المرصد ٢٥١: في عشرية داعش الأولى.. تحذير من التهاون في تقدير خطر التنظيم
المرصد
المرصد ٢٥١: في عشرية داعش الأولى.. تحذير من التهاون في تقدير خطر التنظيم
/

المرصد ٢٥١: في عشرية داعش الأولى.. تحذير من التهاون في تقدير خطر التنظيم

نهاد الجريري

على مشارف أولمبياد باريس، باحثون: خطر الجهاديين هو الأكبر، وتغييرات إدارية في هرم هيئة تحرير الشام. التفاصيل في الحلقة 251 من بودكاست المرصد

تابعوا البرنامج على تطبيقات البودكاست

دبي (أخبار الآن)
المرصد ٢٥١: في عشرية داعش الأولى.. تحذير من التهاون في تقدير خطر التنظيم

أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من 24 إلى 30 يونيو.

عناوين هذه الحلقة:
على مشارف أولمبياد باريس، باحثون: خطر الجهاديين هو الأكبر
تغييرات إدارية في هرم هيئة تحرير الشام

ضيف الحلقة:
الأستاذ رائد الحامد. الباحث في الجماعات الجهادية. يحدثنا عن ذكريات سيطرة داعش على الموصل في 2014 ومستقبل المنطقة بعد 2024

نص الحلقة :

اندحر داعش في سوريا والعراق ولكن

عشرة أعوام على إعلان تنظيم داعش ”خلافته“ المزعومة مستحوذاً على مقدرات مناطق شاسعة وغنية من العراق وسوريا سكنها 10ملايين نسمة. في 29 يونيو من العام 2014، أعلن أبو محمد العدناني، المتحدث باسم التنظيم في ذلك الوقت، أن داعش أصبح ”خلافة“ يتزعمها ”خليفة“ هو أبو بكر البغدادي. بعد خمسة أيام، في 4 يوليو، ظهر البغدادي لأول مرة في جامع الحدباء في الموصل طالباً ”الطاعة.“

بعد خمسة أعوام، في مارس 2019، أكمل التحالف الدولي هزيمة التنظيم في المركز – سوريا والعراق؛ وانتقل ثقل التنظيم إلى الأطراف خاصة إفريقيا.

بالرغم من هذا، لا يزال أكاديميون يحذرون من خطورة التنظيم في المركز تحديداً إن اطمأن العالم إلى أن ما حدث في ٢٠١٤ لن يتكرر – على الأقل لن يتكرر بنفس العنف.

الباحث تشارلز ليستر @Charles_Lister من المؤسسة البحثية معهد الشرق الأوسط، لاحظ أن هجمات داعش في سوريا خلال نصف العام الحالي وصلت مستويات لم يسبق لها مثيل منذ 2017؛ إذ زادت الهجمات عمّا كانت عليه في العام 2023 بنسبة خيالية تصل إلى 250٪. كما يلفت الباحث إلى أن أسلوب داعش في تنفيذ الهجمات في سوريا تحوّل من استهداف الأرياف والمناطق قليلة السكان إلى مناطق حضرية لتشمل الخطف والاغتيالات الأمر الذي من شأنه ”أن يجتزئ من سطوة السلطات المحلية ويزعزع ثقة الشعب بها.“

يحذّر الباحث من عدم وجود قوة تناهض هذا التحول؛ فأمريكا اليوم ” غير معنية“ بداعش؛ ونظام الأسد في دمشق ”غير قادر على التصدي لهذه الهجمات،“ وعليه يتوقع ليستر أن ”هذه الأرقام ستكون وبالاً على سوريا.“

في الاتجاه ذاته، أصدر مركز تريندز للبحوث والاستشارات تقييماً ”لتوسع داعش وانحساره في 2024.“ تخلص الدراسة للباحث حمد الحوسني إلى أن ”ثمة خطراً من أن تستغل الجماعة  عدم الاستقرار في المنطقة لشن هجمات … (وعليه) وحتى نمنع عودة داعش إلى العراق وسوريا، على المجتمع الدولي أن يظل متيقظاً.“

أولمبياد باريس

هذه التحذيرات تأتي فيما تستعد فرنسا لاستقبال أكبر حدث عالمي هذا العام: الألعاب الأولمبية. في 26 يوليو، سيُفتتح الأولمبياد الذي يستمر حتى 11 أغسطس جامعاً دول العالم باستثناء روسيا وبلاروسيا.

وبهذه المناسبة، نشر مركز مكافحة الإرهاب التابع لكلية ويست بوينت العسكرية دراسة تستكشف الأخطار الإرهابية التي تواجه أولمبياد باريس. الباحثان وسيم نصر وبيتر نيسير اعتبرا أن ”الخطر الأكبر“ الذي يواجه الأولمبياد هو خطر الجهاديين وخاصة فرع داعش خراسان الذي نفذ أكثر الهجمات دموية في أوروبا في موسكو مارس الماضي.

يتخوف الباحثان من أن داعش قد يستهدف الأولمبياد خاصة بعد أن حاول إدخال عناصره إلى فرنسا، وبعد أن كشفت السلطات الفرنسية عن إحباط عدة محاولات لتنفيذ هجمات هناك. ويضيف الباحثان إلى ذلك سلسلة من الأحداث المشابهة استهدف فيها الجهاديون محافل رياضية من قبيل تفكيك خلية داعشية في ألمانيا قبيل انطلاق بطولة أمم أوروبا لكرة القدم 2024.

ويخلص الباحثان إلى أن المشكلة في كل هذا هو ”تراجع الإرهاب على سلم أولويات الدول“ لأسباب تراوح بين وباء الكورونا و الحرب الروسية على أوكرانيا؛ ويحذران من أن الإرهابيين يضربون في الأماكن والأزمنة خارج الحساب.

خوار في إعلام داعش المناصر

صعود داعش في 2014 رافقه ماكينة إعلامية صوّرت مشاهد التقتيل بإخراج هوليودي وصل إلى الراغب والمعرض على حد سواء في فترة ثورة وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي. اليوم، لم ينته الذبح والحرق ولكن الماكينة الإعلامية تخللها الوهن حتى صارت خيالاً مما كان.

حساب قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي المتخصص في كشف خبايا التنظيم يواصل تشخيص وهن إعلام داعش خاصة ما يتعلق بتورط الإعلام الرسمي في التخلص من ”منافسين“ ضمن نفس الماكينة المحسوبة إسمياً على ما يُسمى بإعلام الأنصار.

في فترة الرصد، نشر الحساب رسالة أخرى تفضح المدعو أبا قتيبة الذي أصبح مسؤولاً عن إنتاج الأنصار بالإضافة إلى إدراته مؤسسة البتار وهي ”أقدم المؤسسات اليمنية المناصرة“ للتنظيم. الأهم هو العلاقة ”العضوية“ التي تربط أبا قتيبة مع القائمين حالياً على الإعلام المركزي في التنظيم. وعليه، من يجير سلوك أبي قتيبة إلى ”الرسمي“ لا يجانب الصواب.

هذا الرجل معروف بالتخلص من الآخرين بالتكفير وحتى الوشاية. وآخر تقليعاته أن كفّر مبرمج موقع الرعود الذي يحوي أرشيف داعش.

وبالحديث عن إعلام داعش، لفت هذا الأسبوع تطور في مؤسسة العزائم المتعلقة بإعلام ”ولاية خراسان“ التي تحتل اليوم موقع الصدارة بين أذرع التنظيم بتنفيذها هجمات خارجية في روسيا وإيران وطاجيكستان. إنتاج العزائم غزير ومتعدد اللغات يجعلها ناطقاً شبه رسمي باسم هذه الولاية.

الصحفية المتخصصة في BBC Monitoring مينا اللامي @Minalami  نقلت أن العزائم أعلنت إضافة لغة الأوردو إلى إنتاجها. ما لفت هنا هو أن العزائم عرّفت عن نفسها في الإعلان بأنها ”إعلام رسمي“ لولاية خراسان. لماذا هذا مهم؟ تمييز الإعلام رسمياً أو مناصراً مهم في تجيير ذلك الإنتاج إلى التنظيم. بالعودة إلى حساب قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي، الإعلام المناصر قد ينخرط في أمر يفضل الإعلام الرسمي أن يظل بعيداً عنه، مثل مسائل التكفير، حتى وإن كانت له اليد الطولى فيها.

السلفية الجهادية غزة تناشد

مع دخول الحرب في غزة الشهر الثامن، وجهت السلفية الجهادية هناك ”مناشدة“ يطلبون فيها العون بإرسال التبرعات النقدية إليهم لشراء الماء والطعام. المناشدة الأولى كانت في 3 يونيو. غير معلوم مدى نجاح هذه المناشدة في أوساط الجهاديين رسمياً ومناصرة.

أنصار القاعدة في اليمن ضد الحوثي

بخلاف ما نجده في إعلام القاعدة الرسمي، يواصل الإعلام الرديف في اليمن تحديداً النشر تحريضاً على إيران وأذرعها في المنطقة خاصة الحوثيين.

مؤسسة مدد اليمن الإعلامية كتبت عن ”جرائم الحوثي في اليمن“ مكذبة ادعاء الحوثيين ”نصرة المسلمين في غزة.“ خصص المنشور إلى جريمة الحوثي في غرس”مئات الآلاف من الألغام“ التي تقطع أوصال اليمنيين الأبرياء. ويخلص المنشور إلى أن أذرع إيران في العراق ولبنان وسوريا تشكل ”خطراً دائماً“ على الأمة وأن ادعاء نصرة غزة ما هو إلا غطاء.

مواجهات إدلب في الشارع والإنترنت

مع تواصل الحراك الشعبي لإسقاط زعيم هيئة تحرير الشام أبي محمد الجولاني وإطلاق سراح المعارضين المعتقلين، ما انفك المحتجون يشبهون سلوك الهيئة بموقف نظام الحكم في دمشق من مظاهرات بداية حراك 2011.

في المقابل، ما انفك كبار الهيئة يشككون في نوايا المحتجين. عبدالرحيم عطون رئيس المجلس الشرعي في الهيئة علق ”لم نعتد حل قضايا المحرر ومشاكلِه بطريقة مشجعي الأندية الكروية بغية حشد المتابعين والأنصار.“

اعتبر البعض أن كلام عطون موجه إلى عبدالرزاق المهدي الذي أصبح وجهاً من وجوه الحراك. الرجل كان هذا الأسبوع عنوان تراشق وتلاسن بين أنصار الهيئة ومعارضيها، وصل ذروته عندما دعا أحدهم أبا محمود الفلسطيني، موالي الهيئة، إلى مناظرة المهدي. أبو محمود هو تلميذ المنظر أبي قتادة الفلسطيني المؤيد أيضاً للهيئة. قبِل أبو محمود المناظرة لكن المهدي رفض إلا أن يناظر أبا قتادة. في المحصلة، تبادل الطرفان الشتم ونشر أبو محمود الذي يسكن لندن سلسلة يرد فيها على اتهام المعارضين له ”بالقعود عن الجهاد.“ في هذه السلسلة اتهم المهدي بالقعود عن الجهاد عندما قال إن المهدي غادر إلى إفريقيا مع بداية الحراك في سوريا ولم يعد إلا مطروداً من تونس.

استقالات/إقالات في هرم هتش

أعلن في 25 يونيو أن قائد الجناح العسكري في هيئة تحرير الشام أبا الحسن الحموي، أو أبا حسن 600، قدم استقالته من المنصب.

معرفات الهيئة أكدت أن الحموي هو من قدم استقالته وأن مغادرته المنصب لا تعني تركه الهيئة. المعارضون قالوا إن الجولاني هو من أقال الحموي بسبب ”خلافات كبيرة بين الأمنيين والجناح العسكري.“

الشرعي المنشق أبو يحيى الشامي نقل عن مصادر خاصة أن الخلافات هذه تعود إلى قضية العملاء التي قادها الأمنيون وخاصة المدعو وسام الشرع (أويس الشامي) وطالت مسؤولين في الجناح العسكري؛ حتى أصبح ”أصغر عنصر أمني يرعب أكبر قائد عسكري.“

حساب أبو هادي نقل أيضاً عن مصادر ”خاصة“ أن أهم سبب لإقالة أو استقالة الحموي هو توليه منصب مسؤول القوة التنفيذية المعنية بتنفيذ أحكام أبي عزام الجزراوي القاضي الذي يحقق في قضية العملاء. وعليه، يتعين على الحموي اعتقال الجولاني بموجب شكاوى قُدمت ضده تتهمه بالفساد وإصدار أوامر القتل العمد. هذه الشكاوى قُدمت من شخصيات قد لن يكون سهلاً تجاهلُها مثل أبي الزبير سرايا نائب أبي أحمد زكور الذي استقال أو أقيل هو الآخر من منصب رفيع في الهيئة في مواجهة فاضحة مع الجولاني في ديسمبر الماضي.

هتش وملف اعتقال الأطفال

ملف آخر مهم يثير قلق هيئة تحرير الشام في رصد هذا الأسبوع هو الأطفال المعتقلون.

فتح هذا الملف أبو شعيب المصري بعد أيام من إطلاق سراحه عندما كشف في منشور يوم عيد الأضحى عن وجود أطفال كانوا في المعتقل معه. أعيد اعتقال أبي شعيب مباشرة بعد هذا الكشف. وفيما نفى إبراهيم شاشو رئيس جهاز التفتيش القضائي في الهيئة وجود هؤلاء الأطفال، انهالت الشهادات من سجناء وسجينات سابقين يؤكدون خلاف ذلك.

هذا الأسبوع، نشر حساب الشمالي الحر الموالي للهيئة ”توضيحاً“ قال فيه إن الطفلة بيان التي ذكرها أبو شعيب في منشور العيد هي ”ابنة أحد الموقوفين بتهمة الانتماء للدواعش، وقد حضرت ذات يوم مع والدتها وأخويها لزيارة والدها، فتوافق وجودها مع وجود أبي شعيب المصري الذي زاره أهله في نفس المكان – مكان خارج السجن فيه مكيف وشاشة وبعض التجهيزات.“

يضيف الشمالي الحر أن شاشو راجع أبا شعيب في المنشور فردّ عليه أنه نشر الكلام ”تحريضاً“ وهو ما اعتبره شاشو نقضاً لوثيقة التعهد التي حُرر أبو شعيب بموجبها. المعارضون كذبوا هذا التوضيح واعتبروه ”ترقيعاً“.

سياسة طالبان ضد المرأة

نقل الصحفي الأفغاني بلال صرواري  @bsarwary أن وزارة التعليم في حكومة طالبان علقت إلى أجل غير مسمى صرف رواتب الموظفات حصراً. خطاب الوزارة يشير إلى خلل يتعلق بنظام توزيع المعاشات يتطلب تعديله وقتاً طويلاً. صرواري علق أن هذه الأسباب غير مقنعة وأن هذا الإجراء يعزز سياسة طالبان المتشددة ضد المرأة.

 


قائمة الحلقات