بمَ تختلف المقابلات الميدانية عن الأنواع الأخرى من المقابلات الصحافية؟
هناك نقاط اختلاف عدة بين المقابلات الميدانية والمقابلات الأخرى، إنما أهمها نقطتان:
١-الوقت المتاح للتحضير: عندما يكون الصحافي في مكتبه او بيته ويطلب منه إجراء مقابلة بعد ساعات او في اليوم التالي، يكون امامه متسع من الوقت ليقوم ببحث متعمق عن موضوع المقابلة، وعن الشخص المطلوب منه مقابلته وعن خلفيته، من خلال الاستماع لأحدث المقابلات التي أُجريت مع هذا الضيف او قراءتها، وتلخيص كل هذه المعلومات في مجموعة أسئلة جامعة؛ والتي من خلالها يستطيع الصحافي الحصول على المعلومات التي يرغب بمعرفتها من الضيف. اما خلال وجود المراسل في الميدان، فالوضع يختلف تماماً على اعتبار ان المقابلة يجب ان تجرى احياناً بسرعة، لسبب او لآخر.
٢-المكان المناسب وظروف إجراء المقابلة: المقابلات التي تُجرى عبر تطبيقات الانترنت او تُصوّر في منزل الضيف او مكتبه، يمكن خلال التحضير لها تأمين هدوء مكان المقابلة وإيجاد ظروف تضمن عدم مقاطعة المُقابَلة، من خلال إطفاء إشعارات الأجهزة الإلكترونية، والطلب من الأشخاص المحيطين الهدوء او عدم الكلام، فضلاً عن تأمين الإضاءة الجيدة سواء كانت طبيعية او صناعية، واختيار كادر جميل للتصوير، واختبار الصوت والصورة مسبقاً. هذه العوامل يُضطر المراسل للاستغناء عن معظمها في غالبية الاوقات، عندما يجري مقابلة في الميدان، فتأمين هدوء تام قد يكون مستحيل، واطفاء الهواتف قد لا يكون ممكناً، كذلك تأمين اضاءة جيدة وصوت ممتاز قد يكون امراً بالغ الصعوبة.
ما المطلوب في شكل أساسي من المراسل لضمان نجاح مقابلاته الميدانية؟
المقابلات الميدانية تتطلب ٣ أمور أساسية من المراسل:
١-التركيز القوي للتمكن من طرح الأسئلة واستيعاب الأجوبة مهما كانت الظروف المحيطة
٢-تغليب المضمون على الشكل، مع الحفاظ على الحد الأدنى من المستوى لناحية الصورة والصوت
٣-الحرص على ان تكون المقابلة مختصرة زمنياً وبالتالي محاولة الحصول على أجوبة واضحة ومفهومة من الضيف، سواء كان مواطناً او مسؤولاً او صاحب اختصاص.
استناداً على الامور الأساسية المطلوبة من المراسل لإنجاح مقابلاته الميدانية، هل من نصائح محددة للمراسلين؟
هناك ٥ نصائح أساسية في هذا السياق.
١- اطرح السؤال الأهم في البداية، قد يُضطر الضيف للمغادرة بسرعة شديدة، لذا كن حريصاً على نيل مرادك منه على الفور.
٢- كن مستعداً لكل الاحتمالات، قد يَطلب منك الضيف مباشرةً قبل اجراء المقابلة عدم اظهار وجهه او تمويه صوته، لذا يجب عليك تلبية رغبته إذا كانت المقابلة معه مهمة او ضرورية لتغطيتك.
٣-تعامل مع أي مقابلة ميدانية على انها تُعرض مباشرة على الهواء، لا تكرر السؤال الا إذا طلب الضيف، وتَجنّب الأسئلة الطويلة والمعقدة.
٤-لا تستسلم عندما تقابل شخصيات صعبة، التزم الهدوء، وحافظ على تهذيبك، ولو تعرّضت للاستفزاز من الضيف الذي قد يكون هدفه عدم اعطائك الجواب الذي تريده.
٥- احرص على متابعة أي تفاصيل مهمّة أو جوانب من المقابلة تحتاج إلى توضيح، ولو بعد مغادرة الضيف، يمكنك التواصل معه عبر الهاتف او مع مقربين منه في حال كان مسؤولاً، او البحث عن اشخاص آخرين لاستيضاح ما قاله في حال مواطناً عادياً.
هل من أمثلة عملية عن الأشخاص الواجب اجراء مقابلات ميدانية معهم، بحسب اختلاف مواضيع التغطية؟
الحالة الأولى: وقوع انفجار.
الشخص الأهم: شاهد العيان، وطبعاً أي مسؤول أمني أو قضائي يصل إلى الموقع.
الحالة الثانية: احتجاجات شعبية أو تظاهرات مطلبية.
الشخص الأهم: أحد منظمي التحرك أو الداعين اليه، مع تجنب المسارعة لإستصراح أي مواطن مباشرة على الهواء.
الحالة الثالثة: هزة أرضية أو حريق أو فيضان.
الشخص الأهم: أحد سكان المنطقة، ثم مسؤول في فرق الاغاثة فور توفر إمكانية الحديث معه.
الحالة الرابعة: سرقة مصرف أو اعتداء على مؤسسة.
الشخص الأهم: مسؤول الاعلام أو مدير في المصرف أو المؤسسة.
الحالة الخامسة: حادث إطلاق نار أو جريمة قتل.
الشخص الأهم: شاهد عيان وأي مسؤول أمني أو قضائي يصل إلى الموقع.