في مواجهة الأزمة الإقتصادية التاريخية التي تعصف بلبنان، والتي تُعتبر من أسوأ الأزمات التي مرّت على العالم في السنوات الأخيرة، وفق صندوق النقد الدولي، وجد اللبناني نفسه فجأة محروماً من الرعاية الصحية، وبدأ آلاف اللبنانيين يعانون من النقص الحاد في تلك الرعاية، ومن تبعات تلك الأزمة، نشأت معاناة المرضى في لبنان، الذين يحرمون من الأدوية التي يحتاجونها.
آلاف الأطباء والممرضين والممرضات يهاجرون إلى الخارج، المستشفسات تقفل بعض أقسامها بسبب نقص مادة المازوت والمستلزمات الطبية والأدوية والممرضات.. في وقت يدفع فيه القطاع الصحي ثمن فقدان العملة الوطنية ما يقارب 90 في المئة من قيمتها.
هل دخل لبنان نفق المجهول صحياً؟
وثمّة خوف من الأسوأ وسط مخاوف من أن يشهد لبنان مصير دول معينة في أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية.. فهل دخل لبنان نفق المجهول صحياً؟
برنامج “نون” استضاف في حلقة الخامسة بالموسم الثالث، نقيبة مستوردي الأجهزة والمستلزمات الطبية الدكتورة سلمى عاصي، وكذلك الصيدلانية والباحثة في السياسات الدوائية الدكتورة هيلين شماس، التي قالت إنّ أي شيء لم يتغيّر حتى الآن، فيما يتوجب على وزير الصحة القيام بوضع خطة، إذ أنه في الفترة السابقة، كان هناك تخبّط وعشوائية في القرارات، لكن مع الخطة يتوجب توفّر الجرأة بالتنفيذ.
وأوضحت أنّه منذ تسلّم حزب الله وزارة الصحة، لم يشهد لبنان أي خطة وطنية لتشجيع الصناعة الوطنية، فيما كل ما تمّ الحديث عنه كان مجرد كلام، ولم يكن هناك أيّ خطوة عملية، ووجدناهم يتجهون إلى استراد أدوية من دول أخرى.
وفاة بسبب نقص أكياس الدم
من جهتها، حمّلت عاصي الدولة اللبنانية بشكل عام، ووزير الصحة ومصرف لبنان بشكل خاص، المسؤولية عن عدم تأمين المسلزمات الطبية، معتبرةً أنّ أحداً من المسؤولين يفكر في إيجاد حل من أجل اللبنانيين، بل كانت هناك خطة منهجية لإيصال اللبنانيين إلى هذه المرحلة، وأوضحت أنّه يتمّ ضرب القطاع الخاص رويداً رويداً، الذي يعتبر من الأسس التي جعلت لبنان مستشفى الشرق الأوسط.
وتحدثت عاصي عن صعوبة استيراد المستلزمات الطبية، موضحة أنّ شخصاً توفي في الفترة الأخيرة بسبب عدم توفر أكياس الدم، إضافةً إلى عدم توفّر بطاريات القلب، وقالت إنّها تتوافق مع الدكتوة شماس لناحية أنّ ثمّة قراراً سياسياً يعطل سير الأمور كما يجب.