سوبيانين، في مايو الماضي، إن المدينة ستعيد العلامة التجارية “موسكوفيتش” للسيارات في المصنع.
وكانت موسكوفيتش علامة تجارية للسيارات في الاتحاد السوفييتي، لكنها شهدت تراجعا حادا في التسعينيات واختفت من السوق في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.